جغرافيا

نماذج من الاساليب الحديثة في الزراعة المستدامة

نماذج من الاساليب الحديثة في الزراعة المستدامة

١. الزراعة العضوية Organic Farming:
الزراعة العضوية هي أحد الأساليب الحديثة في الزراعة المُستدامة التي تضمن التكامل بين عناصر الإنتاج الزراعي المختلفة، وتعتمد على أسس وأساليب علمية مراعية التوازن الطبيعي، والحفاظ على المصادر الطبيعية، وتجهيز الأسمدة العضوية، والحفاظ على الأحياء الدقيقة النافعة وزيادتها، في سبيل زيادة خصوبة التربة، مما ينعكس على النبات من حيث النمو
الجيِّد، والمحصول العالي، والقدرة على مقاومة الآفات. إن الزراعة العضوية تلقى قبولاً في كثير من الدول المتقدمة كما تنتشر بسرعة في جميع دول العالم، وتمثل نسبة المنتجات العضوية في الغرب بحوالي ١٠٪، كما تقدَّر التجارة في المنتجات العضوية عالميًّا بحوالي ١١ بليون دولار، والمتوقع أن تصل إلى ١٠٠ بليون دولار في العشر سنوات القادمة ويوضَّح الجدول نسبة المساحة المعتمدة للزراعة العضوية في قارَّات العالم.

نسبة المساحة المعتمدة للزراعة العضوية في بعض قارات العالم

الأهداف الأساسية للإنتاج الزراعي العضوي :
تُحقق الزراعة العضوية مجموعة من الأهداف الأساسية التي تساعد على استدامة النشاط الزراعي، ومن أهمها:
إنتاج غذاء له قيمة غذائية عالية وبكميات كافية.
التفاعل البنَّاء مع جميع الأنظمة الطبيعية.
العمل على زيادة خصوبة التربة.
تشجيع وتنشيط النشاط الحيوي في الزراعة، بما يشتمل من الكائنات الحية الدقيقة، والنبات، والحيوان.
استخدام المصادر الطبيعية المتجددة في الزراعة.
تجنّب التلوث نتيجة إجراء العمليات الزراعية.
مراعاة التأثير البيئي والبعد الاجتماعي للنظام الزراعي المتبع.

المنتج العضوي Organic:
ينتج الغذاء العضوي بالطرق الطبيعية دون استعمال مبيدات، أو أسمدة كيميائية، أوهرمونات، أو مواد أخرى مصنعة. وهو يلقى إقبالاً متناميًّا في أنحاء العالم، خصوصًا في البلدان الصناعية. أما في الدول النامية فالإقبال عليه منخفض؛ بسبب ارتفاع كلفته والاعتماد على الطرق التقليدية في الزراعة.
وقد يكون شراء الطعام العضوي أفضل سبيل لتشجيع المزارعين على اعتماد الطرق الطبيعية، والتوقف عن نشر السموم في الأرض وفي مصادر المياه وفي الطعام الذي نتناوله.

خصائص الجودة ومميزات المنتجات العضوية:
ازداد حاليًّا اهتمام المستهلكين بشراء أغذية نظيفة وصحية ، وأصبح المستهلك يدرك خطورة استعمال الأسمدة
الكيماوية وبقايا المبيدات في الغذاء، وذلك لارتباط وجود هذه المواد بزيادة حالات السرطان والحساسية والأمراض الأخرى،
فهو يهتم بمعرفة مميزات ومحتويات المنتجات العضوية ، والتي تتمثل فى الآتى :

الغذاء المنتج عضويًّا أكثر صحة للإنسان، فالخضراوات والفاكهة العضوية تحتوي على فيتامينات ومغذيات ومضادات
أكسدة تقاوم السرطان أكثر ممَّا يحتويه الغذاء غير العضوي.
تتميز المنتجات العضوية بنكهة وطعم أفضل من المنتجات غير العضوية.
النظام العضوي لا يستخدم الكيماويات المصنَّعة مثل الأسمدة والمبيدات في إنتاج الطعام، ويمنع
استخدام الهرمونات والأدوية مع الحيوانات التي تربى تحت النظام العضوي.

