نسب قبيلة الحبسي وقبيلة السيابي في سلطنة عمان
يقول الشيخ سالم بن حمود السيابي في كتاب الاعيان في انساب اهل عمان:
ومن قبائل النزار بعمان آل حبس وآل المسيب ، وهم أَيضاً من وائل، فإنهم ينتسبون إلى شهاب بن النويرة بن عمرو بن
الحارث بن زهير بن أبي النويرة بن ربيعة بن مرة بن زهير ابن جشم بن بكر بن حبيب بن غنم بن تغلب بن وائل بن
قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن اسد بن ربيعة ابن نزار بن معد بن عدنان .
وحبس ومسيب لقبان غلبا على هذين الرجلين ، ونزل آل حبس وآل المسيب جانباً من شرقية عمان، ومن أخص بلدانهم
في الايام الخالية الروضة، وهي كاسمها إِذ ذاك روضة غناء، وارفة الظل، حتى وقع ما وقع بين حبس ومسيب ونزغ الشيطان
بينهم ، فاغرى بعضهم على بعض، في فتنة أَهلية بالروضة، كما نزغ بين عبس وذبيان في قضية داحس والغبرا ، وكما أَوقع
الشر بين بني بكر وبني تغلب في قضية البسوس، حتى أَفنت الحرب رجالهم، وثارت حبس حين رأَت الغلبة عليها ، فحالفت
اليمانية في شرقية عمان، كآل الاسود، وآل الحارث بن كعب بن اليحمد، وآل حجر، ومن تعصب لهم، وفعلاً هاجموا
إخوتهم آل المسيب، باغتين لهم في مأمنهم، حتي تمكنوا منهم، وأخذوا ثارهم ، حسب قصدهم الذي اجتمعوا له ، فكانت
الغلبة لهم، وتولوا أَمر الروضة، عاضين على زمامها، متمركزين فيها ، بسلطة مؤلفة من تلك القبائل المشار إليها، واستعر العداء بين الفئتين، ولعب الشيطان فيهم، حتى باعد بين الحيين، وفرق بين الفئتين، وحتى تناسي القوم ما بينهم من الاواصر، وأَهملوا ما بينهم من الحقوق، ورضي آل حبس أن يكونوا يمانية بالحلف، ولم ترض آل المسيب بذلك، مع أَنه غضِب لهم من أَبناء عيصهم أناس ووعدوهم برد الكرة على حبس فلم يقبل آل المسيب أن يتقلدوا منة قبيلة أُخرى، في الانتقام من اخوتهم آل حبس، وتفرق آل المسيب في بلدان أُخرى، ومنها بلدان وادي سمائل، واحتلوا بلدة نفعا، معتاضين بها عن روضتهم، وسموا أَمكنة لهم بالروضة بأسمائها في نفعا، كالبليدة والعلو ونحوها، بدلاً من بليدة الروضة والعلو الذي لهم بها، وذلك فيما أَحسب أَيام ملوك بني نبهان، فاما آل حبس فلم يزالوا على منازلهم من الروضة والمضيبي وتوابعها، ولآل حبس شرف في قبائل الشرقية، وهم حجة ، وقد اقتتلوا فيما بينهم في هذه الايام الأخيرة، خصوصاً بالمضيبي، ووقع بينهم الشر، حتى أَفنى رجالهم الكمل، وعطل عيشهم الخضل، وأمحل ربعهم الخصب، وإِذا كان هذا فيما بينهم، فكيف فيما إبينهم
واخوتهم آل المسيب؟ وقد تردد عليهم الساعون في صلحهم ففشلوا، حتى بلغت الحال بهم إلى استشعار الهوان الذي
لاتقوم بعده قناتهم، وفيهم أَنشأ شاعر عمان الشيخ ابن شيخان قصيدته السينية التي مطلعها:
ذكرت أَسىَّ وبعض الذكر ينسي …وهي كفيلة بايضاح هذه الفتنة العمياء.
