
مدينة رشيد: جوهرة التاريخ على دلتا النيل
مدينة رشيد، واحدة من أبرز المدن المصرية التاريخية، تقع على الضفة الغربية لنهر النيل في دلتا مصر، وتتبع محافظة البحيرة إداريًا. تشتهر رشيد بموقعها المميز على مصب نهر النيل عند فرع رشيد، وبغناها بالمعالم الأثرية والتاريخية التي تجمع بين التراث الإسلامي والفرعوني، مما يجعلها مدينة فريدة ذات طابع خاص.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة رشيد في أقصى شمال دلتا النيل، حيث يلتقي فرع رشيد بمياه البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 65 كيلومترًا شرق مدينة الإسكندرية، و45 كيلومترًا شمال مدينة دمنهور. تحيط بها الأراضي الزراعية الخصبة، وتعد أحد المحاور التجارية المهمة في المنطقة.
تاريخ رشيد
1. العصر الفرعوني
- رشيد لها جذور عميقة تعود إلى العصور الفرعونية، حيث عرفت قديمًا باسم “رخيت” أو “رخيتو”، والتي تعني “حاكم البوابة”.
- كانت المدينة بمثابة نقطة استراتيجية تتحكم في حركة الملاحة النيلية والتجارة.
2. العصر الإسلامي
- أصبحت رشيد واحدة من أبرز الموانئ التجارية في العصور الإسلامية، واشتهرت بتجارة الأخشاب والزيوت والحبوب.
- كانت المدينة مركزًا علميًا وثقافيًا واحتضنت العديد من المدارس والمساجد.
3. الحملة الفرنسية واكتشاف حجر رشيد
- تُعد مدينة رشيد نقطة بارزة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر (1798–1801)، حيث تم العثور على حجر رشيد الشهير في عام 1799، بالقرب من المدينة، والذي أسهم في فك رموز اللغة الهيروغليفية على يد العالم الفرنسي “جان فرانسوا شامبليون”.
المعالم التاريخية
1. حجر رشيد
- حجر رشيد، المكتشف الشهير، محفوظ الآن في المتحف البريطاني. لكن المدينة ما زالت تستمد بريقها من ارتباطها بهذا الاكتشاف العظيم.
2. المساجد الأثرية
رشيد غنية بالمساجد القديمة التي تعكس الطابع المعماري الإسلامي، ومنها:
- مسجد زغلول: أقدم وأكبر مساجد المدينة، بني في القرن السابع عشر.
- مسجد أبو مندور: يقع على ربوة تطل على النيل، ويشتهر بمناظره الساحرة.
- مسجد الجندي: يتميز بجمال النقوش والزخارف الإسلامية.
3. القلاع والحصون
- قلعة قايتباي: بُنيت لحماية الساحل الشمالي، وهي شبيهة بقلعة قايتباي في الإسكندرية.
4. البيوت الأثرية
- تحتوي رشيد على أكثر من 20 منزلًا أثريًا تعود إلى العصر العثماني، مثل:
- بيت الجندي
- بيت عرب كلي
- بيت محارم
- بيت الميزوني
الاقتصاد والصناعة
1. الزراعة
- تشتهر رشيد بخصوبة أراضيها الزراعية، حيث تزرع الحبوب، الموالح، والخضروات.
- تقع المدينة في منطقة ذات إنتاج زراعي متميز بفضل قربها من نهر النيل.
2. الصيد
- يُعد صيد الأسماك من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في رشيد، حيث يعتمد السكان على مياه النيل والبحر المتوسط.
3. التجارة
- عبر تاريخها، كانت رشيد مركزًا تجاريًا حيويًا لنقل البضائع بين شمال وجنوب مصر.
السكان والثقافة
يبلغ عدد سكان رشيد حوالي 75,000 نسمة (بحسب تقديرات 2023). يعيش أهلها حياة تقليدية تعتمد على الزراعة والصيد، مع حفاظهم على العادات والتقاليد المصرية الأصيلة. كما يتميز سكانها بالمهارة في الحرف اليدوية مثل صناعة الفخار والسلال.
السياحة في رشيد
- سياحة أثرية: تشكل المساجد والبيوت الأثرية عامل جذب كبير للسياح.
- سياحة بيئية: تعد رشيد وجهة مثالية لهواة الطبيعة والصيد، نظرًا لبيئتها الخلابة وإطلالتها على نهر النيل والبحر المتوسط.
- سياحة ثقافية: تنظيم المهرجانات الثقافية التي تبرز تاريخ المدينة، ومنها مهرجان “رشيد في ذاكرة التاريخ”.
رشيد في العصر الحديث
- تعمل الحكومة المصرية على تنمية المدينة وجعلها مركزًا سياحيًا عالميًا.
- تم إدراج رشيد ضمن خطة تطوير “المدن التراثية”، بما يشمل تجديد معالمها الأثرية وتحسين بنيتها التحتية.
خاتمة
رشيد ليست مجرد مدينة مصرية عادية، بل هي لوحة حية تعكس تاريخًا طويلًا وحافلًا بالأحداث والمعالم. بجمال طبيعتها، وثراء تاريخها، وأصالة شعبها، تبقى رشيد واحدة من الجواهر الخالدة على أرض مصر، ترحب بالزائرين لتكتشف لهم أسرار حضارات مضت وتركت إرثًا يستحق الاستكشاف.
الرابط المختصر للمقال: https://bayanelm.com/?p=30373