اخطار الزلازل والبراكين
١ – الزلازل … قوة التدمير
ان الزلازل تعد أحد عوامل تشكيل سطح الأرض، ولكن الدور الأكبر لها يكمن في كونها عامل تدمير وبالتالي إعادة تشكيل سطح الأرض وما عليه. وعلى هذا الأساس فإن الزلازل تعد من أعنف الأخطار الطبيعية التي يواجهها الإنسان لا سيما عندما
تتعدی قوتها الدر جة اخامسة علی مقیاس ریختر. تواكب حدوث الزلازل مجموعة من المخاطر بعضها أولية وبعضها الآخر ثانوية.
أ) المخاطر الأولية :
١) حركة الأرض وتصدعها وانهيار المباني الذي قد يقتل الكثير من الناس والحيوانات.
٢) الزجاج المتطاير من المباني المحطمة الذي قد يصيب المارة في الشوارع.
٣) تدمير الشوارع والسكك الحديدية، ومترو الأنفاق.
٤) قطع خطوط الكهرباء وأنابيب المياه.
٥) توابع الزلزال ” After Shock”: وهي هزات صغيرة تأتي بعد الهزة الرئيسية”Main Shock بعدة أيام أو عدة شهور. إن مثل هذه الهزات تضاعف من الخسائر البشرية والدمار على الرغم من أنها أقل قوة من الزلزال الرئيسي.
ب) المخاطر الثانوية:
١) الحرائق.
٢) الانزلاقات الأرضية.
٣) الفيضانات.
٤) موجات المد الزلزالي (تسونامي).
٥) انتشار بعض الأمراض والأوبئة .
وللتقليل من أخطار الزلازل لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات، منها:
أ) اتباع مواصفات خاصة للبناء المقاوم للزلازل (أين تبنى؟وكيف تبني؟
الشكل(٢٥) يوضح بناية مقاومة للزلازل.
ب) تزويد محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بأنظمة للإغلاق الآلي عند حدوث الزلازل.
ج) توعية السكان بكيفية التصرف أثناء وقوع الزلازل وإجراء التمارين لذلك، كما في الشكلين (٢٧،٢٦).
د) تجهيز المستشفيات وتزويدها بمولد كهربائي احتیاطی.
٢ – البراكين .. ثورة الباطن .. وخطر النيران
على الرغم من أهمية البراكين كعامل بناء وتشكيل لسطح الأرض إلا أن فجائيتها وقوتها التدميرية الهائلة تجعلانها في مقدمة الأخطار التي تهدد الإنسان والحياة على الأرض، وهي من أشد القوى الطبيعية المدمرة على سطح الأرض، فمنذ القرن (١٥)
الميلادي قتلت البراكين ما يقرب من (٢٠٠,٠٠٠ شخص). وهناك أخطار كبيرة على الإنسان والممتلكات تنجم عن اندلاع النيران نتيجة ثورات البراكين، وقد تمتد لمئات الأميال.
وعلى الرغم من مخاطر البراكين إلا أن لها فوائد عديدة منها:
أ) التعرف على مكونات باطن الأرض من خلال المواد التي تخرج أثناء حدوث البركان.
ب) تمثل المصهورات البركانية مصدرًا أساسيًّا للتربة الغنية بالعناصر المعدنية اللازمة لنمو النباتات.
جـ) استخدام رواسب الكبريت الناتجة عن ثوران البراكين في إنتاج المواد الكيميائية، كما في الشكل (٢٩).
د) استخدام البخار الناتج من النشاط البركاني في كثير من المناطق البركانية كمصدر للطاقة.
هـ) تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية لإنتاج الطاقة الكهربائية في بعض الأقطار مثل إيطاليا والمكسيك ونيوزلندا.
و) يستعمل حجر الخفاف (وهو زجاج طبيعي ينتج عن الحمم البركانية) في طحن الأحجار والفلزات وصقلها.
ز) يستخدم بعض سكان المناطق البركانية مياه الينابيع البركانية الحارة في تدفئة منازلهم مثل آيسلندا، كما في الشكل (٣٠).
