اقتصاد

عمان تلتزم ببناء قطاع غذائي قادر على الصمود



مسقط، 7 أكتوبر

تمر عُمان برحلة تحويلية نحو التنويع الاقتصادي والنمو المستدام، مع ظهور الأمن الغذائي كركيزة أساسية في استراتيجية التنمية الأوسع للبلاد. تعد أرقام إنتاج الغذاء في السلطنة لعام 2023 الصادرة مؤخرًا مؤشرًا واضحًا على التقدم المحرز، مما يعكس التزام الدولة بتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز مرونتها الاقتصادية.

ومع وصول إنتاج الأسماك إلى 792 ألف طن، وإنتاج الثروة الحيوانية إلى 443 ألف طن، وإنتاج نباتي يتجاوز 3.7 مليون طن، تُظهر عُمان قدرتها على تعزيز الإنتاج المحلي بشكل كبير. ويتماشى هذا التقدم بشكل مباشر مع أهداف رؤية عمان 2040، التي تحدد الأمن الغذائي كأحد عوامل التمكين الرئيسية للاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل. تعد معدلات النمو – 10.1 في المائة في الإنتاج الحيواني و 5.2 في المائة في الإنتاج النباتي بين عامي 2019 و 2023 – مؤشرات قوية للخطوات التي تتخذها عمان في تقليل اعتمادها على الأغذية المستوردة.

والاستثمار هو جوهر هذا التحول. وتسلط بيانات 2023 الضوء على 48 مشروعا استثماريا جديدا بقيمة 110 ملايين ريال عماني، إلى جانب 107 فرص إضافية متاحة عبر منصات التطوير المختلفة. لا تشير هذه الأرقام إلى الأهمية المتزايدة لقطاع الأغذية الزراعية فحسب، بل تشير أيضًا إلى إمكانية قيام القطاع الخاص بدور أساسي في النظام البيئي لإنتاج الغذاء في سلطنة عمان. ومن خلال الاستثمارات المناسبة، يمكن أن يصبح هذا القطاع محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي، والمساهمة في خلق فرص العمل، والابتكار، والرخاء الوطني.

ومع استمرار عمان في هذا المسار، هناك فرص واضحة لتوسيع دورها كقائد إقليمي في الإنتاج الغذائي المستدام. ومن خلال التركيز على الابتكار والتحديث، تستطيع البلاد تعزيز إنتاجها الزراعي مع الالتزام بالمعايير العالمية للاستدامة. تعد التقنيات مثل الزراعة الدقيقة وأنظمة الري المتقدمة والإدارة المستدامة لمصايد الأسماك أمرًا أساسيًا لضمان مرونة الإمدادات الغذائية في سلطنة عمان في المستقبل.

علاوة على ذلك، تتمتع عُمان بوضع جيد للاستفادة من موقعها الاستراتيجي ومواردها لتصبح مركزًا للصادرات الغذائية عبر منطقة مجلس التعاون الخليجي. ومن خلال زيادة الإنتاج والاستثمار في البنية التحتية للتصدير، يمكن لسلطنة عمان أن تساهم في تحقيق الأمن الغذائي ليس فقط داخل حدودها ولكن في جميع أنحاء المنطقة. وهذا من شأنه أن يعزز الوضع الاقتصادي للبلاد، ويخلق أسواقًا جديدة ويعزز العلاقات التجارية مع الدول المجاورة.

إن الإنجازات التي تحققت في قطاع إنتاج الغذاء ليست فقط شهادة على تصميم السلطنة على تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، ولكنها تعكس أيضًا الجهود الأوسع التي تبذلها الحكومة لتنويع الاقتصاد. لقد وضعت رؤية عمان 2040 خارطة طريق للنمو الاقتصادي المستدام، ويعد نجاح قطاع إنتاج الغذاء عنصرا حيويا في تلك الرؤية. إنه يمثل فرصة لعمان لتطوير صناعات جديدة، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الابتكار، كل ذلك مع ضمان رفاهية الأجيال القادمة.

إن التزام عُمان ببناء قطاع إنتاج غذائي مرن ومستدام يمثل أولوية وطنية، ومن الواضح أن التقدم المحرز حتى الآن هو مجرد البداية. ومع استمرار الاستثمار والتركيز على الابتكار، تتمتع عمان بالقدرة ليس فقط على تلبية احتياجاتها الغذائية المحلية، بل لتصبح لاعبًا رئيسيًا في أسواق المواد الغذائية الإقليمية والعالمية.

إن الطريق أمامنا يوفر فرصاً كبيرة للنمو الاقتصادي والتنويع. ومن خلال الاستفادة من مواردها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي وسياساتها المستقبلية، تعمل عُمان على خلق مستقبل يسير فيه الأمن الغذائي والازدهار الاقتصادي جنبًا إلى جنب. إن التقدم الذي نشهده اليوم في قطاع إنتاج الغذاء هو انعكاس لطموح السلطنة، وسيكون بلا شك بمثابة حافز لمزيد من التنمية الاقتصادية.



Source link

مواضيع مشابهة

مؤتمر البناء الأخضر لعمان ينطلق غداً

bayanelm

ارتفاع واردات الذهب إلى عُمان بنسبة 41% في 2024

bayanelm

مكاتب الرؤية نشطة الآن في 56 جهة حكومية عمانية

bayanelm