يهدف النظام العضوي إلى الحفاظ على البيئة واستدامتها؛ وذلك بتقليل الاعتماد على المصادر غير المتجددة، فهو يسعى إلى الاستدامة حيث يتم التعامل مع البيئة والحياة البرية بطريقة جيدة.
النظام العضوي لايستخدم أي كائنات معدلة وراثيًّا في الإنتاج، والتي تم تحريمها بناءً على مقاييس الطعام والزراعة العضوية.
ينتج النظام العضوي غذاءً صحيًّا للثروة الحيوانية، فالقطعان التي تم تغذيتها بالنظام العضوي تخلو من الأمراض الخطيرة المنتشرة في العالم، كمرض جنون البقر .
يرتكز النظام العضوي على الفهم العلمي والحديث للبيئة وعلوم التربة، والذي بدورة يبنى على استخدام الطرق التقليدية للدورات الزراعية. ويوضح الشكلين التاليين الفرق بين الزراعة غير العضوية والزراعة العضوية.

الزراعة غير العضوية
الزراعة العضوية

٢. الزراعة المائية بدون تربة Hydroponics:
يُقصد بالزراعة المائية بدون تربة زراعة النباتات فى الماء كوسيط أساسي للنمو مضافًا إليه العناصر الغذائية اللازمة (الأسمدة) التي تحتاج إليها النباتات للنمو بصورة طبيعية، حيث لايتم إضافة أي بيئة صلبة (تربة) في هذا النظام شكل .

احد انظمة الزراعة المائية بدون تربة


تعود فكرة الزراعة المائية بدون تربة ضمن محاليل غذائية إلى القرن السابع عشر، حيث كانت هذه الفترة هي نواة التطور العلمي للزراعة المائية بدون تربة، ثم بدأت محاولات لتطوير هذه الأنظمة للأغراض التجارية البحتة، وأول محاولة جادة للزراعة بدون تربة بشكل تجاري كانت عام ١٩٣٠م للعالم (جيرايك)، حيث استطاع استزراع النباتات في وسط مائي مخلوط
مع محاليل مغذية دون توفر بيئة صلبة للزراعة.

اهتم العلماء بالزراعة المائية بدون تربة بعد ظهور الكثير من المشكلات المتعلقة بالتربة مثل: الأمراض، والأعشاب الضارة، وزيادة الملوحة. فبدأ الباحثون في قطاع العلوم الزراعية البحث عن حلول بديلة عن استخدام التربة كوسط لتربية النبات،فأجُرُوا أبحاثًا مختلفة على عدد من المواد العضوية التي يمكن أن تكون بديلة مثل البيتموس وألياف جوز الهند، أو مواد غير عضوية مثل الصوف الصخري والبيرليت المتواجد في مناطق عدة من العالم والذي يعتبر الأقل كلفة والأسهل استعمالاً.

استخدام البيرليت في الزراعة المائية بدون تربة

أهم مميزات نظام الزراعة المائية بدون تربة:

التحكم الدقيق بالرَّي والتسميد ومعالجة الوسط الغذائي والأمراض والأوبئة بسرعة وكفاءة عالية؛ مما يسهم في زيادة كفاءة التغذية وقلة التكاليف على المدى البعيد.
عدم الحاجة إلى عدد كبير من القوى العاملة للقيام بعمليات الإنتاج اللازمة في تحضير التربة، كالحراثة وغيرها من العمليات المتبعة في الزراعة التقليدية .
سهولة إجراء عمليات التعقيم للبيئات الزراعية المستخدمة مقارنة مع تعقيم التربة التقليدية .
زيادة الإنتاجية للزراعة بدون تربة مقارنة بالزراعة التقليدية؛ بسبب استغلال مساحة أقل بعدد نباتات أكثر.