٣- دراسة حالة / موجات المد الزلزالي (تسونامي Tsonami):
كان يوم ٢٦ من ديسمبر يومًا حزينًا على آسيا بشكل خاص، والعالم بشكل عام، حيث ضرب زلزال قوته ٨٫٥
بمقياس ريختر جنوب شرقي آسيا نتج عنه تحرك موجات تسونامي، فبدأت تتردد كلمة تسونامي كثيرًا في جميع
الصحف ونشرات الأخبار. فما أصل الكلمة، وكيف تحدث، وما تاريخها، وما آثارها ؟
هل تعلم:
تسونامي قوة المحيط المدمرة.
تسونامي وارتباطها بالزلازل والبراكين .
تسونامي والمناطق المطلة على المحيط الهندي .
الآثار التي تنتج عن تسونامي تطال مختلف جوانب الحياة على الأرض .
تسونامي: المفهوم والأخطار
يعود أصل كلمة “تسونامي ” إلى اليابانية، ومعناها الحرفي المجرد “موجة الميناء”، ويقصد بها “موجات المد الزلزالية”، وتنتج عن ثورات البراكين والانهيارات الصخرية وتساقط المذنبات والأجسام الكونية الضخمة في البحر أو المحيط، وتتشكل الموجات أيضًا بسبب وقوع زلزال ناتج عن حدوث تصادم بين أجزاء القشرة الأرضية في قاع المحيط. وتولد الطاقة الناتجة
عن الزلزال موجة مبدئية تنشق إلى موجتين تتحرك إحداهما إلى المحيط في حين تتوجه الثانية إلى الشاطئ.
وتشكل تسونامي في معظم الأحيان موجات كبيرة تندفع إلى الشاطئ ولكنها تولد حالة مد قوية وسريعة تسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستوى البحر. وتنبع خطورة موجات تسونامي من ضخامتها وقوتها، حيث تبدو موجةً عاديةً عندما تقترب من الشاطئ، ولكنها حين تصطدم بالساحل تحول مدنه إلى ركام. ويزيد من خطورة المد قدرته على إحداث ضرر على بعد آلاف الأمتار من مركز انطلاقه.
كارثة تسونامي ٢٠٠٤م
صباح يوم الأحد الموافق ٢٦ ديسمبر ٢٠٠٤م ارتعشت طبقات الأرض في قاع المحيط الهندي بجنوب شرق القارة الآسيوية، من عمق خمسة أميال تحت سطح البحر، قبالة جزيرة سومطرة، لتولد أکبر زلزال شهدته المنطقة منذ نحو أربعة عقود بلغ مقداره ٨,٥ درجة علی مقیاس ریختر.
وقد أصاب المد البحري عددًا من الدول المطلة على المحيط الهندي من بينها إندونيسيا وماليزيا وتايلند وبورما وبنغلاديش والهند وسيريلانكا وجزر المالديف، وصولاً إلى السواحل الشرقية لقارة أفريقيا في الصومال وكينيا وتنزانيا، وكذلك السواحل الجنوبية لسلطنة عمان، كما في الشكل (٣٢).
بدأت الحصيلة الأولية للمد البحري بالمئات لتتضاعف الأرقام بعد ساعات وتصبح أسوأ كارثة تعرضت لها دول شرق وجنوب شرقي آسيا، فقد تخطت حصيلة القتلى ١٤٥ ألفا على الأقل، إلى جانب عشرات الآلاف من المفقودين والجرحى، ونحو خمسة ملايين مشرد. وقد بلغت حصيلة القتلى حتى ٢٣/يناير ٢٠٠٥م حوالي (٢٢٧,٠٠٠) نسمة ليرتفع هذا العدد إلى (٢٧٥,٠٠٠) نسمة
مع نهایة شهر مارس ٢٠٠٥م.
آثار المد الزلزالي (تسونامي)
ولم تخل الكارثة الطبيعية التي ضربت سواحل آسيا الجنوبية من آثار اقتصادية وبيئية وجغرافية على المنطقة المنكوبة.