فحبس بن شهاب والمسيب بن شهاب . ومن حبس الشاعر راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العقري
الأَعمى، شاعر دولة آل يعرب، الذي وضع ترجمته الإِمام السالمي رحمه الله، في الجزء الثاني من تحفته، وبحث المؤلف أَي ·ؤلف الترجمة- في مقاله الذي يخبرفيه عن نسبه وعن عشيرته، وعلق عليه بما ليس له علاقة بمقامه ، حتى نسب إليه الجهل
بأَصله، وإنما الرجل غير مخطيء في مقاله، فهو الحبسي بحسب ما يشمله علم هذه القبيلة، وهو ازدي بحسب التداخل العماني ، فالرجلِ لم يخطي ولم يخلط كما نسب إِليه، وإنما في الحبوس من الأَزد بطِن مهم وهم الغساسنة ، والغساسنة قوم من اليمن من خصوص الأَزد، وعليه يحمل قول الشاعر الحبسي .
وليس ذلك بالعجيب في عمان ؛ فإنه موجود في عدة قبائل ، كآل صالح بن علي في آل الحارث بن كعب بن اليحمد ، وليسوا
منهم كما عرفت، وهذه كتبهم وأوراقهم كذلك حسب العرف العماني العام وهؤلاء آل الخليل لولا الامامة التي قامت في هذه الايام، فأَبرزت اسم الخليلي من مظانه، وأَخبرت أَنه من العنصر الخروصي ، لما كان يعرفهم أحد بهذا النسب إلا تخميناً أَنهم من خروص، والشيُّ إِذا طال عليه العهد اختفى ، والله أَعلم ، ولولا ذلك، لما كان اسم الخليلي معروفاً إلا شيخ بني رواحة، وبنو
رواحة معروفون أَنهم من عبس، وعبس من نزار، وهكذا .. فتختفي الأَحوال على مر الأَيام والليالي.
وهؤلاء شيوخ بني جابر ليسوا من ذبيان بل هم من غنيم.
وكذلك شيوخ الطوا، الذين هم أولاد سعيد على المشهور أنهم من آل الصلت بن مالك.
وكذلك شيوخ بني بو علي في جعلان، ليسوا من نفس القبيلة، إِنما هم صُلُوتٌ من أَهل حَلَم، دخلوا في بني بو علي
وتولوا رئاستهم .
وكذلك النباهنة الآن رؤساء على بني ريام .
وكثير غيرهم من أَهل عمان، يمانيون دخلوا في النزار، فترأَسوا فيهم، وكذلك نزاريون دخلوا في اليمن، فترأسوا فيهم، وكذلك يمانيون دخلوا في قبائل أُخرى ، يمانية من غير نسبهم، وانتسبوا فيهم وكذلك النزار وهلم جرا .. وهذا أمر لم يختصوا به بل شاركتهم فيه العرب في الجاهلية ، يعلم ذلك المطلع على السير، وفي تاريخهم أيضاً ذلك شائع ذائع،
لا يسع المقام ذكره، ولا يضر عرب تدخل في عرب، لكن المضر اخفاء النسب الأَصلي والانتساب بنسب مستحدث، وقد شنّع الشارع على أَهل هذا الشأن غاية التشنيع، وتوعَّدهم بأبشع الوعيد، ولعل قابل ذلك بنهاية اللعن ،وقد عرفت أن الأصول لايمكن تغييرها، فالفرع أَحرى بذلك، والنسب حجَّة في عدة أَشياءً في أَحكام الله عز وجل. نعم هنا بحث ينبغي أن يذكر، فيقال : ما بال علماء فقهاء يعرفون أُصولهم في قبيلة ويقبلون الانتساب الى القبيلة الأُخرى التي دخلوا فيها؟ ولهذا المقام جواب واضح ،ولكنه ليس من صددنا. ولِحبس الخطُّ الغربي من شرقية عمان،وعمدة بلدانهم المضيبي وتوابعها، الى سَمَد الشان، إلى الروضة، وهي من أَفخر بلدان الشرقية . ويرأَسهم الان بيت آل رشيد ورئيسهم الحالي محمد بن سعود .
وأَما آل المسيب فهم في وادي سمائل، وأَهم بلدانهم نفعا على وزن صنعا ، ولهم في وادي سمائل بلدان تمتد من الجردا إلى
السيب من الباطنة، ويرأَسهم هنا آل محسن بن سعيد، والآن الرئيس فيهم عبد الله بن سعيد بن محسن بن سعيد بن عبد الله ابن سعيد . ولهم في وادي الطائيین بلدان، ويرأَسهم هناك حمد ابن سيف، وهو رجل أَبْرَزَ رِئاسته بين زعماء ذلك الطرف،
ومنهم العلامة ابن جميل ،مؤلف كتاب السلك نظماً مزدوجاً، ومؤلف هذه الرسالة .