ويسلط التقرير، الذي يحمل عنوان “تشكيل سلاسل قيمة الهيدروجين الدولية المستدامة”، الضوء، من بين أمور أخرى، على الفوائد الاجتماعية والاقتصادية المحتملة للدول التي شرعت في التحول في مجال الطاقة المدعومة بالهيدروجين الأخضر.
وفي إشارة إلى استراتيجية عُمان للهيدروجين الأخضر، كما حددتها شركة هيدروم – الجهة المنظمة والمخططة الرئيسية للقطاع – ذكرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: “في الاستراتيجية الأخيرة، تتوقع عُمان أن يكون الهيدروجين الأخضر محفزًا للتصنيع المحلي الكبير، فضلاً عن الإنتاج المحلي الكبير لمختلف المواد الخام والمكونات. وعلاوة على ذلك، فإن التحول من شأنه أن يحفز الصناعات الجديدة، بما في ذلك التصنيع المحلي للألواح الشمسية وطواحين الهواء وأجهزة التحليل الكهربائي، ودعم إنتاج الفولاذ الأخضر والوقود الإلكتروني”.
ومن المهم أن هذا التوسع الصناعي لن يؤدي إلى دفع تطوير الهيدروجين الأخضر فحسب، بل سيحفز أيضًا الصناعات المجاورة – من التعدين إلى إنتاج الصلب الأخضر – مما يؤدي إلى “حلقات ردود فعل إيجابية”، وفقًا للهيئة التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها.
“على سبيل المثال، يُنظر إلى نمو قطاع التعدين، الذي يعمل بالطاقة المتجددة، على أنه يدعم سلسلة قيمة الطاقة المتجددة. وفي الزراعة، يُنظر إلى فائض الكهرباء والمياه المتدفقة من إنتاج الهيدروجين الأخضر على أنه يعزز الإنتاج، مما يتيح زيادة إنتاج المحاصيل والماشية. ومن المقرر أن تعمل هذه التطورات على تعزيز النظام البيئي للأعمال في عُمان، ودفع التنوع الاقتصادي والاستدامة”.
وتؤكد النسخة المحدثة من استراتيجية الهيدروجين الأخضر في عُمان، والتي نُشرت في مايو/أيار من هذا العام، على الالتزام بالقيمة المحلية المضافة وتطوير الصناعة المحلية كأهداف وطنية رئيسية. وتؤكد بشكل خاص على إمكانية تحفيز توطين الصناعات الرئيسية والصناعات المرتبطة بها في المناطق الصناعية القائمة والجديدة.
على سبيل المثال، من المقرر تركيب كميات هائلة من أصول الهيدروجين – ما يقدر بنحو 300 مليون لوحة شمسية، وأكثر من 10 آلاف توربين رياح و5200 جهاز تحليل كهربائي – كجزء من المكونات الأولية لمشاريع الهيدروجين الأخضر المقرر تنفيذها في عُمان على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة حتى عام 2050.
إن هذا المطلب الضخم يفتح فرصًا قصيرة الأجل لتوطين تصنيع مكونات توربينات الرياح (أجزاء الأبراج والشفرات)، وإنتاج حبيبات خام الحديد والحديد المصبوب على الساخن، وتجميع الألواح الشمسية الكهروضوئية، وتجميع أجهزة التحليل الكهربائي والحلول اللوجستية والخدمات والبنية الأساسية. وإضافة إلى هذه القائمة في الأمد المتوسط، هناك فرص لإنتاج الوقود الإلكتروني، وتصنيع أجهزة التحليل الكهربائي، وإنتاج الصلب الأخضر.
وعلاوة على ذلك، فإن نقل فرص التصنيع هذه إلى الداخل سوف يتطلب الوصول إلى كميات هائلة من المواد الخام. وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في تقريرها أن “نشر توربينات الرياح والألواح الشمسية وأجهزة التحليل الكهربائي سوف يتطلب زيادات مماثلة في الإنتاج المحلي من الفولاذ والخرسانة والبلاستيك والزجاج والألمنيوم والنحاس والسيليكون والنيكل”.
وبحسب هيدروم، تقدر المواد الخام الأساسية اللازمة لتطوير أصول الهيدروجين في عُمان حتى عام 2050 بما يلي: 44 مليون طن سنويًا من الخرسانة، و25 مليون طن سنويًا من الفولاذ، و950 كيلو طن سنويًا من البلاستيك، و5.1 مليون طن سنويًا من الزجاج، و850 كيلو طن سنويًا من الألومنيوم، و500 كيلو طن سنويًا من النحاس، و450 كيلو طن سنويًا من السيليكون، و45 كيلو طن سنويًا من النيكل.