السياحة عبر البلاد اتجاه جديد لمحبي المغامرة

لقد تطورت السياحة في صلالة بشكل كبير على مر السنين، حيث أصبحت المدينة الآن وجهة سياحية على مدار العام. وفي حين كانت صلالة معروفة في السابق بموسم الخريف، إلا أنها تجذب الآن السياح من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الألمان والإيطاليين والأستراليين والسويسريين، إلى ما هو أبعد من فترة الرياح الموسمية.

وتجذب خصوصية صلالة السياح من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى التي لا تزال تعاني من قسوة الصيف، ومن أوروبا حيث يبدأ الشتاء في الاستقرار. ويبحث هؤلاء عن ملاذ من قسوة الشتاء في بلدانهم، ويبحثون عن شتاء صلالة المعتدل الأخضر. ويبدأ هؤلاء الزوار في التوافد على صلالة من سبتمبر/أيلول إلى مايو/أيار.

ومع ذلك، هناك اتجاه جديد يكتسب شعبية بين الزوار وهو “السياحة عبر البلاد”. وقد أدى هذا الاتجاه، الذي تغذيته زيادة الطلب من السياح القادمين على متن رحلات الطيران العارض والسفن السياحية، إلى فتح فرص مثيرة لمشغلي الرحلات السياحية المحليين.

وبحسب أحد منظمي الرحلات السياحية، فإن هذا الطلب دفع شركته وشركات أخرى إلى تصميم باقات خاصة لتلبية توقعات السائحين الذين يتوقون إلى تجربة أكثر تنوعًا ومغامرة. وقال: “لقد أدركنا هذا الاهتمام الجديد وقمنا بتطوير عروض تأخذ السائحين إلى ما هو أبعد من صلالة لاستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة والمتنوعة في عُمان”.

تقدم شركات تنظيم الرحلات السياحية باقات عبر البلاد تبرز جغرافية عُمان الغنية. وتقدم شركة تنظيم الرحلات السياحية الفواز باقة رائدة تسمى “عبور عُمان”، والتي تقدم رحلة واسعة تبدأ من الكثبان الرملية المتدحرجة في رمال الشرقية وتمتد عبر صحراء الربع الخالي المهيبة في محافظة ظفار، عبر التضاريس الساحلية الخلابة في عُمان. وأوضح أحد أعضاء فريق العمل في شركة الفواز: “تتيح الباقة لضيوفنا فرصة تجربة المناظر الطبيعية المتباينة في عُمان، من الصحاري إلى المناطق الساحلية النائية والقرى الجبلية. نحن نقدم تجربة غامرة تشمل قضاء الليالي تحت النجوم في الصحراء، والتفاعل مع التقاليد العُمانية المحلية، والاستمتاع بوجبات الشواء الطازجة على الشواطئ الهادئة”.

يتم تخصيص جولة عبر البلاد وفقًا لتفضيلات الضيف وتستمر ستة أيام، مليئة بالأنشطة مثل الرحلات الصحراوية والسباحة في المحيط والمشي لمسافات طويلة عبر الوديان الخلابة. ومن أبرز الأحداث زيارة مدينة أوبار “المدينة المفقودة” الأسطورية، إلى جانب مشاهدة غروب الشمس المهيب فوق الكثبان الرملية في الربع الخالي.

وأكد أحد منظمي الرحلات السياحية أن ارتفاع السياحة عبر البلاد يعزز أيضًا الاقتصاد المحلي، ويوفر فرصًا جديدة للمرشدين المحليين والشركات المرتبطة بقطاع السياحة. “إنها سوق متنامية ذات إمكانات هائلة … نتوقع أن نرى المزيد من السياح في السنوات القادمة، الحريصين على استكشاف الجمال الطبيعي والثراء الثقافي الذي تقدمه عُمان”.

مع استمرار صلالة في توسيع آفاقها السياحية، أصبحت الجولات عبر البلاد بسرعة مفضلة بين أولئك الذين يبحثون عن المغامرة والهدوء مع المساهمة في النمو المستدام لصناعة السياحة في سلطنة عمان.