الاعاصير المدارية
يختلف الضغط الجوي من منطقة إلى أخرى على سطح الأرض تبعًا لعوامل متعددة منها درجة الحرارة، والارتفاع
عن سطح البحر، وموقع المكان بالنسبة للمسطحات المائية. كما أن الرياح هي نتاج اختلاف الضغط الجوي بين منطقة
وأخرى، وتختلف سرعة الرياح تبعًا لدرجة الاختلاف في الضغط الجوي، فإذا كان الاختلاف بسيطاً هبت الرياح
خفیفة، أما إذا کان الاختلاف کبیراً فهبوب الریاح یكون بسرعة كبيرة، وإذا كانت مصحوبة بأمطار غزيرة يطلق
عليها إعصار أو عاصفة مطرية.
والإعصار: عبارة عن رياح دوارة مصحوبة بأمطار غزيرة تنشأ في البحار والمحيطات وتنتهي في اليابسة.
وللإعصار حركتان: حركة (رياح) دائرية حول محوره وهي حركة قوية قد تصل إلى (٤٥٠ کم/الساعة) وحركة (رياح) إلى الأمام باتجاه اليابسة أو باتجاه المياه الباردة وقد تصل سرعة هذه (الرياح) إلى (٢٩٠كم/الساعة). وتعد الأعاصير أعنف ظواهر الطقس وأقواها على سطح الأرض، وتنشأ الأعاصير نتيجة ارتفاع حرارة مياه البحر، مما يؤدي إلى اندفاع الهواء الدافئ إلى الأعلى حيث يتحرك على هيئة حلزونية، وخلال هذه العملية ينزلق الهواء البارد إلى الأسفل، وبذلك تتكون دوامة أو مخروط من
السحب الكثيفة التي تتحرك مع الدوامة إلى الأمام بسرعة كبيرة، وتسقط أمطارًا غزيرة. وتسمى هذه الأعاصير في مناطق المحيط الهندي بـ (Cyclone) وتسمى في مناطق المحيط الأطلسي ب (Hurricane)، بينما تسمى في مناطق المحيط الهادي بـ (Typhoon). والجدول (٣) يوضح طبيعة الدمار الذي تخلفه الأعاصير حسب المقياس الدولي للأعاصير (Saffir-Simpson Scale).
درجة الاعصار | السرعة (كم/س) | القوة | طبيعة الدمار |
1 | ١١٩ – ١٥٣ | خفيف | دمار بسيط للمباني غير الثابتة مع فيضان بسيط في الشواطئ، واقتلاع اللوحات غير المثبتة جيدًا. |
2 | ١٥٤ – ١٧٧ | متوسط | بعض الدمار لشرفات المباني والأبواب والنوافذ مع أضرار كبيرة بالمساكن غير الثابتة، وسقوط بعض الأشجار ، وتأثر بعض القوارب على الشاطئ. |
3 | ١٧٨ – ٢٠٨ | قوي | دمار كبير لبعض المباني والمنشآت الصغيرة لا سيما غير الثابتة مع فيضان على الشاطئ. |
4 | ٢٥١ -٢٠٩ | قوي جدا | انهيار كامل لجدران وشرفات المنشآت والمباني الصغيرة مع حدوث انهيارات في الشواطئ. |
5 | ٢٥٢ أو أكثر | عنيف | حدوث دمار شامل بالمنشآت والمباني وانهيار المنازل والمصانع واحتراقها، كما تسبب الفيضانات دمارًا واسعا للأراضي ويتطلب الأمر عمليات إجلاء للسكان. |
الآثار التي تُخلفها الأعاصير المدارية تسبب الأعاصير المدارية الكثير من الدمار في المناطق التي تمر بها، وتساعد عوامل عدة على زيادة مقدار الدمار الذي تحدثه هذه الأعاصير. ومن هذه العوامل:
أ) سرعة الرياح التي قد تزيد عن ٤٥٠ كم/ ساعة.
ب) حجم الفراغ الذي يتولد ضمن قمع الإعصار والذي بزيادته سوف يبتلع التربة وما يوجد أسفلها.
جـ) الفترة الزمنية التي يستغرقها الإعصار.
د) نوع المباني في المناطق التي تجتاحها الأعاصير.
هـ) نوعية وسائل الإنذار من حيث سرعة المعلومات التي ترسلها هذه الوسائل ودقتها.
وتتعدد الآثار التي تخلفها الأعاصير والعواصف المدارية، وتتمثل في الآتي:
١) اقتلاع الأشجار وتدمير المحاصيل الزراعية.
٢) انفجار البنايات نتيجة لاختلاف ضغط الهواء
بین داخل المبنی وخارجه.
٣) جرف التربة وتعريتها.
٤) اقتلاع أسقف البيوت الخشبية.
٥) وقوع خسائر بشرية (بين إصابات ووفيات).
كيفية التنبؤ بالأعاصير وقياس قوتها
نظرًا لطول الفترة التي تستغرقها الأعاصير، في التكون والتطور في عرض المحيط إلى حين وصولها إلى اليابسة، فإن مراقبتها والتحذير منها أصبحا ممكنين، وبتوافر الأقمار الاصطناعية في الوقت الحاضر أصبح من الممكن الحصول على معلومات مفصلة ودقيقة عن سرعة الإعصار واتجاهه والمكان المتوقع أن يصل إليه، وعند حدوث الأعاصير والعواصف المدارية تقوم محطات التلفاز بتوجيه المواطنين للبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا بعد انتهاء العاصفة.
وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي في مجال مراقبة الأعاصير وحركتها إلا أن سرعة الرياح العالية والأمطار الغزيرة والأمواج المرتفعة التي تصاحب الإعصار تُخلف أضرارًا ماديةً، في حين يساعد التنبؤ بالأعاصير في التقليل من الخسائر البشرية.
سلطنة عمان والأعاصير المدارية
تتعرض سلطنة عمان لأخطار الأعاصير المدارية على فترات متباعدة، حيث تتأثر بالأعاصير التي تتكون فوق المحيط الهندي وبحر العرب، وتبيّن الخريطة (الشكل ٢١ أ) مسارات تلك الأعاصير.
وقد تعرضت جزيرة مصيرة عام ١٩٧٧م لإعصار قوي صاحبه سقوط أمطار غزيرة بلغت (٤٣٠) ملم ، أحدثت فيضانات مدمرة. كما تعرضت السلطنة في بداية الألفية الثالثة إلى أنواء مناخية قوية أهمها (إعصار جونو) في ٥ يونيو ٢٠٠٧م بسرعة ریاح بلغت (٩٥,١) عقدة.
ومجموع تساقط أمطار بلغ (٤٠١) ملم (الشكل ٢١ب)، و(إعصار فيت) في ٥ يونيو ٢٠١٠م الذي يعد ثاني أقوى إعصار مداري يتشكل في بحر العرب بعد إعصار جونو، حيث بلغ معدل تساقط الأمطار (٢٠١) ملم، و(٨٥,١) عقدة في محطة رأس الحد. وقد أدت الأنواء المناخية إلى اضطراب حالة الجو وهطول أمطار غزيرة على مختلف محافظات السلطنة تسببت في جريان
الأودية وحدوث فيضانات جارفة نتج عنها تدمير البنية التحتية في بعض المحافظات وخسائر بشرية محدودة.