درس اليابان للصف العاشر المنهج العماني
نبذة تاريخية عن اليابان
تعد اليابان من الدول التي تملك تاريخًا موغلاً في القدم، ونشأت على أرضها حضارات متعددة، وكان تكوین
الإمبراطورية فيها قبل القرن السابع الميلادي، ثم تطورت حتى أصبحت إمبراطورية قوية ومتقدمة سياسيا وعسكريا
واقتصاديا، وأصبحت ملامح هذه الطموحات والأهداف واضحة في عهد الإمبراطور”هينو” الذي شاركت اليابان في
عهده في الثورة الصناعية، وهو ما ساعد على زيادة قوة الدولة .
إلا أن دخول اليابان في الحرب العالمية الثانية، وخسارتها أمام الولايات المتحدة الأمريكية بعد إلقاء قنبلتين نوويتين
على مدينتي هيروشيما وناجازاكي، أديا إلى سقوط اليابان في جميع المجالات، وأصبح تحدي العودة إلى ما كانت عليه اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا يتطلب الكثير من الجهد والعمل المتواصل من الحكومة والشعب معًا. واستند ازدهار اليابان إلى أسس وقوانين عدة منها احترام حقوق الإنسان ونبذ الحروب.
الموقع الجغرافي لليابان وأهميته
اليابان عبارة عن أرخبيل من الجزر تقع في الجزء الشمالي الغربي من المحيط الهادي، وتمتد على هيئة
قوس قبالة الساحل الشرقي للقارة الآسيوية. يصل طول الأرخبيل إلى حوالي (٣٠٠٠) كم مكونا من (٦٨٥٢) جزيرة، أهمها: هو كایدو، هو نشو، شیکو کو و کیوشو. وتقع اليابان ضمن أكثر مناطق الأرض تعرضا للزلازل والبراكين المدمرة، ضمن ما
يعرف بحلقة النار. ومن الناحية الطبيعية تتميز مظاهر السطح في اليابان بالتنوع، إذ تحتوي على أنهار قصيرة وسريعة الجريان، ووديان جبلية عميقة وشديدة الانحدار، وأشرطة ساحلية معقدة.
وتعكس طبيعة الأرض الجبلية التنوع المناخي واختلافه من منطقة إلى أخرى، كما يتحكم عامل الارتفاع في المناخ السائد. وقد ساعد اعتدال المناخ في اليابان عموما في إبراز جمال الطبيعة، التي تتميز بزهورها الجميلة وأشجارها اليانعة وأعشابها المخضرة، وهو ما أوجد حشا مرهفا لدى اليابانيين الذين تميزوا بالابتكار والإبداع .
حلقة النار : هي منطقة ضعف القشرة الأرضية. ممتد في المحيط الهادي، وتتعرض بشكل مستمر للزلازل والبراكين .
في ١١ مارس ٢٠١١م تعرضت اليابان لزلزال قوي بلغت قوته ٩ درجات بمقياس ريختر، نتج عنه موجات تسونامي وصل ارتفاعها ٤٠ متزا، تسببت في موت ١٦ ألف شخص وإصابة أكثر من ٦ آلاف وقد تسبب الزلزال في حدوث تسربات إشعاعية في محطة الطاقة النووية بفوكوشيما.
السكان والمجتمع الياباني
يشكل المجتمع الياباني وحدة عرقية ولغوية تميزه عن باقي المجتمعات الأخرى، ويعود ذلك إلى الحرب التي تعرضت لها البلاد وما ترتب عليها من عوامل اجتماعية واقتصادية، التي لم تشجع المهاجرين من الدول الأخرى على السفر إليها، كما أنها جعلت الملايين يعيشون في دول مختلفة أكثرهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعد سكان اليابان من أكثر مجتمعات العالم شيخوخة، حيث تزايدت أعداد المسنين بشكل سريع بسبب انخفاض معدل الخصوبة بعد الحرب العالمية الثانية. حيث بلغت نسبة المسنين في عام ١٩٧٠م حوالي (٧٪) من إجمالي عدد السكان، وفي عام ٢٠٠٠م أصبحت النسبة (١٧,٤٪). وفي عام ٢٠١٠م وصلت إلى (٢٣٪).
وقد اعتمدت اليابان بالدرجة الأولى، على إعادة بناء الشعب وما يتميز به من قدرات ومهارات عالیة، واشتهر اليابانيون بتمكنهم من نقل ما لدى الغرب من علوم مختلفة ونجحوا في تقليدها وتطبيقها، ثم أبدعوا في تطويرها إلى الأحسن. كما عرفوا بالنشاط والجد والمهارة والإتقان في إنجاز الأعمال لاسيما اليدوية منها، ويميل الشعب الياباني إلى العمل الجماعي.
