جغرافيا

التعرية النهرية والاشكال الناتجة عنها

التعرية النهرية والاشكال الناتجة عنها

تَعْمَلُ الأتَّهارُ وروافدُها على تصريفِ المياهِ التي تُجري على سطحِ الأرضِ إلى البحارِ
والمحيطاتِ، وأحيانًا البحيراتِ. ويُطَلَقُ عليْها اسمُ (حوضِ التصريفِ المائي) أو النظامِ النهريِّ.
ويُسمَّى المكانُ الذي يبدأُ عندَهُ النهرُ (بالمنبعِ) ويقَعُ عادةً في مِنْطَقةٍ جبليةٍ مرتفعةٍ حيثُ تزدادُ
كميَّاتُ الأمطارِ والثلوجِ. وقدْ يكونُ مَنبعُ النهرِ والوادي تَبْعًا أو بحيرةً. وَيتَّصلُ بالمجرى الرئيسيَّ مجرى ثانويٌّ
أصغرُ يُعْرَفُ (بالرافدِ).
ويُطْلَقُ على الخطِّ الذي يَصِلُ بينَ قمم الجبالِ والتلالِ التي تُحيطُ بحوضِ التصريفِ المائي اسمُّ (الفاصلِ المائيَّ) أو
خطُّ تقسيم المياهِ (شكل ١٨)،
بينما يُسَمَّى المكانُ الذي يتِّصلُ فيهِ المجرى الرئيسي بالبحرِ أو البحيرةِ (مصبَّ النهرِ).

يَقومُ التيَّارُ المائيُّ بانتْزاعِ الموادَّ الصخريةِ مِنْ قاعِ الْمجرى وجوانبِهِ (الضفاف)، وتفتيتِها وتحويلها إلى حصى وتربةٍ ، وهوَ ما يُعْرَفُ بعمليةِ النَّحْتِ. ثُمَّ يقومُ التيارُ المائيُّ بحَمْلِها معهُ باتجاهِ المصبِّ، وهو ما يُغْرَفُ بعمليةِ النقلِ، وأثناء النقلِ
تتدَحْرَجُ الحجارةُ الكبيرةُ على طولِ قناةِ المجرى وهو ما يؤدّي إلى تأَكُلِها وتفتُّتِها (شكل ٢٠). ومع اصْطدامِ قِطَعِ الحجارةِ ببعضِها ، وبقناةِ المَجْرَى ،
تتفتَّتُ ويصغرُ حجْمُها، وتُصْبِحُ ملساءَ أكثرَ بالاتجاهِ نحوَ المصبِ. وعندما تقلُ قدرَةُ التَّيارِ المائيَّ على حَمْلِ تلكَ الموادَّ كما هوَ الحالُ عندما يجري النهرُ فوقَ منطقةٍ سهْليةٍ منبسطةٍ في المَجْرى الأسْفَلِ (قُرَّبَ المصبِّ)، فإنهُ يُرَسَّبُ حمولَتَهُ مِنَ المُفتَتاتِ، وهو ما يُعْرَفُ بعمليةِ (الإرساب).

تتمُّ عمليةُ التعريةِ من خلالِ ثلاثِ مراحلَ هيَ: النحتُ والنقلُ والإرسابُ.

عندما تجري الأنهاز في مناطق تتكوّنُ من صخورٍ صلبةٍ وأخرى لینةٍ ، تتكوَّنُ الشلالاتُ، حيث يتمُّ نَحْتُ
الصخورِ اللّيئةِ بِكميَّةٍ أكبرَ مِنَ الصخورِ الصلبةِ، ولذلكَ تبرزُ الصخورُ الصلبةُ ويتشكَّلُ الشلالُ مثلُ
شلالاتِ نياجارا على الحدودِ بينَ الولاياتِ المتحدةِ وكندا ، وتتَآَكّلُ الصخورُ عندَ هذا الشلالِ بمعدلٍ مِترينِ
سنويًا بسببِ النَّحْتِ القاعديِّ العنيفِ أسفلَ الشلالِ (شكل ٢٢).

في مُعْظَمِ الأنّْهارِ لا يكونُ النهرُ مستقيمًا، وإنما تتعرجُ قناةُ المجرى. ويُطَلَّقُ على تلكَ التعرَجاتِ النهريةِ اسمُ المنعطفاتِ
النهريةِ (الشكل ٢٤ ). لذلكَ تكونُ قناةُ المجرى في النهرِ المتعرجِ أطولَ منها في النهرِ المستقيم. ويسودُ النحثُ
المائيُّ على الجانبِ المحدَّبِ من المنعطفِ ويُصبحُ شديدَ الانحدارِ. في حين يسودُ الإرسابُ على الجانبِ
المقغّرِ منهُ، ولذلك يكونُ هذا الجانبُ لطيفَ الانحدارِ .

عَقِبَ الأمطارِ الغزيرةِ تمتلئُ القنواتُ النهريةُ أو الأوديَةُ بالمياهِ، وتفيضُ على جانبيها لتغطيّ المياهُ الأراضيّ
المنبسطةَ (أو قليلةَ الانحدارِ) والتي تُعرَفُ باسْمِ السهلِ الفيضيِّ (شكل ٢٦). ويترسَبُ سنويًا أثناءَ الفيضانِ كمياتٌ
كبيرةٌ من الطميّ فيزيدُ منْ خصوبةِ التربةِ في السهولِ الفيضيةِ. ولذلكَ استُغِلَّتْ هذهِ السهولُ منذُ القِدَمِ في الزراعةِ
والعمرانِ . وقد شُيَّدتِ القُرى والمدنُ وطرقُ المواصلاتِ على الضفافِ المُّطلَّةِ على السهلِ الفيضيِّ، في حين تُرِكتْ أراضي المرتفعاتِ العاليةِ للغاباتِ كما هوَ الحالُ في أوروبا.

مواضيع مشابهة

النتائج المترتبة على تغير المناخ

bayanelm

تدهور النباتات الطبيعية

bayanelm

البراكين

bayanelm