إمكانية الإنتاج الزراعي في المناطق التي تقل فيها الأراضي الزراعية أو غير صالحة للزراعة .

إمكانية الإنتاج الزراعي في الدول التي لا تتوفر فيها المياه الصالحة للرَّي بكمية كبيرة.

تقدِّم حلولا للدول التي تمتاز بكثافة سكانية عالية، وتحتاج إلى منتجات زراعية بكميات كبيرة مقارنة بالمساحات الزراعية الصغيرة .

أما من أهم عيوب الزراعة المائية مقارنة بالطرق التقليدية للزراعة:

ارتفاع تكاليف الإنشاء الأولية على المدى القريب للزراعة بدون تربة مقارنة بالزراعة التقليدية، والتي تعوضها أرباح زيادة معدلات الإنتاج على المدى البعيد .

زيادة المتطلبات الفنّية لإدارة هذا النوع من المشاريع من الإداريين والمهندسين الفنيين المدربين.

استخدام التقنيات الجغرافية الحديثة في النشاط الزراعي :
قدَّمت التقنيات الجغرافية المتمثلة في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد الكثير من الحلول في مجالات التنمية والتخطيط الزراعي. حيث تتميز نظم المعلومات الجغرافية بقدرتها على جمع البيانات المتعلقة بالنشاط الزراعي وربطها بالخرائط المكانية على هيئة قواعد بيانات يمكن تحليلها، الأمر الذي يساعد صُنَّاع القرار على اختيار أفضل الحلول
للمشكلات التي قد تواجه الإنتاج الزراعي.
كما قدَّم الاستشعار عن بعد كثيرًا من الحلول التقنية في متابعة تطور المحاصيل على مساحات واسعة من أجل التعرُّف إلى أنواع المحاصيل المزروعة، وتقييم ظروف زراعتها، وتقدير حجم الإنتاج المحصولي، وتحديد خصائص التربة، وأساليب إدارتها، ومراقبة أساليب الزراعة.
ومن أهم استخدامات تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في النشاط الزراعي الآتي:

إنشاء خرائط استخدام الأراضي الزراعية.
دراسة خصائص التربة.
مراقبة ظروف النمو في الغابات باستخدام الصور الفضائية.
تتبع المحاصيل والتنبؤ بإنتاجيتها.
معرفة الأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية.
توظيف الصور الفضائية في فترات زمنية لمتابعة نمو المحصول في الموسم الواحد ولسنوات عديدة مع ربطها بالإحصاءات الإنتاجية الموسمية .
متابعة التغيّرات الحرارية المؤثرة على النبات .

الزراعة العضوية Organic Farming

أسلوب زراعي بيئي ذو أبعاد اقتصادية واجتماعية، يهدف إلى إنتاج غذاء نظيف بطرق آمنة، مع مراعاة التوازن الطبيعي،
ودون الإخلال بالنظام البيئي.

البيتموس:
عبارة عن مادة عضوية متحللة توجد في المناطق الرطبة من العالم على مساحات كبيرة تُعرف بمناجم البيتموس.

البيرليت:
عبارة عن حجر بركاني يتم طحنه وتسخينه على درجة حرارة مرتفعة، حيث يحدث له انتفاخ نتيجة خروج الهواء الساخن منه، وتتكون به فجوات هوائية.

يقصد بنظم المعلومات الجغرافية Geographic Information Systems (GIS)
أنظمة حاسوبية لجمع وتخزين وتحليل ومعالجة واسترجاع وعرض البيانات الجغرافية .

يقصد بالاستشعار عن بعد Remote Sensing (RS)
نظام يساعد على الحصول على معلومات عن الظواهر الجغرافية المختلفة بدون الاتصال المباشر بها من خلال الصور الفضائية .

مواضيع مشابهة

التعرية بفعل الامواج البحرية والاشكال الناتجة عنها

bayanelm

اغلفة كوكب الارض وعلاقتها بالانسان

bayanelm

عمان المناخ والنبات الطبيعي

bayanelm