تاريخ

الحضارة المصرية القديمة

الحضارة المصرية القديمة

١-كيفَ كانتِ الحياةُ الإنسانيةُ في مِصْرَ في العصورِ القديمةِ ؟
٢-لماذا بُنيْتِ الأهراماتُ؟
٣- كيفَ تكونَّتِ الإمبراطوريةُ المصريةُ القديمةُ؟

٤-ما مظاهرُ النهضةِ في عهدِ الدولةِ الوسطى ؟
٥-ما أبرزُ الأحداثِ في عهدِ ملوكِ الدولةِ الحديثة ؟

بداياتُ العصورِ المصريةِ القديمةِ

كانتِ الحياةُ الإنسانيةُ في مصرَ تمُرُّ بظروفٍ طبيعيةٍ قاسيةٍ تمثِّلتْ بالجفافِ وقلَّةِ الأمطارِ فكانَ الإنسانُ يتنقلُ مِنْ مكانٍ إلى آخرَ بحثاً عنِ الغذاءِ، فجمعَ البذورَ والثمارَ منَ النباتاتِ والأشجارِ، وصنعَ الأدواتِ البدائيةَ منَ الحجارةِ.
وعندما زادتْ قساوةُ الظروفِ الطبيعيةِ اضطُv الإنسانُ المصريُّ إلى النزوحِ إلى ضغافٍ نهرِ النيلِ الذي كانَ لهُ الدورُ الكبيرُ في
إقامةِ الحضارةِ على ضفافِهِ، فكما قالَ المؤرّخُ اليونانئُ هيرودوتُ: (مصرُ هبةُ النيلِ) لذلكَ تغيرتْ أساليبُ حياةِ الإنسانِ المصريِّ، بِحيثُ :
١- استفادَ منْ خصوبةِ أرضِ النيلِ فعرفَ الزراعةَ.
٢- استأنسَ الحيوانَ فعملٌ علی تربیتِهِ.
٣- عاشَ حياةَ الاستقرارِ فأنشأَ المساكنَ منَ الطينِ والخشبِ.

ما هي حضاراتُ وادى النيلِ:
هي حضاراتٌ ظهرتْ على ضفافِ نهرِ النيلِ، وامتدَّتْ منْ أعالي وادي النيلِ جنوبًا حتَّى مصبَّهِ في البحرِ المتوسطِ شمالاً .

وزادتِ التجمعاتُ السكانيةُ على ضفافِ النيلِ، وتعاونَ السكانُ فيما بينَهُمْ للإفادةِ منْ میاهِهِ ودَفْعِ أخطارٍ فيضانِهِ؛ إذْ كانَ المصريونَ القدماءُ يعتقدونَ أنَّ فيضانَ النيلِ في كلَّ عامٍ يجلبُ لهمُ الحياةَ والثروةَ، فكانوا يقدّمونَ القرابينَ له وللآلهة .

وبمرورِ الوقتِ تكوَّنَتِ الأقاليمُ، وكانَ لكلَّ إقليمٍ حاكمُهُ وجيشُهُ ومعبودُهُ الخاصُّ. وقد انَّحدتْ أقاليمُ الوجهِ البحريِّ (الشمال) وكوّنتْ مملكةَ الشمالِ، كما اتَّحدتْ أقاليمُ الوجهِ القبليّ ( الجنوبِ) وكوّنتْ مملكةَ الجنوبِ. انظر الخريطةَ شكل (١).

وفي حوالي ٣٢٠٠ق.م، استطاعَ مينا (نارمر) ملكُ الجنوبِ، توحيدَ المملكتينِ في مملكةٍ واحدةٍ عاصمتُها مدينةُ ممفيس (منفَ) ولُقِّبَ بملكِ مصرَ العليا والسفلى (الأرضين).

كما اتَّخذَ تاجاً مزدوجاً من تاجِ الشمالِ وتاجِ الجنوبِ، فعُرِفَ بصاحبِ التاجينِ ، وهو الذي أسَّسَ أوَّلَ سلالةٍ حاكمةٍ في مصرَ. ويُعَدَّ عصرُ الأسرتينِ الأولى والثانيةِ ، بدايةَ العصرِ التاريخيِّ في مِصْرَ القديمةِ.

