التعرية الريحية والاشكال الناتجة عنها
تتغَرضُ الصخورُ في المناطقِ الصحراويةِ إلى النحتِ بمعدلاتٍ متفاوتةٍ وذلكَ تَبعًا لاختلافِ صلابتِها. إذ تتآكَلُ الصخورُ الصلبةُ بمعدلاتٍ أقلَّ وأبطأَ منَ الصخورِ اللينةِ.
يُلاحظُ أحياناً ظهورُ طبقةٍ مِنَ الغبارِ أو الأتربَةِ على السيارةِ بصورةٍ فجائيةٍ (شكل ٣٥) وهذا الغبارُ في الحقيقةِ هو رملٌ ناعمٌ حملتهُ الرياحُ من الصحراءِ. وعندما تهبُّ الرياحُ بقوَّةٍ، تحملُ معها الرمالَ التي تقومُ بدورٍ هامِ في نحتِ الصخورِ وهو
ما يعرفُ (بالنحتِ الريحيِّ). وُيشبهُ فعلُ الرياحِ المحمَّلةِ بالرمالِ في الصخرِ ، عمليةَ مسحٍ سطحِ الخشبِ بورقِ الزجاجِ.
ومن أشكالِ النحتِ الشائعةِ في الصحارى ما يُعرَفُ (بالموائدِ الصحراويةِ)، وهيَ هضيباتٌ صغيرةٌ تنتجُ من تآكُّلِ الهضابِ الصحراويةِ بفِعّْلِ النحتِ، فيصغرُ حَجْمُها لتكوَّنَ الموائِدَ، التي تُشّْبِهُ الطاولةُ في شكلِها العامَّ. وتتميزُ بأَسطحِ مستويةٍ وجوائبَ شديدةِ الانحدارِ .
تُعَدُّ الكثبانُ الرمليةُ من أهمِّ الأشكالِ الأرضيةِ الناجِمةِ عن الإرسابِ بفعلِ الرياحِ،وأكثرُ هذهِ الأشكالِ انتشارًا في الصحراءِ هي الكثبانُ الهلاليةُ الشكلِ (أو البُرْخان)، وتتميّزُ بجانب شديدِ الميلِ وجانبِ آخرَ مقابلٍ قليلِ الميلِ (شكل ٣٧) يدلُّ على الاتجاهِ الذي تهبُّ منهُ الرياحُ. وتتكوَّن هذهِ الكثبانُ عندما تهبأُ رياحٌ قويةٌ من اتَّجاهِ ثابتٍ ولفترةٍ طويلةٍ، كما هُوَّ الحالُ في رمالِ الشرقيةِ وكثبانِ الرُبعُ الخالي في سلطنةِ عُمانَ .
أما النوعُ الآخرُ مِنَ الكثبانِ الرمليةِ فهوَ كثبانٌ السيفِ أو الطوليةِ (شكل ٣٨). وهي كثبانٌ رمليةٌ ضخمةُ الحجمِ ومنتظمةُ السطحِ وتتميَّزُ بجوانبَ شديدةِ الميلِ. وتَتكوَّنُ هذهِ الكثبانُ بفعلِ رياحٍ غيرِ منتظمةٍ منْ حيثُ اتجاهُ هبوبِها، ومن أبْرَزِ
الأمثلةِ عليها : كثبانُ السيفِ في رمالِ الشرقيةِ بسلطنةِ غمانَ.