جغرافيا

الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري

الانسان والبيئة

يعد التفاعل بين الإنسان والبيئة قديمًا قدم ظهور الإنسان على الأرض، ومنذ حوالي مليون عام والبيئة تلبي مطالب
الإنسان، وتشبع الكثير من رغباته واحتياجاته. وكان من نتائج السعي إلى إشباع مختلف الحاجات البشرية، مع
الزيادة السريعة في عدد السكان، أن تزايدت الضغوط على البيئة الطبيعية باستهلاك مواردها، وعدم قدرتها على
استيعاب النفايات الناتجة عن الأنشطة البشرية، بل تجاوز الأمر حد الإضرار بالكثير من مفردات البيئة.

لقد نسي الإنسان أو تناسى أنه عنصر مكمل لعناصر البيئة الأخرى، واعتبرها مخزنًا ضخمًا للثروة، فأطلق لقدراته العنان لاستغلال إمكاناتها والسيطرة عليها، وقد أدى هذا إلى مجموعة من المشكلات تكاد تذهب بحياته علی هذا الکوکب، وهو اليوم يواجه الانفجار السكاني، والتلوث البيئي، واستنزاف الموارد، وزيادة الاحتباس الحراري، والتصحر، وزيادة معدلات حدوث الأعاصير … إنها مشكلات صنعها الإنسان في البيئة وعليه اليوم أن يواجهها ويتغلب عليها، ولكن قبل ذلك عليه أن يفهمها. ونتوقف الآن عند بعض المشكلات البيئية لنحاول فهمها من حيث أسبابها وماهيتها وأبعادها.

الغلاف الجوي ، وتزايد الاحتباس الحراري

يحتوي الغلاف الجوي الذي يحيط بكوكبنا على العديد من الغازات لعل أهمها غاز الأكسجين بنسبة (٢١٪) والنيتروجين بنسبة (٧٨٪) وغازات أخرى بنسبة (١٪) مثل: الأرجون وثاني أكسيد الكربون والغبار وبخار الماء، ويشكل الغلاف الجوي أهمية كبرى للأرض ولمعرفة تلك الأهمية نفذ النشاط الآتي :

الاحتباس الحراري

تعد الشمس المصدر الرئيسي الذي يمد الأرض بالحرارة، حيث تمتص الأرض الأشعة الحرارية حتى يسخن سطحها، ثم تعكسها إلى الغلاف الجوي على شكل إشعاع أرضي، ومن ثم تمتص الغازات الموجودة في الغلاف الجوي هذه الإشعاعات وتمنعها من الخروج إلى الفضاء الخارجي، وتعيد جزءًا من هذه الحرارة إلى الأرض مرة ثانية، وهذا ما يسمى بالاحتباس الحراري.

طبقات الغلاف الجوي

تقوم بعض غازات الغلاف الجوي (غازات الاحتباس) بنفس فكرة البيوت الزجاجية Greenhouse effect حيث تسمح
لأشعة الشمس بالدخول وتمنعها من الخروج، كما في الشكل (٢)، وهذا ما يسمى بالاحتباس الحراري.

البيوت الزجاجية

إن الاحتباس الحراري في حد ذاته ظاهرة طبيعية وضرورة حيوية لاستمرار الحياة على سطح الأرض، حيث يسهم في الحفاظ على معدل حرارة الأرض ويجعلها صالحة للحياة، ولولا الاحتباس الحراري لكان معدل حرارة الأرض دون الصفر، و بالتالي سوف تتجمد المياه وتنعدم الحياة على كوكب الأرض. من هنا يتضح دور الاحتباس الحراري في عملية التوازن الحراري للكرة
الأرضية.

زيادة الاحتباس الحراري

على الرغم من ثبات المتوسط العام لدرجة الحرارة على كوكب الأرض بحوالي (١٥)° س حتى مطلع التسعينيات من القرن العشرين، إلا أنه ارتفع بعد ذلك إلى (١٥٫٥) س، أي بزيادة نصف درجة خلال ما يقارب عقدين من الزمن ، ويتوقع أن ترتفع حرارة الجو حتى عام ٢٠٧٥م مابين (١,٥)° و(٤,٥)° س.
ويرجع علماء البيئة السبب الرئيسي وراء ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع نسبة بعض الغازات كثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي، وذلك بسبب التطور الكبير في النشاطات الاقتصادية والبشرية التي شهدها العالم في النصف الثاني من القرن العشرين في مجالات الصناعة والزراعة ووسائل التدفئة والتبريد، الأمر الذي أدى إلى زيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري في الجو، وإذا استمرت نسب هذه الغازات بالتزايد خلال الفترات القادمة فإن ذلك سيجعل مناخ الأرض بالغ
السخونة.
وتوضح الأشكال (٣، ٤، ٥) الغازات التي تسهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، وبعض آثارها على سطح الأرض.

شكل يوضح معدل زيادة غازات الاحتباس الحراري
شكل يوضح الاحتباس الحراري الطبيعي
شكل يوضح زيادة الاحتباس الحراري

يتوقع علماء البيئة أن ارتفاع حرارة سطح الأرض سيؤدي إلى مضاعفات ومشكلات بيئية أبرزها ذوبان الكتل الجليدية في المناطق القطبية وأعالي الجبال، وارتفاع مستوى البحار والمحيطات، واختلاط المياه الجوفية العذبة القريبة من الساحل
بمياه البحر المالحة، واتساع رقعة الأراضي الصحراوية.

كيف نحمي كوكبنا من زيادة الاحتباس الحراري؟

رغم التباين بين النظريات التي تتحدث عن زيادة أو نقصان الاحتباس الحراري في الكون إلا أنه من المهم اتخاذ التدابير اللازمة لحماية كوكبنا من زيادة الغازات الضارة في الغلاف الجوي، وأبرز تلك الوسائل والطرق يتمثل في تحسين أداء الآلات والأجهزة التي تعتمد على البترول، مثل: وسائل النقل والتدفئة لاسيما في مجال الصناعة، والتوقف عن استخدام غاز الكلورفلوروكربون، وسن قوانين وتشريعات بيئية عالمية، والبحث عن بدائل نظيفة، والحد من تلوث الهواء، ومنع غاز الميثان من الوصول إلى الجو وجمعه في مجمعات الصرف الصحي للاستفادة منه كمصدر للطاقة.

إن جميع الطرق والوسائل التي ذكرت سوف تسهم في الحدِّ من زيادة الاحتباس الحراري، وتقلل من زيادة انبعاث الغازات السامة، وسوف ينخفض معدل تواجد تلك الغازات في الجو.مقدار ٢٠٪ مما سوف يساعد على استقرار درجة حرارة الأرض لفترات طويلة.

مواضيع مشابهة

النظريات التي تفسر توزيع القارات والمحيطات في كوكب الارض

bayanelm

التعرية الريحية

bayanelm

القطاعات الاقتصادية وأبرز الأنشطة في الصين

bayanelm