التيجان الملكية في عهد الملك مينا

عرفَ المصريونَ الكتابةَ منذُ الألفِ الِخامسةِ قبلَ الميلادِ ، وسجلوا بها كلَّ شؤونٍ حياتِهِمْ، وقدْ أطلقَ الإغريقُ على كتاباتِهِمُ اسمَ ( الخطَ الهيروغليفي) أي النقشَ المقدسَ ، وذلكَ لاستخدامِها في تسجيلِ النصوصِ الدينيةِ، ونقشِها على جدرانِ المعابدِ والمقابرِ والمسلاّتِ وتماثيلِ الآلهةِ والملوكِ.
واستخدمَ المصريونَ القدماءُ أسلوبَ الحفرِ على الخشبِ ، والنقشِ على الحجرِ، كما صنعوا الورقَ منْ نباتِ البردي ، واستخدموا أقلامَ البوصِ، والحبرَ الأسودَ والأحمرَ.

الكتابة الهيروغليفية
علامات هيروغليفية
وما يقابلها من الأحرف الإنجليزية

هل تعلمُ أنَّ ؟

العالِمَ الفرنسيَّ ((شامبليونَ)) تمكّنَ عامَ ١٨٢٢م منْ حلّ رموزِ الكتابةِ الهيروغليفيةِ وقراءةِ النصوصِ الموجودةِ على حجرِ رشيدٍ.

نظامُ الحكمِ

كانَ الملكُ (الفرعونُ) رأسَ الدولةِ، ولَهُ الرئاسةُ العليا في إدارة شؤونِ الحكمِ والتشريعِ والجيشِ والدينِ. واحترامًا للملكِ، لم يُذْكَرِ اسمُهُ مُجرَّداً، بل كانَ يُشارُ إليهِ باسم ((بَرْعو)) الذي يعني ساكنَ البيتِ العالي أو القصرِ العظيمِ، وبمرورِ الزمنِ تمَّ تحريفُ اللفظِ إلى فرعونَ،
وأصبحَ المقصودُ بالفراعنةِ مُلوكَ مصرَ في العصورِ القديمةِ .
وقد قسمَ المؤرخونَ القدماءَ تاريخَ مصرَ الفرعونيةِ إلى ثلاثينَ أسرةً حاكمةً، بينما قسَّمَها المؤرخونَ المحدثونَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ هي:

  • الدولةُ القدیمةُ .
  • الدولةُ الوسطى .
  • الدولةُ الحديثةُ.

عصرُ الدولةِ القديمةِ: (٢٧٨٠ -٢٢٨٠ق.م):
ويشملُ الأسرَ الحاكمةَ منَ الثالثةِ حتى نهايةِ الأسرةِ السادسةِ، واستمرّ عهدُها نحوَ خمسةِ قرونٍ، وكانتْ مدينةُ ممفيس (منفَ) عاصمةً لها طوالَ هذهِ الفترةِ.
سادَ الأمنُ والسلامُ عصرَ الدولةِ القديمةِ ، فنعمتِ البلادُ بعدَ اتحادِها بالرخاءِ والبناءِ والفنِّ الرفيع، ونظرَ الشعبُ إلى الملكِ نظرةً مقدَّسَةً، وأنَّهُ ابنُ الالهِ ((رع)). وقد عُرِفتْ الدولةُ القديمةُ بعصرٍ بُناةِ الأهرامِ إشارةً إلى ما شيّدهُ ملوكُها من أهراماتٍ .

بناءُ الأهراماتِ :

اعتقدَ قدماءُ المصريينَ في البعثِ والحسابِ بعدَ الموتِ ، وبوجودِ حياةٍ أبديةٍ ، وأنهُ منَ الضروريِّ المحافظةُ على جثةِ المتوفَى، حتَّى تستطيعَ الروح العودةَ إليها .

لذلكَ حرصَ المصريونَ القدماءُ على تحنيطٍ جثثِ موتاهُمْ، وتزويدِ المقبرةِ بكلِّ ما يحتاج إليهِ الميّتُ منْ أدواتٍ وأثاثٍ وطعامٍ .

اهتمَّ ملوكُ الأسرةِ الرابعةِ ببناءِ الأهراماتِ وجلبوا لها خشبَ الأرزِ منْ بلاد فينيقيا( لبنان) لتزيينِها منَ الداخلِ، والتي منْ
أشهرِها: أهراماتُ الجيزةِ التي بناها على التوالي : خوفو، خفرع، منقرع.
وتُعَدُّ أهراماتُ الجيزةِ إحدى عجائب الدنيا؛ لضخامةٍِ بنائِها ومنظرِها ، وبراعةٍ تصميمِها.

