الصناعة انواعها ومقوماتها
لقد مارس الإنسان الصناعة منذ بداية فجر التاريخ بهدف تغيير هيئة المادة الخام الأولية إلى شكل آخر لتلبية رغباته
الأساسية وسدٍّ حاجاته. وتمكن الإنسان القديم من تغيير هيئة الكثير من المواد مثل قطع الصخور التي صنع منها بعض أدوات الحراثة وحراب الصيد ، كما صنع من جذور الأشجار وسائل نقل مائية. هذه الصناعات الأولية تعتبر الأسس الأولى
لعمليات التصنيع التي تطوَّر الإنسان في ممارستها حسب البيئة التي كان يعيش فيها واحتياجاته في تلك الفترة .
وتطوّرت الصناعة عبر العصور من حرفة بسيطة إلى صناعات متطورة وعالية الجودة . وبذلك أصبح النشاط الصناعي سمة
من سمات المجتمعات الصناعية والدول المتحضِّرة. ولقد أحدثت الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر
الميلاديين تطورات كثيرة في استخدام الآلات والقوى المحركة، وفي زيادة نوعية الإنتاج الصناعي وكميته في العالم.
وتُعرف الصناعة بأنها عملية تحويل أو تغيير في شكل المواد الخام لزيادة قيمتها، وجعلها أكثر ملاءمة لحاجات الإنسان
ومتطلباته، مثل استخراج المعادن كالحديد وتحويله إلى آلات، وقطع الأخشاب من الغابات وتحويلها إلى أثاث، وتحويل النفط
الخام إلى وقود ومواد بلاستيكية وغيرها .
أهمية الصناعة ، وسماتها المميزة:
تُعدُّ الصناعة من الأنشطة الاقتصادية المهمة، وقد أحدثت تغيّرات كبيرة في حياة الإنسان، وفي قدرته على التغلب على العوامل الطبيعية. كما أدخلت تحسينات هائلة على المواصلات، ومستوى المعيشة، لدرجة أن بعض الباحثين يرى في الصناعة آلة لإيجاد التنمية، وأن تنمية أي بلد لا بد لها من قاعدة صناعية.
تمتاز الصناعة الحديثة اليوم باعتبارها نشاطًا اقتصاديًّا مهمًا بعدة سمات أساسية مميزة، هي:
تعدُّ مؤشرًا على مدى تقدُّم الدولة أو تخلفها اقتصاديًّا.
تعتبر عنصر فعَّال في بناء القوة الاقتصادية للدول .
تحقق التكامل، والاستقرار الاقتصادي المحلي، والإقليمي، والدولي.
تساعد على استغلال الموارد الطبيعية على نطاق واسع؛ بهدف توفير ما يلزم من مواد خام للصناعة.
تقلل التبعية الاقتصادية؛ أي أنها تعطي الدولة استقلالاً اقتصاديًّا، وبالتالي تحقق لها القوة، والاستقلال السياسي.
توفّر فرص عمل لأعداد كبيرة من الأيدي العاملة.
ترفع من مستوى دخل السكان ورفاهيتهم، حيث يرتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الدول الصناعية.