الهويَّة العُمانية في ظل الثورة المعرفية
تُعد الهُويَّة الوطنية جذور الوطن وذاكرته العابرة للزمن، وتسعى الشعوب للمحافظة على تراثها وقيمها في ظل ما يلوح في الأفق من تحديات عالمية بما تحمله من مؤثِّرات ثقافية، ويعمل العُمانيون جاهدين لمواكبة تطورات العصر موازنين
بين الأصالة والمعاصرة.
الثورة المعرفية … ماهيتها وأهميتها
أسهم وجود الكم الهائل من المعلومات، أو ما يسمى بالثورة المعرفية التي شهدها العالم في حدوث العديد من التطورات العلمية والتكنولوجية التي نتج عنها ظهور مجموعة من الوسائل والتطبيقات والبرامج الحاسوبية، بالإضافة إلى انتشار القنوات الفضائية.
وقد ساعدت التقنيات الحديثة متمثلة في شبكة المعلومات العالمية وتطبيقاتها المختلفة في سرعة الحصول على المعلومات وانتشارها متخطية الحواجز والحدود الدَّولية، كما سهَّلت التواصل بين الأفراد على مستوى العالم، ووفرت لهم حرية الرأي والتعبير.
وما تزال الثورة المعرفية تلقي بظلالها على الإنسان مُشَكّلة طفرة كبيرة في المعارف العلمية والتكنولوجية التي شملت جميع مجالات الحياة.
الثورة المعرفية … آثارها على الهويَّة الوطنية
أسهم تدفق المعارف والمعلومات في تعزيز الهُويَّة الوطنية للفرد، وذلك من خلال تعريفه بتراث وطنه ومكتسباته الحضارية والقيم والعادات التي يجب أن يتحلّى بها، كما أن لذلك التدفق آثارًا سلبية على الهويَّة لا سِيَّما في الجوانب الثقافية والاجتماعية، فعلى سبيل المثال دخلت على اللغة العربية العديد من المفردات الأجنبية، كما انتقلت مجموعة من الأفكار والسلوكيات التي تخالف مبادئ الدين الإسلامي.
وتتمثَّل تأثيرات الثورة المعرفية على الجوانب الاجتماعية في ظهور قيم مغايرة للقيم السائدة في المجتمع، وانتشار ما يُعرف بالعزلة الاجتماعية، وقلة التجمعات الأسرية؛ نتج عن ذلك العديد من القضايا التي أصبحت تؤرِّق الكثير من المجتمعات، مما استوجب تكريس الجهود لحلها والتخفيف من آثارها.
سلطنة عمان … مواكبة الثورة المعرفية والمحافظة على الهويَّة
أولت الرؤية المستقبلية عُمان ٢٠٤٠ اهتماما كبيرا بالهُويَّة العُمانيَّة، مع التأكيد على أهمية مواكبة التطورات التي أفرزتها الثورة المعرفية بما يحقَّق مبدأ التوزان بين الأصالة والمعاصرة. وقد سعت السلطنة إلى المحافظة على الهُويَّة، وتعزيز المواطَنة الرقمية من خلال مجموعة من الإجراءات، منها: القوانين والتشريعات، والندوات، والبرامج، والحملات التوعوية.
أضف إلى معلوماتك
المواطّنة الرقمية هي الاستخدام المسؤول والأخلاقي والآمن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكمن أهميتها في إعداد جيل وطني قادر على فهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المرتبطة بالتقانة، إضافة إلى صون مقدَّرات الوطن من العبث والتخريب الناجم عن السلوكيات الإلكترونية السلبية.