كما يعد الشعب الياباني من أكثر الشعوب محافظة على الهوية الوطنية (اللغة والعادات والتقاليد الاجتماعية والثقافة والفنون)، ويحرص هذا الشعب على إبراز هذه الهوية أمام الآخرين تعبيرا عن اعتزازه وافتخاره بها .
كلمة ” كومي ” يقصد بها تجمعات سكانية مهمة في حياة سكان المدن والقرى قديمًا، وتتميز بالتعاون فيما بينها في زراعة الأرز والتحضير للمناسبات وإصلاح المنازل والطرق ومعاونة بعضهم بعضًا.
النشاط الاقتصادي
توسع الاقتصاد الياباني بشكل ملحوظ بعد الحرب العالمية الثانية، واستطاع من عام ١٩٥٣م إلى عام ١٩٧٣م أن يحافظ على معدل نمو سنوي كبير وصل إلى حوالي (٨٪)، في هذه الفترة تأسس الاقتصاد الياباني بشكل قوي، إلا أنه بعد ذلك أصبح يمر بفترات متذبذبة ما بين القوة والضعف، متأثرا بالسوق العالمي وبأسعار النفط.
وتأتي اليابان اليوم في المرتبة الثانية اقتصاديًّا على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مستندة إلی عوامل عدة ، منها:
١- الموقع الجغرافي وإطلالته على الساحل الآسيوي من جهة، وعلى المحيط الهادي من جهة أخرى؛ فسمح ذلك بإقامة العديد من المرافئ التي شكلت نقطة الانطلاقة للاقتصاد والعلاقات الدولية.
وتمتلك الیابان الیوم ما یزيد علی (١٠٠٠) مرفا، أهمها: طو کیو، أوزاکا، ناجویا، کیتاشو.
٢- القوى البشرية هائلة العدد والتي تتميز بالمهارة والقدرة على إتقان العمل والالتزام به.
٣- السياسات الاقتصادية التي ساعدت على النمو السريع ونجاح الاقتصاد بالتعاون المستمر بين الحكومة والمؤسسات الاقتصادية الخاصة حيث تقوم الدولة بفتح أسواق جديدة، وتعمل على إدارة الأزمات والتدخل لحلها، كما أن الأبحاث والدراسات الاقتصادية الجديدة تسهم في تحديث وتطوير النمو الاقتصادي للدولة.
٤- السوق الدولي ومدى استقراره وإمكانية التوسع التجاري والاستثمار الداخلي والخارجي المرتفع وتأثير ذلك على زيادة حجم ونمو الاقتصاد.
القطاعات الاقتصادية والانشطة المرتبطة بها في اليابان
أولاً: الزراعة
كانت اليابان مجتمعًا زراعيًّا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن الزراعة اليوم لا تسهم في الناتج الإجمالي المحلي إلا بأقل القليل، مع أن الكثافة السكانية في المناطق الزراعية تصل إلى أعلى مستوياتها، حيث بلغت ٣٤٠ شخصًا /كم٢.
ولا تزيد مساحة الأرض الصالحة للزراعة في اليابان عن (١١,٨٪) من مساحة البلاد لذلك تعمل الدولة على حماية القطاع الزراعي وتطويره بزراعة السفوح الجبلية وبناء المدرجات واستخدام الأساليب والوسائل التكنولوجية الحديثة في الزراعة. وقد بدأ هذا الاهتمام كتوجه عالمي فيما يعرف بالثورة الخضراء .
ويزرع اليابانيون معظم المحاصيل الزراعية مثل الأرز والذرة والحبوب والخضار والفواكه، إلا أن إنتاج الأرز يأتي في المقدمة، ويعود ذلك لأسباب طبيعية وبشرية جعلتها تقترب من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من إنتاج الأرز، ولكن ذلك لم يتحقق لها نظرًا لزيادة عدد السكان المستمر وما يصاحبها من زيادة في معدل الاستهلاك.
ويوضح الجدول (١) أهم المحاصيل الزراعية في اليابان ومعدل الإنتاج والاستهلاك المحلي وكمية الاستيراد وما تحققه من اكتفاء ذاتي من المحصول ذاته .
وتتمتع اليابان بثروات بحرية هائلة، وتعد الأسماك جزءًا مهما من النظام الغذائي في اليابان، ويوجد بها أكبر أسطول للصيد البحري في العالم، وتسهم بحوالي (٣,٢٪) من الإنتاج العالمي للثروة البحرية حسب إحصائيات عام ٢٠٠٩م، كما تشتهر باستخدام أساليب الصيد الإلكترونية الحديثة وتوافر مرافئ الصيد، ومؤسسات الصناعة الحديثة ومؤسسات الخدمات.
