سلطنة عمان وبدائل الطاقة
تعتمد سلطنة عُمان على النفط والغاز كمصدرين مهمين للطاقة الكهربائية والطاقة الحرارية. وهما أيضًا المصدر
الرئيسي للدخل القومي حيث وصلت نسبة مساهماتهما في الدخل القومي (٨٥٪) عام ٢٠٠٥م.
وحيث أن النفط والغاز طاقة ناضبة فقد سعت السلطنة إلى تنويع مصادر طاقتها ومصادر دخلها وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم (رحمه الله) على ذلك في أكثر من مناسبة حيث قال في خطابه بمناسبة العيد الوطني الخامس والعشرين المجيد:
“ان النفط مورد ناضب، وعمره، مهما طال أمده، محدود، ومن هنا كان من الضروري عدم الاعتماد عليه كمورد وحيد لتمويل التنمية. ولقد كان سعينا حثيثا منذ البداية لتحقيق هذا المفهوم، وتكلل السعي بالنجاح في عدة ميادين. ولكن
النفط لا يزال المورد الرئيسي، وتذبذب اسعاره يشكل هاجسا مقلقا ومؤرقا للجميع. ومن ثم فإنه لا مناص من تنويع مصادر الدخل القومي بصورة اكبر وبحيث لا يشكل النفط في النهاية إلا نسبة ضئيلة في الموارد العامة للدولة. وهذا
يدعونا الى حث المواطنين جميعا على الادخار والاستثمار، والاتجاه نحو الاعمال الحرة، وتطوير الصناعة والسياحة والتجارة والزراعة، واستغلال الثروات المعدنية والسمكية والحيوانية وغيرها من مجالات الاقتصاد الوطني. ان القطاع
الخاص العُماني عليه ان ينشط ويشمر عن ساعد الجد ويثبت كفاءته وقدرته على المنافسة وتطوير ادواته واساليبه. كما ان على الجهاز الاداري الحكومي ان يتفاعل ويتعاون مع القطاع الخاص ولا يجعل للأساليب المعقدة سبيلا للتأثير على
حسن ادائه. وبذلك يمكن لمسيرة التنمية ان تبلغ غايتها المأمولة، وتنجز اهدافها المنشودة، دون معوقات وفي سهولة ويسر.”
وقد تمثلت أولى خطوات التنويع في استعمال الغاز الطبيعي المسال لتوليد الكهرباء في عقد التسعينات من القرن العشرين بعد أن كان الاعتماد على الديزل في ذلك، والجدول التالي يوضح ذلك :
ونظرا لموقع السلطنة في المنطقة المدارية الحارة التي تتلقى قدرا كبيرا من أشعة الشمس وهو ما يوفر مصدرا مهمّا للطاقة يمكن استثماره مستقبلاً لا سيما وأن السلطنة بدأت في استخدام الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء لبعض الأجهزة والمعدات التي لا تتطلب طاقة كبيرة .
وحيث أن الطاقة الشمسية ما تزال تواجه ارتفاع تكاليف تركيب وإنشاء بنيتها التحتية – الخلايا الشمسية – فإن استخدامها ما
زال محدودًا، ولكن مستقبلاً من الممكن إيجاد تكنولوجيا متطورة قد تسهم في تقليل هذه التكاليف وتحل مشكلة المساحة
الكبيرة التي تحتاجها الخلايا الشمسية المستخدمة سواء كان في السيارات أم في الأجهزة الأخرى.
وهناك مصدر آخر للطاقة يمكن استخدامه في بعض مناطق السلطنة ألا وهو طاقة الرياح، فمن المعروف أن السلطنة
تتعرض للرياح الموسمية الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية في محافظة ظفار وبعض الأجزاء من المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية ، وبالتالي فإن تركيب مولدات كهربائية تدار بالمراوح العملاقة حل وارد لتنويع مصادر الطاقة في هذه المناطق – والطاقة الناتجة من هذه المصادر هي طاقة نظيفة وغير مضرة بالبيئة ، لكنها قد تواجه بعض الصعوبات مثل :
موسمية هذا المصدر حيث أن الرياح الموسمية تهب بانتظام في فصل الصيف فقط.
قد تمثل مزارع الرياح منظرا بيئيا غير مريح بالنسبة للسكان والسیاح.
وبإمكان سلطنة عمان أن تتعاون مع بعض الدول من خلال الشركات المتخصصة فيها وذلك للاستفادة من تجاربها في مجالات الطاقة المتجددة التي ذكرناها وأيضا في مجال الاستفادة من طاقة المد والجزر وطاقة الوقود الهيدروجيني، ويتطلب هذا الأمر رصد مبالغ مناسبة لاستثمارها في هذا الجانب.