انتشار الاسلام في جنوب شرق اسيا
انتشر الإسلام بالطرق السلمية عن طريق التجار العرب الذين مارسوا تجارة التوابل والعاج والأحجار الكريمة على طول الساحل
الغربي جنوب الهند منذ القرن الثاني الهجري. وقد اختلط التجار المسلمون بأهالي البلاد، وتصاهروا معهم، واستقروا في المراكز التجارية على طول الساحل، وقاموا بنشر الدعوة الإسلامية بين السكان .
دخل الإسلام إلى منطقة جنوب شرقي آسيا عن طريق جهود كل من :
١- التجار العرب الأوائل الذين وفدوا من عُمان وحضرموت والساحل الجنوبي لليمن، ثم وصل من بعدهم التجار
المسلمون من الهند .وكان العرب يسيطرون على التجارة مع الشرق دون منازع ابتداءً من القرن العاشر حتى القرن الخامس
عشر الميلادي، حتى وصل البرتغاليون، ومن بعدهم الإسبان إلى تلك المناطق.
٢- الدعاة والعلماء المسلمون من عرب وهنود الذين قدموا إلى تلك المناطق ، وقاموا بشرح تعاليم الإسلام التي تتميز بالواقعية والبساطة، وهو ما جعل الناس يقبلون على الدين الإسلامي، حيث انحصر فهم سكانها للدين في خانة العبادات
وسلامة النفس. ومن جزيرتي جاوة وسومطرة انتقل الإسلام إلى جزيرة بورنيو، وانتشر على سواحلها الغربية والشمالية .
وقد تحولت سلطنة بروناي إلى الإسلام بعد أن ساد الإسلام الجزء الغربي من جزيرة بورنیو .
انتشار الإسلام في شبه جزيرة الملايو
هاجرت جماعات إسلامية تضم التجار والدعاة من غربي جزيرة سومطرة، واستقرت في الطرف الجنوبي من ملقا ،وأخذت في نشر الإسلام بين السكان منذ أواسط القرن الثاني عشر الميلادي . وكان لجهود الدعاة الذين قدموا من عمان وبقية
أنحاء شبه الجزيرة العربية إلى مَلَقا دور في انتشار الإسلام باتجاه الشمال إلى كل من سيام، وبورما. وهكذا نلاحظ أن انتشار الإسلام قد تم في تلك المناطق بالطرق السلمية، وهو أمر كان له أثر عميق على بناء هذه المجتمعات .