
الباجور: مدينة مصرية عريقة في قلب المنوفية
تعتبر مدينة الباجور إحدى المدن المتميزة بمحافظة المنوفية في جمهورية مصر العربية، وهي قاعدة مركز الباجور الذي يضم عددًا كبيرًا من القرى والمناطق الريفية. تشتهر الباجور بتاريخها العريق، موقعها الاستراتيجي، وطابعها الفريد الذي يجمع بين الحداثة والأصالة.
التسمية
حملت الباجور اسمها الحالي نسبة إلى تسميتها التاريخية “بيجور”، والتي وردت في عدة مصادر تاريخية. ففي كتاب القاموس لابن مماتي وكتاب تحفة الإرشاد، ذُكرت بأنها من كفور قرية سبك الضحاك. كما وردت باسم “بيجور” في كتاب تاريخ العروسي. ومع تطور اللغة والتسمية، عُرفت بـ”الباجور”، وهو الاسم الذي استقر منذ عام 1228 هـ.
التاريخ
تعد الباجور من المدن ذات التاريخ العريق، وذُكرت في المصادر التاريخية المختلفة، ومنها كتاب الخطط التوفيقية لعلي مبارك، حيث وصفها بأنها قرية تابعة لمديرية المنوفية بقسم سبك. وذكر مبارك أن القرية كانت تضم خمسة جوامع، لكل منها ضريح، بالإضافة إلى معمل دجاج وأحد عشر بستانًا وست سواقي تُستخدم لري الأراضي الزراعية.
اشتهرت الباجور في العصور السابقة بزراعة القطن، الذي كان من المحاصيل الرئيسية في مصر، إلى جانب صناعة شراب العرقسوس، وهو من المشروبات التقليدية التي تتميز بها المدينة. كما أوضح علي مبارك أن إجمالي مساحة أراضيها الزراعية بلغت حوالي 1291 فدانًا، وأن عدد سكانها في تلك الفترة كان 1998 نسمة، جميعهم مسلمون.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة الباجور في موقع استراتيجي بمحافظة المنوفية، حيث تتوسط عددًا من المدن والقرى المهمة. تبعد المدينة حوالي:
- 13 كيلومترًا غرب مدينة بنها بمحافظة القليوبية.
- 10 كيلومترات شرق مدينة منوف، إحدى مدن محافظة المنوفية.
- 12 كيلومترًا جنوب مدينة شبين الكوم، عاصمة محافظة المنوفية.
هذا الموقع المتميز يجعل الباجور مركزًا حيويًا يرتبط بشبكة من الطرق التي تسهّل التنقل بين المدن والقرى المحيطة بها.
السكان
تتميز الباجور بطابعها الريفي الممزوج بالحياة الحضرية. وفقًا للإحصاء الرسمي لعام 2006، بلغ عدد سكان المدينة حوالي 38,798 نسمة. ومن المتوقع أن يكون هذا العدد قد شهد زيادة ملحوظة في السنوات التالية نتيجة النمو السكاني الطبيعي والهجرة الداخلية.
المعالم البارزة
1. المساجد والأضرحة
تضم الباجور عددًا من المساجد ذات الطابع التاريخي، حيث كان لكل مسجد منها ضريح مرتبط بشخصية دينية أو علمية بارزة. وقد كانت هذه المساجد بمثابة مراكز دينية وثقافية للمدينة في الماضي.
2. كوبري الباجور
يُعد كوبري الباجور أحد المعالم الحديثة في المدينة، حيث يربط بين أجزاء المدينة ويسهّل حركة التنقل داخلها. يمثل هذا الكوبري علامة مميزة تعكس تطور البنية التحتية للمدينة.
3. الأراضي الزراعية
لا تزال الزراعة تلعب دورًا كبيرًا في اقتصاد المدينة، حيث تُعرف الباجور بتربة خصبة تُستخدم لزراعة محاصيل متنوعة مثل القطن والقمح والفواكه والخضروات.
أعلام المدينة
شهدت الباجور ميلاد عدد من الشخصيات البارزة التي تركت بصمتها في التاريخ المصري، ومن أبرزهم:
- الشيخ إبراهيم الباجوري
- شيخ الجامع الأزهر من عام 1263 هـ إلى 1277 هـ / 1847 – 1860.
- يُعد من العلماء البارزين الذين أثروا في التعليم الديني بمصر، وله إسهامات علمية في الفقه والحديث.
- كمال الشاذلي
- سياسي بارز شغل منصب وزير الدولة لشئون مجلسي الشعب والشورى الأسبق.
- كان رئيسًا للمجالس القومية المتخصصة، وله دور مؤثر في العمل السياسي والاجتماعي بمصر.
الحياة الاقتصادية
1. الزراعة
تُعد الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي لسكان الباجور، حيث تنتج المدينة العديد من المحاصيل الزراعية التي تسهم في الاقتصاد المحلي. ومن أبرز المحاصيل:
- القطن: الذي كان يُعرف بـ”الذهب الأبيض” نظرًا لأهميته الاقتصادية.
- الفواكه والخضروات: التي تُزرع بفضل تربة الباجور الخصبة.
2. الحرف اليدوية
تشتهر المدينة بعدد من الحرف اليدوية التقليدية، ومنها صناعة المشروبات الشعبية مثل العرقسوس، والتي كانت لها شهرة واسعة في الماضي.
الخدمات والمرافق
1. التعليم
تضم الباجور عددًا من المدارس التي تُقدّم التعليم الأساسي والثانوي، ما يساهم في تنمية الكوادر البشرية بالمدينة.
2. الصحة
توفر المدينة عددًا من المراكز الصحية والوحدات الطبية لخدمة سكانها والقرى المجاورة.
3. النقل
بفضل موقعها الجغرافي المميز، تتمتع الباجور بشبكة طرق تربطها بالمدن والقرى المحيطة، ما يجعل التنقل منها وإليها أمرًا يسيرًا.
التطور العمراني
شهدت الباجور في العقود الأخيرة تطورًا عمرانيًا ملحوظًا، حيث توسعت المدينة وزادت أحياؤها السكنية. كما أُنشئت العديد من المرافق العامة، مثل المدارس والمستشفيات والطرق المعبدة.
الخاتمة
تظل مدينة الباجور واحدة من المدن التي تحتفظ بجاذبيتها الريفية الأصيلة مع لمسات من الحداثة. بتاريخها العريق وأبنائها المتميزين، تبرز الباجور كمركز مهم في محافظة المنوفية، وتواصل التطور لتلبية احتياجات سكانها والمساهمة في التنمية المستدامة للمنطقة بأسرها.
الرابط المختصر للمقال: https://bayanelm.com/?p=30379