اقتصادجغرافيا

السياحة المفهوم والأهمية

السياحة المفهوم والأهمية

على الرغم من أن السياحة كنشاط أو كصناعة تعدُّ من المجالات الاقتصادية المهمة في عالم اليوم، إلاّ أن لها جذورًا
تاريخية قديمة؛ كونها ارتبطت بالسفر والضيافة وبتلبية حاجات الإنسان المختلفة من معرفة واكتشاف وغيرها، حيث عرفت
المجتمعات البشرية القديمة القواعد الأساسية المتعلقة بالضيافة وإكرام الضيف، مستمدة تلك القواعد من الأديان والمعتقدات الروحية للشعوب والمبادئ الأخلاقية المتجذرة فيها، لذا فهي تمثل البدايات الأولى لنشاط السياحة، حيث إن العديد من البلدان والمدن في العالم القديم كانت مقصدًا للمسافرين، فنجد مثلا أن اليونانيين والرومانيين كانوا يقطعون مسافات طويلة لزيارة بعض الأماكن بغرض الترفيه والتسلية.
وقد تطوَّرت السياحة بعد الحرب العالمية الثانية، تزامنًا مع ما شهده العالم من تطوّر في وسائل النقل والاتصالات، وارتفاع
المستوى الاقتصادي للدول وللأفراد، لذا يعدُّ نمو السياحة من بين أهم الظواهر الاقتصادية والاجتماعية في القرن العشرين .

خريطة اشهر اسواق العرب في الجاهلية

التطور التاريخي للسياحة

التطور التاريخي للسياحة

العصور القديمة

السفر لأغراض مختلفة منها التسلية والترفيه (اليونان، والرومان).

العصور الوسطى

السفر للمزارات الدينية (مكة المكرمة، والمدينة المنورة).

القرون ١٤-١٧م

السفر للمزارات الدينية، والمناطق الطبيعية، والمعالم الثقافية.

القرن ١٨م

السفر لمناطق العلاج بالمياه المعدنية، والسياحة التعليمية لأبناء الطبقات الغنيَة.

القرن 19

ظهور الثورة الصناعية والسكك الحديدية أثر على ازدهار السياحة وعدم اقتصارها على الطبقة الغنية، وظهرت أماكن جذب سياحية لممارسة الأنشطة الترفيهية المختلفة.

القرن العشرون الميلادي

بداية هذا القرن ظهرت المهرجانات السياحية مثل: المهرجانات الرياضية الدولية (دورة الألعاب الأولمبية)، ثم ازدهرت السياحة بعد الحرب العالمية الثانية وتحولت إلى صناعة تعتمد عليها العديد من الدول في اقتصادها.

مفهوم السياحة Tourism

أسهم التطور والازدهار الذي شهدته السياحة في ظهور تعريفات متعددة لها؛ لذا كان لابد من تحديد مفهوم واضح للسياحة، حيث عرَّفت منظمة السياحة العالمية (World Tourism Organization) السياحة بأنها: حركة الأفراد والجماعات من أماكن إقامتهم إلى أماكن أخرى؛ بهدف القيام بأنشطة مختلفة لا يتقاضى عليها أجرًا من مكان الزيارة، ولفترة لا تتجاوز عامًا واحدًا.
كما ميَّزت (WTO) بين كلّ من المسافر والسائح، حيث قررت أن المسافر هو كل شخص يخرج في رحلة بين دولتين أو أكثر أو بين موقعين أو أكثر داخل حدود بلده، أما السائح فهو شخص يسافر إلى أي مكان خارج نطاق بيئته العادية لمدة لا تقل عن اثنتي عشرة ساعة؛ بهدف ممارسة أنشطة لا تستهدف التكسُّب من المكان المزار، وأكَّدت أيضًا أن السُّياح (الزوار) ينقسمون إلى فئتين:
أ. سُيَاح (زوار) يقيمون لليلة أو أكثر في المكان المزار.
ب. سُيَّاح (زوار) يعودون إلى ديارهم في اليوم ذاته دون قضاء ليلة خارج بيئتهم المعتادة (التنزه).
كما أن السياحة أيضًا تنقسم إلى قسمين حسب وجهة السائح، فهناك السياحة الخارجية (Out-bound tourism) والسياحة الداخلية(In- bound tourism).

ويمكن أن تختلف بعض المفاهيم المتعلقة بالسياحة حسب معايير تحددها الدول بهدف تنمية السياحة. فمثلاً يحدد عالميًّا
السائح الداخلي بالفرد الذي يقوم برحلة تنزهية تبعد عن بيئته (٨٠ كم) أو أكثر ويتناول وجبة غداء أو عشاء في المكان المقصود،
أما في سلطنة عُمان فإن السائح الداخلي هو من يقيم ليلة على الأقل في المكان المقصود والسائح الخارجي من يقيم ليلتين فأكثر، بينما في كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، يعتبر كل فرد يقوم برحلة تنزهية تبعد عن بيئته (١٦٠ كم) أو
أکثر سائحًا داخليًّا.

