في عالم كتابة قصص الأطفال، يشكل الجانب البصري جزءًا لا يتجزأ من تجربة القراءة. فالرسوم التوضيحية ليست مجرد زخرفة، بل وسيلة لإيصال القصة ومشاعرها إلى عقول الصغار. ومع ذلك، تظل تكاليف الرسومات الجيدة عائقًا أمام الكثير من الكتّاب المبتدئين، ما يؤدي إلى بقاء الكثير من القصص حبيسة الأدراج، في انتظار ميزانية أو فرصة لا تأتي.
اليوم، أصبح من الممكن تجاوز هذه العقبة بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية التي توفّر حلولًا متكاملة لإنشاء كتب أطفال مصوّرة في وقت قياسي، وبدون الحاجة لأي خبرة في التصميم أو الرسم.
فيما يلي خمس أدوات فعالة يمكن استخدامها لإنشاء كتاب أطفال متكامل خلال أقل من ثلاثة أيام:
1. Craiyon
أداة ذكاء اصطناعي مجانية تتيح إنشاء صور توضيحية ملونة ومفعمة بالحياة بمجرد إدخال وصف نصي (prompt). لا تتطلب تسجيل حساب، وتوفر نتائج قريبة جدًا من الوصف المدخل.
الصور الناتجة قد تحتوي على شعار صغير في زاويتها، يمكن الإبقاء عليه كشكر رمزي للمطورين، أو إزالته باستخدام أدوات تحرير الصور.
2. Remove.bg
تُستخدم هذه الأداة لإزالة الخلفيات من الصور بسهولة. مفيدة بشكل خاص في تنسيق الشخصيات ضمن مشاهد مختلفة، أو عند تصميم فيديوهات ترويجية لكتاب الأطفال. كما تساعد على تصحيح أي خلل بصري ناتج عن توليد الصور بالذكاء الاصطناعي.
3. Adobe Firefly
واحدة من أكثر أدوات توليد الصور تطورًا، وتقدم رسومات بجودة عالية يمكن استخدامها في المشاريع الاحترافية. النسخة المجانية تسمح بعدد محدود من الاستخدامات شهريًا، لكنها كافية لإنشاء مشاهد رئيسية لكتاب أطفال.
4. ChatGPT
أداة مثالية لتوليد الأفكار، صياغة النصوص، تعديل الأسلوب، وتحسين البنية السردية. كما يمكن استخدامها لاقتراح شخصيات مناسبة للأطفال، وتقديم تحليل منطقي حول استخدام الرموز مثل الحيوانات بدلًا من الشخصيات البشرية، لتجنب مشكلات التمثيل والتنوع في كتب الأطفال.
5. Canva
من أقوى المنصات المجانية لتصميم الكتب والمواد البصرية. تقدم مكتبة ضخمة من القوالب، الرسومات، الصور، الفيديوهات، والمؤثرات الصوتية، إضافة إلى مولّد صور بالذكاء الاصطناعي وأدوات تصميم سهلة الاستخدام.
تمكّن المستخدم من تصميم كتاب كامل – من الغلاف حتى الصفحات الداخلية – دون الحاجة لأي برنامج تصميم متخصص. كما يمكن رفع صور من مصادر خارجية ودمجها بسهولة مع محتوى التصميم.
مستقبل النشر بين يدي الذكاء الاصطناعي
العديد من الشركات والمؤسسات بدأت بالفعل بدمج الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، لكن بعض المبدعين ما زالوا مترددين. الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الإبداع البشري، بل يعزّزه.
يمكن النظر إلى هذه الأدوات على أنها شركاء إنتاج، تساعد الكتّاب على تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس دون الحاجة إلى فريق ضخم أو ميزانية كبيرة.
سواء كان الهدف هو تأليف كتاب تفاعلي للأطفال، أو نشر سلسلة قصصية، فإن هذه الأدوات تمثل خطوة عملية وفعّالة نحو تحقيق ذلك بسرعة وسهولة.
المبدعون الذين يتقبلون هذه التكنولوجيا ويُحسنون استخدامها سيكونون في طليعة الجيل الجديد من صنّاع المحتوى.
الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا… بل فرصة تنتظر من يستغلها.
