إدارة النفايات الصناعية الصلبة واستغلالها
تعدُّ مشكلة النفايات الصلبة إحدى المشكلات البيئية التي توليها الدول في الوقت الراهن اهتمامًا متزايدًا، ليس فقط
لآثارها الضارة على الصحة العامة والبيئة وتشويهها للوجه الحضاري، بل كذلك لآثارها الاجتماعية والاقتصادية.
ومع ازدياد عدد السكان وارتفاع مستوى المعيشة والتقدّم الصناعي والتقني السريع تنوعت وازدادت كمّيات النفايات
الصلبة الناتجة عن الأنشطة البشرية المختلفة، وأصبحت عملية التعامل معها من أبرز المشكلات التي تواجه المدن والتجمعات البشرية؛ نظرًا لما تشكّله هذه النفايات من أخطار على البيئة ومواردها الطبيعية وعلى صحة الإنسان وسلامته.
وعليه فإن وضع نظام إدارة متكاملة للنفايات أصبح من أهم عناصر استراتيجيات إدارة النفايات لإيجاد توجه خاص
نحو جمع النفايات والتخلص منها، وابتكار أساليب إدارية وفنية وتقنية واقتصادية تضمن القيام بمختلف عمليات الجمع
والتخلص والمعالجة واستعمال الأساليب والتقنيات الحديثة في هذه المجالات.
وبذلك فقد ركّزت الإدارة المتكاملة للنفايات على خمس مراحل مهمة، وهي:
١. تقليل المخلفات من المصدر عن طريق تقليل المواد الخام المستخدمة (Reduce).
٢. إعادة استخدام بعض النفايات ما أمكن؛ حتى تنعدم أي فائدة ممكنة منها (Reuse).
٣. تدوير استعمال بعض النفايات (Recycle).
٤. استغلالها كمصدر للطاقة الحرارية، أو ما يطلق عليه الاسترجاع الحراري (Recover).
٥. التخلص النهائي من المواد التي لا قيمة لها بأسلوب غير ضار للبيئة والإنسان (Disposal).
يعتبر التدوير وإعادة الاستعمال للمواد -ذات القيمة الاقتصادية من المخلفات الصلبة- وسيلة للحفاظ على مصادر
الثروة الطبيعية من النضوب وطريقة فاعلة للحفاظ على البيئة من التلوث، ومن أهم المخلفات الصناعية الصلبة التي يتم إعادة تدويرها في بعض الدول ما يلي:
١. إعادة تدوير المخلفات الورقية:
تنتج دول العالم كمّيات مذهلة من الورق والكرتون تقدر بملايين الأطنان، يمكن أن توفر مادة أولية لعشرات من
مصانع الورق، خصوصًا بعد التقدُّم المذهل في إنتاج الورق الجيد من ورق القمامة.
تتعدد المكاسب البيئية الناجمة من إعادة تصنيع الورق المجمع من القمامة، أهمها :
توفير الطاقة الكهربائية اللازمة للتصنيع.
توفير استهلاك المواد الخام.
تقليل قطع الغابات بنسبة ٢٥٪، وما يتبع ذلك من دور فعَّال للغابات في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، وبالتالي خفض درجة حرارة الكرة الأرضية. ويوضح الشكل التالي الدول التي تستخدم إعادة تدوير الورق على مستوى العالم.
٢. إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية:
ينقسم البلاستيك إلى نوعين رئيسيين هما: البلاستيك الصلب مثل: زجاجات الزيت والخلوغيرها، والبلاستيك الليَّن مثل: أكياس البلاستيك وغيرها. حيث يتم تجميع كل نوع من أنواع البلاستيك ويتم تشكيل هذه الأنواع بعد ذلك لإنتاج منتج نهائي ذي خواص ميكانيكية وكيميائية تصلح للاستعمالات المختلفة مثل: مشابك الغسيل، وأكياس القمامة، وخراطيم البلاستيك الكهربائية وغيرها.
٣. إعادة تدوير المخلفات العظمية:
يستفاد من عملية تدوير مخلفات العظام في الحصول على العديد من المنتجات، مثل الغراء الذي يستعمل في الصناعات الخشبية، وكذلك المواد الدهنية وخاصة الموجودة داخل العظام وفي النخاع والتي تستعمل في مستحضرات التجميل، وهناك بعض الصناعات الحرفية التي تعتمد على العظام وقرون الحيونات لعمل بعض التحف والهدايا.
٤. إعادة تدوير المخلفات المعدنية:
تتركّز أهم المخلفات المعدنية الموجودة بالقمامة في الصفيح والألمنيوم من الأدوات المنزلية، ويتم تجميعها وبيعها إلى مصانع متخصصة في صهر الألمنيوم وإعادة تصنيعه أو صهره فقط.
٥. إعادة تدوير المخلفات الزجاجية:
إعادة تدوير الزجاج يوفّر قدرًا كبيرًا من الطاقة، وكذلك يوفّر الكثير من المواد الخام التي تستعمل في هذه الصناعة، أما الزجاج المكسور فيتم تجميع كل لون على حدة ويستعمل في إنتاج الأكواب وبعض أدوات الزينة.
٦. إعادة تدوير المخلفات العضوية:
تمثل المخلفات العضوية المنزلية (بقايا الطعام) حوالي ٥٠٪ من مخلفات القمامة، ويتم تجميعها وتدويرها وإنتاج مادة مخصبة للأرض، وهو ما يطلق عليه السماد العضوي أو السماد البلدي.