أهمية السياحة وفوائدها :
لقد أدركت معظم الدول أهمية السياحة في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية؛ مما جعلها
تنفق الأموال لتنمية المناطق السياحية وإنشاء المكاتب السياحية سواء في داخل الدولة أم في خارجها
بهدف جذب السياحة نحوها، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على زيادة الحركة التجارية والفندقية وحركة
الاستراحات ووسائل النقل، وتكمن أهمية السياحة بالنسبة للأفراد والمجتمعات في أنها :

تعمل على الترويح عن النفس، وتبعد الفرد عن ممارسة الروتين اليومي، وقضاء أوقات راحة خلال السنة.

تعزِّز روح الانتماء عند المواطن.
توطد روح العمل الجماعي بين المشاركين في الرحلات، وفيها تتسع آفاق الأفراد والجماعات، وتتنوّع أنشطتهم وتتجدد طاقاتهم .
وسيلة مهمة لتحقيق التقارب بين الشعوب، الأمر الذي يعمل على زيادة التفاعل الحضاري فيما بينها.

تعمل على تطوير العلاقات الاجتماعية من خلال الانفتاح على العالم، وتعرّف حياة الشعوب وعاداتها وتقاليدها.
تساعد على الاهتمام بالتراث والمحافظة عليه.

وتُعدُّ الأهمية الاقتصادية للسياحة الدافع الأبرز نحو الاهتمام العالمي لتنشيط هذا القطاع الاقتصادي المهم،
لاسيما وأن الفوائد الاقتصادية الناجمة عنها كثيرة أهمها:
١. الناتج المحلي الإجمالي :
تعدُّ السياحة من أسرع القطاعات نموّا في القرن الحادي والعشرين من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغ متوسط مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم عام ٢٠٠٨م
إلى ١٥٪، كما تعتبر أكبر قطاع منتج في كثير من الدول غير النفطية، بل أن بعض الدول النفطية قد سارعت بتشجيع السياحة واعتبارها قطاعًا رئيسيًّا في اقتصادياتها.

مساهمة قطاع السياحة من الناتج المحلي الاجمالي لبعض دول العالم

٢. ميزان المدفوعات :
تحقق عوائد السياحة دعمًا كبيرًا لميزان المدفوعات في كثير من دول العالم لاسيما الفقيرة منها، حيث أكّدت الإحصاءات الرسمية أن عوائد النقد الأجنبي من السياحة في العالم قد بلغ عام ٢٠٠٠م حوالي ٤٧٦ بليون دولار، وهذا ما يفوق العوائد المتحققة من غيرها من المبادلات التجارية الدولية، مثل: المنتجات البترولية،والسيارات، وأدوات الاتصال، والأقمشة
وغيرها .

٣. التوظيف وفرص العمل :
تضم صناعة السياحة كثافة عمّالية عالية، حيث توفر فرص عمل لا توفره غيرها من الصناعات لاسيما في عصر التقدُّم التقني، والذي قلل من الاعتماد على الأيدي العاملة في كثير من الصناعات.

٤. تطوير البنية التحتية، والمناطق الريفية، والنائية:
تسهم السياحة في زيادة الاستثمارات في مرافق البنية التحتية الأساسية،وبالتالي تنميتها وتطويرها، حيث يؤدي ذلك إلى الإسهام الإيجابي في مقوّمات التنمية الوطنية الشاملة. وتساعد السياحة في تطوير الريف وتنمية المناطق النائية والتي لا تحظى بنصيب من التنمية الاقتصادية، خاصة إذا ما توافرت فيها مقوّمات سياحية ضرورية لتطويرها، وبذلك يصبح من الممكن توفير فرص اقتصادية متساوية لسكان هذه المناطق؛ الأمر الذي يحد أو يقلل من هجرتهم خارجها.
كما تستفيد هذه المناطق من إنشاء البنية التحتية وتطويرها، فضلاً عن تحسّن الخدمات بشكل عام من حيث الجودة والوفرة، واشتداد وتيرة المنافسة بين المشاريع السياحية مما يصب ذلك في صالح هذه المناطق.

٥. دعم الخزينة العامة:
تعتبر السياحة مصدرًا مهمًا من مصادر تمويل الحكومات عن طريق الإيرادات الضريبية المفروضة على الأنشطة السياحية، مثل: ضرائب المطاعم، ومرافق الإقامة، والمطارات، ووسائل النقل، ورسوم دخول المتاحف وغيرها من المرافق السياحية.
ونتيجةً للأهمية الاقتصادية للسياحة فقد برز نظام حسابات السياحة؛ لضبط البيانات والمعلومات الإحصائية للسياحة رقميًّا، والتحكم بها في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها هذه الصناعة في مختلف بقاع العالم.حيث استفادت منظمة
السياحة العالمية في هذا الجانب من إقامة جهاز متطوِّر لجمع بيانات السياحة وحفظها واسترجاعها بطرق إلكترونية فعَّالة.

