جغرافيا

التعرية بفعل الامواج البحرية والاشكال الناتجة عنها

التعرية بفعل الامواج البحرية والاشكال الناتجة عنها

تختلفُ السواحلُ في أشكالِها من مكانٍ لآخرَ بسببِ تباينِ الصخورِ التي تتكوَّنُ منها ، واختلافِ تأثيرِ فعلِ الأمواجِ وما ينجمُ عنهُ من عملياتِ نحتٍ وإرسابٍ ، وتتكوّنُ الأمواجُ بسببِ احتكاكِ الرياحِ بسطحِ مياهِ البحرِ، وتنتشرُ في اتجاهٍِ هبوبٍ الرياح التي كوَّنتها وعندما تَصِلُ الأمواجُ إلى المياهِ الضَّحلةِ قُرْبَ الشاطئِ تتحطَّمُ. ويترنُّبُ على تحطُّمِها إما دفْعُ الرواسب الرمليةِ والحصويةِ وترسيبها باتجاه الشاطئ، أو سحبُها بعيدًا عنهُ أثناءَ ارتدادِها باتجاهِ البحرِ وبالتالي نحتِ الشاطئ. ويُسهِمُ في عملياتِ نَقْلِ الرواسبِ وترسيبها أيضا، كلٌّ منّ التياراتِ البحريةِ الناشئةِ عنِ انكسارِ الأمواجِ على الساحل، والتياراتِ الناجمةِ عن حركةِ المياهِ أثناءَ عمليةِ المدَّ والجزّْرِ اليوميةِ.

المد والجزر: وهما عبارةٌ عَنْ حركةِ ارتفاعِ وانخفاضٍ منسوب مياهِ البحارِ والمحيطاتِ مرتينِ في اليومِ بِسببِ جَذْبٍ كلِّ من القمرِ والشمسِ للأرضِ .

منْ أهمَّ الأشكالِ الأرضيةِ الناجمةِ عنِ النحتِ في المناطقِ الساحليةِ هي (الجروف)، وعندما تتكوّنُ الجروفُ منْ صخورٍ صلبةٍ، فإنَّها تكونُ شديدةَ الإنحدارِ كما هوَ الحالُ في سواحلٍ مسندمَ وظفارَ. وتنشطُ عملياتُ النحتِ بِفْعلِ الأمواجِ المحمَّلَةِ بالرِّمالِ والحصى عندَ قواعدِ تلكَ الجروفِ على طولِ مناطقِ الضَّعْفِ حيثُ تظهرُ الشقوقُ في الصخرِ. وقد يتكوّنُ تجويفٌ في واجهةِ الجرفِ يُطْلَقُ عليهِ اسمَ (الكهفِ). وعندما تتكوَّنُ الكهوفُ في رأْسِ أرضيٍّ بارزِ في البحرِ، فإنَّهُ ينجمُ عنْ تفريغ كهفينِ متعاكسينِ ما يُعْرَفُ بالقنطرةِ البحريةِ أو القوسِ (شكل ٢٧ب). وقد يُزيلُ النحتُ بفعلِ الأمواجِ ، أجزاءً مِنَ الجروفِ وتبقى صخرةٌ ناتِئَةٌ منعزلةٌ تأْخذُ شكلَ مسلَةٍ صخريةٍ تشهدُ على ما كان عليهِ الشاطئُ في فترةٍ سابقةٍ مثلِ مسلةِ القرمِ الصخريةِ في مسقطَ، والمسلاتِ الصخريةِ على ساحلِ بيروتَ في لبنانَ .

تعملُ الأمواجُ البحريةُ أثناءَ تحطَمِها على انتزاعِ قطعِ الصخورِ من الجروفِ الساحليةِ وتفتّتِها ، ثم تُنْقَلُ المفتَّتاتُ الناعمةُ على طولِ الساحلِ بواسطةِ التياراتِ البحريةِ الساحليةِ حيثُ تتكوَّنُ الشواطئُّ الرمليةُ والحصويةُ.
وعندَ حدوثِ تغييرٍ فجائيٌّ في شكلِ خطٍّ الساحلِ كظهورِ خورٍ ، فإنَّ التيّارَ الساحليَّ الطوليَّ يُرَسَّبُ بعضَ حمولتِهِ مِنَ الرواسبِ
ويتكوَّنُ لسانٌ رملئّ غالباً ما يكونُ مقوَّسًا عندَ نهايتِهِ (شكل ٢٩). ويشيعُ ظهورُ المستنقعاتِ المالحةِ بين اللسانِ الرمليَّ والشاطئ نتيجة إرْسابِ الموادَّ الناعمةِ في المياهِ الراكدَةِ.

أدى بناءُ عددٍ منَ السدودِ على الأوْديةِ في سهلِ الباطنةِ إلى حجزِ كميّاتٍ كبيرةٍ مِن الرواسب التي كانت تُلقيها تلكَ
الأوديةُ في المنطقةِ الساحليةِ لبحرِ غمانَ، حيثُ تقومُ التياراتُ البحريَّةُ الطوليةُ بتوزيعها على طولِ الشاطئ.
وقد أدّى نقصُّ الرواسب بعد بناءِ السدودِ، وإنشاءِ كواسرِ الأمواجِ لحمايةِ الموانئِ البحريةِ إلى توقُّفِ توزيعِ الرواسبِ
بِفعْلِ التياراتِ البحريةِ الطوليةِ وبالتَّالي زيادةِ النحتِ بفعلِ الأمواجِ وتأَكُلِ الشواطئِ في مواقعَ متعددةٍ منْ ساحلِ الباطنةِ مثلِ ساحلِ ولايةِ الخابورةِ شكل (٣٠).

مواضيع مشابهة

مدخل الى علم المساحة

bayanelm

مشكلات المياه

bayanelm

البيانات في نظم المعلومات الجغرافية

bayanelm