من هو الشاعر العماني ناصر بن سالم الرواحي
الملقب بـ (أبي مسلم البهلاني) أُدرج ضمن الشخصيات المؤثرة عالمياً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى على وفاته، حيث توفي عام 1920م وتم ذلك خلال انعقاد أعمال الدورة 40 لمؤتمر اليونيسكو العام بمقر المنظمة بباريس بتاريخ 14 من نوفمبر 2019م.
وتم اختيار أبي مسلم البهلاني باعتباره شاعراً ورائداً لصحافة المهجر في زنجبار، وكان تأثيره عالمياً تجاوز حدود الوطن ليصل إلى أجزاء كثيرة من الوطن العربي وشرق إفريقيا. وبذلك يُخلد اسم شاعر عمان الكبير في قائمة مبدعي العالم.
ونشأ أبو مسلم وتربى في منطقة «وادي محرم»، وأخذ العلم من والده العلامة القاضي سالم بن عديّم البهلاني الرواحي، ومن بعض علماء عُمان في ذلك العصر، وكان يتردد على محمد بن سليم الرواحي ببلدة السَّيح من وادي بني رواحة؛ ليتلقى عنه مبادئ علوم العربية، ثم اعتمد أبو مسلم بعدها على نفسه في تحصيل بقية العلوم وتأثر كثيرا بالشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي. وكان أبو مسلم قد تولى القضاء في زنجبار، بل صار رئيسا للقضاة هناك لعدد من سلاطين زنجبار الذين كان مقربا منهم، ومع القضاء كانت له حلقة لتعليم اللغة العربية والفقه تخرج منها العديد من الفقهاء والأعلام.
كما اعتنى كذلك بالتأليف، وترك العديد من المؤلفات منها الذي طبع ومنها المفقود وبعضها ما زال مخطوطا، ولعل أبرزها كتابه في الفقه الذي أعطاه اسم (نثار الجوهر) وقد أراده شرحا لأرجوزة الشيخ نور الدين السالمي الفقهية المطولة المسماة «جوهر النظام» وكان يخطط لجعل ذلك الشرح موسوعة فقهية كبرى من مجلدات كثيرة ولكن المنيّة عاجلته ولم ينجز منه سوى ثلاثة مجلدات أبانت عن قدرته الفائقة وإمكاناته العالية. ومن آثاره كتاب (العقيدة الوَهْبِيَّة) في العقيدة، حققه صالح بن سعيد القنوبي وعبدالله بن سعيد القنوبي، صاغه أبو مسلم على هيئة حوار بين أستاذ وتلميذه، وله أيضا كتاب (اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان بالأقطار الإفريقية الشرقية)، سجل فيه مشاهداته أثناء ملازمته للسلطان في تلك الرحلة، وصاغه نثرا وشعرا، وفيه امتدح الدولة البوسعيدية وأثنی على سلاطينها. ومن كتبه في الرسول الكريم كتاب (النور المحمدي)، وكتاب (الكنوز الصمدية في التوسل بالمعاجز المحمدية) -مخطوط- وكتاب (النشأة المحمدية في مولد خير البرية)، وله كتاب (النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني) الذي جمع فيه ما نظمه من أذكار، مع شروط كل ذكر وكيفية تلاوته، ويعكس الكتاب الجانب السلوكي الذي شكل نسبة كبيرة من شعر أبي مسلم، ومن آثاره أيضا كتاب (ألواح الأنوار وأرواح الأسرار) -مفقود- وأشار إليه في مقدمة «الوادي المقدس»، أول أذكار النفس الرحماني، ووصفه ابن أخيه سالم بن سليمان البهلاني بقوله في ترجمة أبي مسلم: «وهو كتاب شريف ذو قدر منيف في طريقة الذكر». وله كتاب (جواهر الأنوار وأرواح الأسرار) -مفقود-، ذكره في كتابه «نثار الجوهر»، وله أيضا كتاب (بحر الأنوار في مأثور الأدعية والأذكار) -مفقود- وغيرها.