عوامل ازدهار السياحة:
لقد ساعدت عوامل عدة في زيادة ازدهار السياحة بحيث أصبحت كثير من الدول تعتمد عليها كمصدر للدخل الوطني، ويعدُّ القطاع السياحي القطاع الوحيد في العالم الذي حقق نموًّا مستمرًا منذ عام ١٩٥٠م وحتى ٢٠٠٠م، ومن العوامل التي عملت على زيادة ازدهار السياحة الآتي:

ازدهار اقتصاد الدول وبخاصة المتقدمة، وازدياد قدرة الأفراد والجماعات على امتلاك وسائط النقل المختلفة، مما سهَّل التنقل من مكان إلى آخر.

إدراك الحكومات أهمية السياحة في تحسُّن الدولة وازدهارها.

تطوُّر المواصلات والبنية الأساسية الخاصة بها من طرق وسكك حديدية ومطارات، وبخاصة في مواقع الجذب السياحي، مما شجع أعدادًا كبيرة من السُّيَّاح للسفر لمسافات طويلة.

رغبة الأفراد في خوض التجارب والمغامرات والتعرُّف إلى العروض السياحية المقدمة من قبل المكاتب السياحية .
تطوُّر وسائل الدعاية والإعلان لاسيما في فترات العطل السنوية والمناسبات والأعياد، الأمر الذي أوجد نوعًا من الوعي عند الناس.
توافر فرص التسلية في البرامج السياحية وبخاصة للأطفال، وهو ما يدفع الكثير من العائلات لاستغلال مثل هذه الفرص.

تطوُّر مفهوم السياحة الشاملة التي تشمل أجور النقل وتسهيلات الضيافة التي تعدُّ من قبل منظم الرحلات، حيث يلبي هذا النوع حاجات كل الأفراد ومن مختلف المستويات لقلة التكاليف.

الوجهات السياحية العالمية العشر الاولى

اضف الى معلوماتك

أهم ما يميِّز مفهوم السياحة هو الغرض من رحلة الفرد وطول رحلته، كما أن السائح يسافر لإنفاق الأموال لا لجمعها.

أصبحت السياحة من أكبر القطاعات الاقتصادية من حيث الحجم والأهمية. فقي عام ٢٠٠٨م بلغ عدد السُّيَّاح في العالم ٩٢٢ مليون شخص، وارتفع الدخل السياحي العالمي إلى ٩٤٤ مليار دولار. وبهذا أصبح القطاع السياحي أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي بمساهمة تبلغ ١٥٪، بينما بلغت حصته ٧,١٥٪ من الاستثمار العالمي، و٩,٦٪ من إجمالي الإنفاق الحكومي.

وقّرت صناعة السياحة حوالي ٢٠٠ مليون فرصة عمل، أو ما يعادل ١١٪ من إجمالي القوى العاملة في العالم في عام ٢٠٠٨م.

نظام الحسابات السياحية (Tourism Satellite Accounts) يُعنى بجمع البيانات عن السُّيَّاح إلكترونيًّا، ووجهات مقصدهم، وهدف زيارتهم، ومدة إقامتهم ، وما ينتج عن ذلك من نفقات وإيرادات، ومن ثم إجراء عمليات تحليل للبيانات الإحصائية وتقديمها لصنَّاع القرار لاتخاذ الخطوات المناسبة بشأنها .
وتعتبر كفدا من أوائل الدول المطبقة لنظام حسابات السياحة، ولها تجربة رائدة في هذا المجال وقد تبعها في تطبيق هذا النظام كلّ من: أستراليا، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، ثم دول مختلفة من العالم.

بلغت أرباح وعائدات السياحة في فرنسا عام ٢٠١٣م حوالي ٥٦ ملیار دولار.

الناتج المحلي الإجمالي

هو القيمة النقدية النهائية لجميع السلع والخدمات المنتجة في اقتصاد ما خلال فترة زمنية محددة ( عادة تكون سنة ) .

ميزان المدفوعات

سجلَّ يوضّح جميع المعاملات الاقتصادية لدولة ما مع بقية دول العالم خلال فترة زمنية معينة عادة تكون سنة.

مواضيع مشابهة

OQEP تعقد حملة ترويجية في OCCI صحار

bayanelm

ورشة عمل تهدف إلى تعزيز كفاءة القطاع البيطري

bayanelm

إطلاق سياسة حماية البيانات الشخصية لوحدات الدولة في سلطنة عمان

bayanelm