اهرامات الجيزة
مقطع تفصيلي للهرم من الداخل

تمثال ((أبو الهول»

أمرَ بنحتِهِ الملكُ خفرعُ أمامَ هرمِهِ، وهوَ على هيئةِ جسم أسدٍ لهُ رأسُ إنسان، ويُعتَقَدُ أنهُ يمثّلُ الملكَ خفرعَ ويرمزُ الجسم إلى القوةِ والرأس إلى العقل.

عصر الدولة الوسطى: (٢١٢٤-١٧٧٨ق.م)
في أواخرِ عهدِ الأسرةِ السادسةِ وليَ العرش ملوكٌ ضعافٌ، وانقسمتِ البلادُ إلى أقاليمَ مستقلةٍ، فانتشرتِ الفوضى في البلادِ لا سيَّما في الفترةِ ٢٢٨٠-٢٠٥٠ق.م، التي تولِّتِ الخُكْمَ فيها الأسراتُ (٧-١٠). واستطاعَ أميرُ طيبةً (أمنحوتب الثاني) أن يعيدَ للبلادِ وحدتَها ويؤسّسَ الأسرةَ (١١)، وكانَ هذا إيذاناً ببدءٍ عصرٍ جديدٍ هوَ عصرُ الدولةِ الوسطى، وكان منْ أبرزٍ مظاهرها:
١- استغلالُ المناجمِ والمحاجرِ، وأدّى ذلكَ إلى تقدم الصناعاتِ والفنونِ والعمارةِ.
٢- استئنافُ العلاقاتِ التجاريةِ معَ البلدانِ المجاورةِ.
٣- إقامةُ السدودِ وقنواتِ الري لاستغلالها في الزراعة .
٤- حقُر قناةٍ تربطُ بينَ البحرِ الأحمرِ والبحرِ المتوسطِ عن طريق نهرِ النيلِ.
٥- اهتمَّ ملوكُ الدولةِ بتقویةِ الجيشِ وتأمينِ الحدودِ فأقاموا الأسوارَ وبنوا القلاعَ.

تعاقبَ على حكم مصرَ ملوكٌ ضعافٌ، فعادَ الانقسامُ إلى الدولةِ، وعمَّت الفوضى، وتطلّعَ
حكامُ الأقاليم إلى الاستقلالِ، وتعرضتْ مصرُ لغزوِ الهكسوسِ، وهمْ قبائلُ رعويةٌ جاءتْ من آسيا ،
وساعدتْهُمْ كثرتُهُمْ العدديةُ، واستخدامُهُمْ العجلاتِ الحربيةَ في احتلالِ الدلتا ومصرَ الوسطى.

هل تعلم :

على الرغم منِ انتصارِ الهكسوسِ على المصريينَ عسكريًا، إلا أنّهُمْ تأثروا بالحضارةِ المصريةِ، فقد قلّدوا الفراعنةَ في أسمائِهِمْ وأزيائِهِمْ وتقاليدِهمْ، وتكلّموا اللغةَ المصريةَ، واعتنقوا معتقداتِهِمُ الدينيةَ.

عصرُ الدولةِ الحديثة: (١٥٢٠-١٠٨٥ ق.م)
قادَ الأميرُ أخْمُش، يساعدهُ أمراءُ طيبةً ، حرباً ضدَّ الهكسوسِ، وتمكّنوا من طردِهِمْ، فبدأَ عهدٌ جديدٌ هوَ عصرُ
الدولةِ الحديثةِ الذي امتدَّ نحُوَ خمسةَ قرونٍ، حَكَمتِ البلادَ خلالَها الأُسراتُ (١٨-٢٠).

ولقد تطلَّعَ المصريونَ بَعدَ طردٍ الهكسوسِ إلى السيطرةِ على الطرق والممراتِ البريةِ في شماليٌّ سوريا، وفي أطرافِ العراقِ،
ونجحوا في إقامةٍ دولةٍ كبرى ضمَّتْ مصرَ وفلسطينَ وسوريا وشماليِّ العراقِ.

الهكسوس ضد الحرب يمثل رسم

أهمُّ فراعنةٍ مصَر في عهدِ الدولةِ الحديثةِ:
الملکةُ حتشبسوت :
أشهرُ ملوكِ مصرَ ، دامَ حكمُها ٢٢ سنةً، تميَّزَ عصرُها بالاستقرارِ والسلامِ في الداخلِ والخارجِ، والنهوضِ بالفنونِ والتجارةِ.
أرسلتْ في العامِ التاسعِ لحكمِها بعثةً تجاريةً إلى بلادِ بونتْ (الصومال)، وأطرافِ الجزيرةِ العربيةِ ، وقدْ عادتِ السفنُ محملةً
بكمياتٍ كبيرةٍ منَ الذهبِ واللبانِ والبخورِ وأخشابِ الأبنوسِ والعاجِ والجلودِ وبعضِ الحيواناتِ. ولقد سُجِّلَتْ أخبارُ البعثةِ على
جدرانِ معبدِ الديرِ البحريِّ الذي أقامتْهُ الملكةُ في غربيِّ طيبةً.

