انطلقت فعاليات منتدى هذا العام الذي تنظمه مجلة عالم الاقتصاد تحت عنوان “آفاق التنمية الاقتصادية في محافظة ظفار.. مرحلة التكامل والشراكة” بفندق ميلينيوم صلالة، بحضور صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار وعدد من الوزراء وكبار الشخصيات وقادة الأعمال، ما يؤكد أهمية المنتدى في صياغة مستقبل المنطقة الاقتصادي.
وقد تم إعداد جدول أعمال المنتدى بعناية شديدة للتأكيد على أهمية التكامل الاستراتيجي بين مختلف القطاعات، وتسليط الضوء على الحاجة إلى شراكات متعددة القطاعات لتعزيز القدرة التنافسية لظفار كوجهة استثمارية رئيسية. وكانت المناقشات متجذرة بقوة في فكرة أن البيئة والمناخ الفريدين لظفار يشكلان أصولاً رئيسية، إذا تم الاستفادة منها بشكل فعال، يمكن أن تساهم بشكل كبير في التنمية المستدامة وتتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية عمان 2040.
وكان محور النقاش في المنتدى هو استكشاف الاستراتيجيات والبرامج الرامية إلى الاستفادة من المزايا النسبية لمحافظة ظفار. واتفق المشاركون على أن تحقيق النمو الاقتصادي المستدام يتطلب جهودًا متضافرة لتعزيز التكامل بين القطاعات المختلفة، مع قيام القطاع الخاص بدور محوري في دعم المبادرات الحكومية. ويُنظر إلى هذا التعاون على أنه ضروري للتنفيذ الناجح للخطط الوطنية المصممة لرفع مكانة ظفار الاقتصادية.
وفي كلمته الافتتاحية، قدم الدكتور أحمد بن محسن الغساني، رئيس بلدية ظفار، عرضاً تفصيلياً للمشاريع التنموية الجارية في المحافظة، وأكد في كلمته على أهمية هذه المبادرات في إرساء أسس الازدهار الاقتصادي المستقبلي لمحافظة ظفار.
وتضمنت فعاليات المنتدى سلسلة من الكلمات الرئيسية وأوراق العمل والعروض المرئية التي تناولت جوانب مختلفة من التنمية الاقتصادية. كما قدمت حلقة نقاشية مركزية بعنوان “أهمية الشراكة والتكامل في دعم التنمية الاقتصادية في محافظة ظفار” منصة للخبراء لتبادل الأفكار حول أدوار المدن الصناعية والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة والانتقال إلى اقتصاد قائم على الابتكار. كما سلطت المناقشة الضوء على أهمية بناء القدرات الوطنية لتلبية متطلبات النمو المستدام، مع مساهمات من خبراء القطاعين العام والخاص.
وضمت قائمة الشخصيات البارزة في المناقشات المهندس سعيد المنذري، الرئيس التنفيذي لمجموعة إيثكا، والدكتور هلال الضامري، الرئيس التنفيذي لشركة ريسوت للأسمنت، والشيخ خليل الحارثي، الرئيس التنفيذي لشركة كريدت عمان، وغيرهم.
ومن أبرز المساهمات التي قدمها عبدالله بن محمد العبري، مدير عام وحدة الشراكة والتخصيص بوزارة المالية، حيث أكد العبري في ورقة العمل التي قدمها بعنوان “آفاق التنمية الاقتصادية في محافظة ظفار: مرحلة التكامل والشراكة” على الدور الحاسم للتعاون الاستراتيجي بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
كما شهد المنتدى مشاركة متحدثين بارزين آخرين، مثل غازي بن سعيد الحمر، مدير فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة ظفار، والمهندسة سومو بنت عامر تبوك، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة سومو ديزاين. وقد ساهمت آراؤهم في إثراء المناقشات، حيث قدمت وجهات نظر متنوعة حول كيفية تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة في المحافظة.
قدم أحمد بن حمدان الفارسي، أخصائي الإعلام في كريدت عمان، عرضًا مرئيًا حول جهود كريدت عمان لتعزيز منظومة التصدير في السلطنة وأهمية التأمين الائتماني للمصدرين العمانيين للتخفيف من المخاطر التجارية، حيث يمكّن التأمين الائتماني المصدرين من بيع منتجاتهم بثقة وأمان، دون القلق بشأن عدم السداد من قبل المشترين.
وفي ندوة منفصلة خلال المنتدى، تناول الدكتور أحمد الغساني، رئيس بلدية ظفار، قضية التنمية السياحية في محافظة ظفار، حيث قدم تحليلاً شاملاً لقطاع السياحة، مع التركيز على التنوع البيئي والموسمي الفريد في المنطقة، مما يجعل ظفار وجهة رئيسية للسياح على مدار العام.
وفي إطار تطلعه إلى المستقبل، اقترح الدكتور الغساني العديد من المشاريع المستقبلية المصممة لتعزيز التكامل بين مختلف القطاعات. وأكد على أهمية التركيز على الشراكات الاستراتيجية التي من شأنها أن تدفع النمو المستمر للسياحة في ظفار، وبالتالي ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية للزوار.