وفي أعقاب زيارة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبون إلى سلطنة عمان، أكد البلدان مجددًا التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي في مجموعة من المجالات.
ومن المقرر أن تجري قيادتا عمان والجزائر خلال الزيارة الرسمية التي تستغرق ثلاثة أيام، مشاورات حول تعميق المبادرات العربية المشتركة، ومعالجة التطورات الإقليمية والعالمية، وتحديد فرص النمو والازدهار المتبادل. وتتوافق المناقشات مع تطلعات البلدين إلى تعاون وتنمية أوثق، وتعكس التزامًا مشتركًا بتعزيز مصالح شعبيهما ودعم التضامن العربي والإسلامي الأوسع.
تبادل الدكتور خالد بن سعيد العامري، رئيس الجمعية الاقتصادية العمانية، آراءه الحصرية مع المراقب فيما يتعلق بالعلاقة الطويلة الأمد والمتعددة الأوجه بين عمان والجزائر. بدأت هذه العلاقات، التي تعززت على مر السنين، بتشكيل لجنة مشتركة في أوائل التسعينيات.
وفي عام 2000، وقعت سلطنة عمان والجزائر اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار المتبادل، فضلا عن اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي. تم إنشاء مجلس الأعمال العماني الجزائري في عام 2006 لتسهيل التعاون في التجارة والاستثمار في مجالات متعددة. واليوم، يهدف كلا البلدين إلى تعزيز هذه الروابط، وتعزيز التنمية المستدامة بما يتماشى مع أهدافهما المشتركة.
وأشار الدكتور العامري إلى بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، مشيراً إلى أن قيمة التجارة بين السلطنة والجزائر بلغت حوالي 41.4 مليون ريال عماني بنهاية عام 2023، بزيادة ملحوظة من حوالي 9 ملايين ريال عماني في عام 2014 – وهو معدل نمو مثير للإعجاب. بأكثر من 355 بالمئة. ويعكس هذا الارتفاع الكبير، بحسب الدكتور العامري، التأثير الإيجابي للمبادرات المشتركة لتعزيز العلاقات التجارية.
وبلغت الصادرات الجزائرية إلى عمان، رغم أنها أكثر تواضعا، حوالي 135 ألف ريال عماني في عام 2023، مقارنة بـ 11 ألف ريال عماني في عام 2014، مع ذروة كبيرة في عام 2022، عندما تجاوزت الصادرات الجزائرية إلى عمان 12 مليون ريال عماني.
ووفقا للدكتور العامري، سيطرت المنتجات المعدنية على الصادرات العمانية إلى الجزائر، لتشكل ما نسبته 52% من الإجمالي حتى أغسطس 2024. تليها المعادن الأساسية والمصنوعات اليدوية (24%)، ومنتجات البلاستيك والمطاط 19%، والآلات الكهربائية. والمعدات 3 في المائة. وتمثلت الصادرات الجزائرية إلى سلطنة عمان بالدرجة الأولى في المنتجات الغذائية والمشروبات، بما في ذلك المشروبات والخل وبدائل التبغ، والتي شكلت 54 في المائة من الإجمالي، تليها المنتجات المعدنية 32 في المائة، ومعدات النقل 10 في المائة، والمنتجات الكيماوية 4. في المائة لكل منهما.
كما ناقش أهمية استكشاف فرص الاستثمار، وإضفاء الطابع الرسمي على اتفاقيات تجارية إضافية، وزيادة التبادلات والحوار بين البلدين. وأشار إلى أن الاستفادة من مجلس الأعمال العماني الجزائري سيكون أساسيا في تعزيز العلاقات الثنائية. إن التركيز على القطاعات ذات الاهتمام المشترك – مثل الطاقة المتجددة، والتصنيع، والتعليم والتدريب، والتكنولوجيا – سيسمح لكلا البلدين بتحقيق أهدافهما الاقتصادية وتعزيز الرخاء المتبادل.