الملكة حتشبسوت
بعثة حتشبسوت الى بلاد بونت

تحتمسُ الثالثُ ( منَ الأسرةِ الثامنةَ عشَرَ)
منْ أشهرِ القادةِ العسكريينَ، قامَ بحملاتٍ عسكريةٍ عدّةٍ على بلادِ الشامِ ، ومن أشهرها معركةُ (مجدو) في فلسطينَ التي انتصرَ فيها على الحلفِ الذي ضمَّ بعضَ أمراءِ الشامِ وزعماءِ القبائلِ منَ البدوِ . وانتهتْ هذهِ الحملاتُ بقيامٍ إمبراطوريةٍ مصريةٍ امتدَّتْ منَ الفراتِ شمالاً إلى الجندلِ الرابعِ بالنيلِ جنوباً.
هل تعلم :

اهتمَّ تحتمسُ الثالثُ بالأسطولِ البحريِّ فتمكِّن منَ السيطرةِ على كثيرٍ منْ جزرِ البحرِ المتوسطِ ومعظم موانئ الساحلِ الفينيقيِّ.

ما هو الجندل :
صخور صلبةٌ قویةٌ تعترضُ مجری نھرِ النيلِ وتعوقُ حركةَ الملاحةِ فیهِ .

أمنحوتبُ الرابعُ ( اخناتون) :
كانَ يعتقدُ بوجودِ إلهِ واحدٍ يسيطرُ على العالمِ وهوَ إلهُ الشمسِ (آتون). وإيماناً منهُ بذلكَ فقد غيّرَ اسمَهُ إلى أخناتونَ الذي يعني (المخلص لآتون).

توتْ عَنْخْ آمونَ :
هوَ زوجُ ابنةِ أخناتونَ الثانيةِ، حرصَ على إرضاءِ كَهَنَةِ آمونَ فتركَ عبادةَ آتونَ، وأعادَ العاصمةَ إلى طيبةٍ مقرِ عبادةِ الإلهِ آمونَ.
اكْتشِفَتْ مقبرةُ توتٍ عنخَ آمونَ سنةَ ١٩٢٢م في طيبةَ الغربيةِ، ووُجِدَ فِيها سُررٌ، وعروشٌ، ومقاعدُ، وصناديقُ، وعجلاتٌ، وتابوتٌ، منَ الذهبِ يحوي مومياءَ الملك .

رمسيش الثاني :
آخرُ فراعنةِ الدولةِ الحديثةِ العظامِ، حكَمَ مصرَ ٦٧ سنةً، وعملَ منذُ اعتلائِهِ العرشَ على إعادةِ مجدِ الإمبراطوريةِ المصريةِ في بلادِ الشامِ، ومِنْ أجلِ ذلكَ أَعدَّ جيشاً قوياً لمحاربةِ الحيثيين الذينَ أقاموا دولتَهُمْ في آسيا الصغرى، ومدّوا نفوذهِمْ إلى شماليِّ بلادِ الشامِ.
مِنْ أهمِّ معاركهِ ضدَّ الحيثيينِ موقعةُ(قادش) شماليٌّ فلسطينَ، والتي انتهتْ بعقدِ معاهدةٍ بينَ الطرفينِ ، وتُعدُّ هذهِ المعاهدةُ أقدمَ معاهدةِ سلامٍ في التاريخِ.
اشتهرَ رمسيش الثاني بأعمالِهِ المعماريةِ التي خلَّدتْ اسمَهُ في التاريخِ، فقد أمرَ بِنحَتِ معبدينِ في الصخرِ عِندَ ((أبو سمبلَ)) جنوبيّ مصرَ، وأتمَّ بهوَ الأعمِدة في معبدِ الكرنكِ، وأقامَ عدداً كبِيرًا من المسلاتِ والتماثيلِ الضخمةِ، كما شيّدَ عاصمةً جديدةً لمِصرَ في شرقيّ الدلتا .

المسلة وتماثيل رمسيس الثاني على مدخل معبد آمون بالأقصر

مواضيع مشابهة

التراث العالمي بين الهوية الوطنية والمسؤولية العالمية

bayanelm

عمان في عهد الرسول محمد

bayanelm

التراث العالمي المفهوم والاهمية

bayanelm