الآثار الاقتصادية
لا تتوقف آثار الكارثة من الناحية الاقتصادية عند حد إغاثة المنكوبين وتوفير المسكن والغذاء لهم وإزالة الأنقاض وفتح الطرق، بل تسبب الزلزال في تغيير الأولويات الاقتصادية لهذه الدول بعد الدمار الهائل الذي لحق بأجزاء غير قليلة من البنية التحتية، وستمتد الكارثة لتضرب بعض أهم الأنشطة الاقتصادية في الدول المنكوبة مثل قطاع السياحة وما يترتب عليه من فقدان آلاف الوظائف، كما أثر المد البحري بشكل كبير على قطاع صيد الأسماك والنشاطات التي كانت تعتمد على الثروة البحرية بعد أن حطمت الأمواج العاتية سفن الصيادين.
الآثار البيئية
قد لا نتوقع الآثار البيئية والصحية لهذه الكارثة، ولكننا سرعان ما ندرسها حين تتفشى الأوبئة والأمراض نتيجة تعفن الجثث وتلوث مياه الشرب وانخفاض مستوى النظافة ونقص وسائل التدفئة.
وتسبب الطوفان في تهدم قطاعات عريضة من الشعاب المرجانية الضحلة وأشجار المانجروف التي تمثل للشواطئ حائط صد أول ضد الأمواج العاتية، هذا فضلاً عن هلاك أعداد كبيرة من الكائنات الحية البحرية والبرية.
الآثار الجغرافية
ولم تسلم جغرافية المنطقة من التغيير، فحسب تأكيدات علماء أمريكيين فإن الزلزال تسبب في تحرك عدد من الجزر الصغيرة في المحيط الهندي بعيداً عن مكانها الحالي، كما في الشكل (٣٥). ويبدو أن هذه التقديرات صحيحة تمامًا، فالتقارير تشير إلى تحرك جزيرة سومطرة بالفعل عن موضعها المعهود باتجاه الجنوب الغربي بمقدار ٢٦ مترا، كما تزحزحت الجزر الأخرى المجاورة في الاتجاه نفسه وإن كان بمقدار أقل. من جهة أخرى قلص زلزال سومطرة من سرعة دوران الأرض حول
نفسها بنسبة ضئیلة جدًا، لیزید بذلك طول اليوم بمقدار جزء من الثانية، في حین تأثر محور الأرض لتتغير زاوية ميله بمقدار
٢٫٥ سم مقارنة بوضعيته السابقة.
تأثير تعاظم الأمواج على سواحل السلطنة
تعرضت سواحل السلطنة خلال يومي ٢٦ و٢٠٠٤/١٢/٢٧م لظاهرة تعاظم الأمواج البحرية (تسونامي) الناتجة عن الزلزال البحري، ونظرًا لأن موقع الزلزال البحري في المحيط الهندي فقد تأثرت سواحل السلطنة من رأس الحد إلى ضلكوت بأمواج بلغ متوسط ارتفاعها (١٫٥) متر وغطت مساحة تقدر بحوالي (٧٠) مترًا داخل اليابسة.
وقد تسببت الأمواج في حدوث آثار بسيطة على شواطئ وموانئ الصيد البحري تمثلت في انجراف أشجار القرم وجنوح قوارب الصيادين إلى البحر.
الرصد والإنذار لتجنب مخاطر المد الزلزالي
يرى خبراء الزلازل والظواهر الطبيعية أن حجم الكارثة التي وقعت في جنوبي آسيا تضاعفت بسبب عدم وجود أنظمة إنذار مبكر لموجات تسونامي في المحيط الهندي، ويجمع الخبراء على أنه من الممكن تفادي الكثير من الخسائر في حالة
توافر مثل هذه الأنظمة، إذ يطلق النظام تحذيرًا قبل حوالي ثلاث أو أربع ساعات من وصول الموجات المدمرة إلى السواحل .
لذلك سارعت عدد من الدول المطلة على المحيط الهندي إلى تركيب أنظمة إنذار للتنبؤ بموجات المد البحري (تسونامی).