الثورة الخضراء (Green Revolution):
اتجاه الدول والحكومات لتحقيق الأمن الغذائي، ومضاعفة الإنتاج الزراعي لسكان الأرض، بعد الحرب العالمية الثانية، حيث عملت المؤسسات الدولية ومراكز الأبحاث والحكومات المحلية على توفير الشروط اللازمة لتنمية الزراعة.
هل تعلم:
يقبل اليابانيون بكثرة على أكل الطحالب البحرية نظرًا لفائدتها في التقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان، لذا فهم يزرعونها بكثرة في مزارع خاصة في مياه البحر الضحلة.
ثانيًا : الصناعة
على الرغم من افتقار اليابان إلى الكثير من المواد الأولية اللازمة للتصنيع إلاّ أن اعتمادها على الاستيراد، والقوة البشرية المدربة التي تمتلكها، أسهم في تطور الصناعة الحديثة فيها، فقد أصبحت تصنف ضمن أغنى الدول الصناعية، ووصل معدل نمو الإنتاج الصناعي في اليابان إلى حوالي (١٢٪).
ومن أبرز الصناعات التي تشتهر بها اليابان:
صناعة السيارات :
تنافس اليابان دول العالم كافة في صناعة السيارات، وتسهم بحوالي (١٠,٥٪) من الإنتاج العالمي في عام ٢٠١١م وتأتي بذلك في المرتبة الثالثة عالميا بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية. كما تشتهر اليابان بصناعة الدراجات النارية، وتأتي في المرتبة الأولى في إنتاجها عالميا. ويوضح الشكل تطور إنتاج السيارات في اليابان من ١٩٧٠ إلى عام ٢٠٠٣م.
الصناعات الإلكترونية :
تتميز اليابان وتشتهر بالصناعات الإلكترونية الحديثة والمبتكرة، مثل: أجهزة الكمبيوتر والكاميرات الرقمية،
وأجهزة الاتصال بمختلف أنواعها. واهتمت اليابان أيضًا بتصنيع الروبوت للإفادة منه في المحالات الاقتصادية
والاجتماعية، حيث خصصت وزارة الصناعة والاقتصاد والتجارة اليابانية في عام ١٩٨٦م مبلغ ٥٠ مليون دولار
لدعم أبحاث الروبوت في المختبرات إلى عام ٢٠٠٣م.
تختلف أهداف الدول في تصنيع الروبوت تبعا لغاياتها والمشاكل التي تعاني منها، فقد أنفقت شركة سوني ١٠٠ مليون دولار على أول روبوت لها في عام ١٩٨٦م.
صناعة السفن :
عرفت اليابان بتصنيع السفن العملاقة، إلا أنها تواجه اليوم منافسةً حادّة من قبل الدول الحديثة التصنيع مثل كوريا الجنوبية. وتعاني اليابان من نقص في مصادر الطاقة التي تعد القوة المحركة للتصنيع والحياة بوجه عام إلا أنها تعتمد على الاستيراد. ويتضح من الجدول (٢) محاولة اليابان تقليل الاعتماد على استيراد النفط بإيجاد بدائل مختلفة ومتنوعة للطاقة.
ثالثاً: الخدمات
يظهر اتجاه اليابان في التحول من التصنيع إلى الخدمات كقطاع أساسي في الاقتصاد، ويشمل هذا القطاع العديد من التسهيلات التي توفرها الدولة والشركات للمستهلكين مثل: الطاقة وخدمات الماء والنقل والاتصالات والتجارة والبنوك والتمويل والعقارات الشخصية والإدارة العامة.
ومن أبرز أنشطة الخدمات التجارة التي تعتمد اليابان فيها على زيادة حجم الصادرات وتقليص الواردات. وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى من الدول المصدرة إلى اليابان، والصين أكثر الدول المستوردة منها. وتمثل اليابان القوة المالية الكبرى في العالم، حيث تعمل التجارة الخارجية على تعزيز مکانتها بین الدول بزيادة حجم الفائض التجاري.
اليابان على مستوى العالم :
١- أول دولة غير غربية تتساوى مع الغرب في الحداثة والمعاصرة.
٢- الأولى عالميا في عدد براءات الاختراع المسجلة.
٣- الأولى عالميا من حيث عمر الفرد المتوقع.
٤- الثانية عالميا في مبيعات الكتب والموسيقى.
٥- الثالثة عالميا في الإنفاق على البحوث والتنمية كجزء من الناتج المحلي الإجمالي.
٦- موطن لثلاث من أكبر ٢٥ ماركة متعددة الجنسيات وأوسعها انتشارا على مستوى
العالم (تويوتا، هوندا، سوني) (www.project_syndicte.com)