عمان

صلالة.. من الحواضر العمانية

صلالة.. من الحواضر العمانية

الموقع الجغرافي لصلالة
تقع مدينة صلالة في جنوب سلطنة عُمان وتطل على بحر العرب من الجنوب وتحدها ولاية ثمريت من الشمال وولاية طاقة من الشرق وولاية رخيوت من الغرب وتجمع صلالة في تضاريسها بين الجبال والسهول والهضاب .
تعد مدينة صلالة المركز الإقليمي لمحافظة ظفار وتبعد عن مسقط حوالي ١٠٢٣ كم، وصلالة من بين (١٠) ولايات تتكون منها
محافظة ظفار، وهي: صلالة، ثمريت، طاقة ، مرباط ، سدح، رخيوت ، ضلكوت، مقشن، شليم وجزر الحلانيات والمزيونة.
ويدخل في نطاق مدينة صلالة مساحة كبيرة من سهل صلالة الساحلي ، وسلسلة جبال ظفار .
ويبلغ عدد سكان مدينة صلالة حوالي (١٧٢,٥٧٠) نسمة ويمثلون حوالي ٦٩,٢٪ من إجمالي سكان محافظة ظفار، حسب تعداد ٢٠١٠م.

وتكمن أهمية موقع مدينة صلالة في الآتي :
١- هيأ للمدينة تواصلاً حضارياً مع مختلف الحضارات القديمة والحديثة .
٢- وفّر للمدينة الحماية المناسبة من جهة الشمال نطراً لوجود الجبال .
٣- وفّر للمدينة مناخاً استثنائياً عن باقي أجزاء سلطنة عُمان.
٤- وفّر للمدينة موانئ طبيعية مع ظهير اقتصادي مناسب .

صلالة عبر التاريخ

شهدت مدينة صلالة عبر التاريخ قيام أكثر من حضارة، لا تزال آثارها قائمة إلى يومنا هذا، ولا تزال الجهود العلمية الاستكشافية مستمرة للوصول إلى تحديد دقيق للعصور التاريخية لتلك الحضارات.
وتدل الآثار المختلفة من كتابات ونقوش ومعالم في المواقع الأثرية ، والتي من بينها منطقة البليد ، ومنطقة الرباط، على وجود نشاط تجاري واسع للتصدير والاستيراد ، فكان اللبان، والخيول العربية الأصيلة ، وبعض التوابل، والمنتجات الزراعية الأخرى التي تشتهر بها صلالة، من أهم الصادرات إلى الأسواق العالمية القديمة ، ويؤكد عدد من الرحالة والمؤرخين من أمثال ((ماركو بولو)) و((ابن بطوطة)) في كتاباتهم، مكانة مدينة صلالة.

حيث قال ابن بطوطة عن ظفار ((ولهذه المدينة بساتين فيها موز كثير، وهو طيب الطعم، وبها أيضاً النارجيل، وقومها أهل تجارة لا عيش لهم إلا منها)).

وذكر الرحالة الصيني تشان جوركوا في سنة ١٢٥٠م عن ظفار بقوله :
((إن اللبان كان ضمن السلع المستوردة من ظفار، وأن الفيلة كانت تقوم بنقل اللبان إلى السفن)).

كما تظهر منطقة ((البليد)) كواحدة من أبرز المعالم الأثرية الشاهدة على المكانة التاريخية لمدينة صلالة ، حيث الحصن الشهير الذي تهدم بفعل عوامل التعرية ، وبقايا أرصفة الميناء والمساجد والمباني والمقابر المنتشرة على مساحة واسعة .

وتتعدد مواقع الآثار القديمة في مدينة صلالة بصورة لافته ، حيث توجد ثلاثة مواقع أثرية في المغسيل، وآثار جدران قديمة
ومقابر لما قبل الإسلام في عين أرزات ، وعين حمران ، وجدران وتقسيمات سواقي وبئر میاه في مدخل وادي نحیز .

صلالة في عهد النهضة المباركة
حظيت مدينة صلالة كغيرها من ولايات سلطنة عُمان باهتمام يتناسب ومكانتها التاريخية وطبيعتها الجغرافية منذ بداية عهد النهضة المبارة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – ، فشهدت تطورا كبيراً في مجالات عدة دون المساس برصيدها الحضاري إلا بقدر ما يضمن الحفاظ عليه وحمايته، باعتباره جزءاً من التراث وركناً من أركان الأصالة العمانية.
ومن المعالم الحضارية الحديثة في صلالة :
في المجال الثقافي والعلمي والرياضي :

  • جامعة ظفار الخاصة ، كلية العلوم التطبيقية ، والكلية التقنية ، وعدد كبير من مدارس التعليم العام والتعليم الأساسي تتقدمها المدرسة السعيدية التي أنشئت قبل عهد النهضة المباركة .
  • منتّزه البليد الأثري الذي يحوي متحف أرض اللبان .

في المجال الصحي :

  • مستشفى السلطان قابوس ، ومعهد التمريض والمراكز الصحية في نيابات الولاية .

في المجال الاقتصادى :

  • محطة البحوث الزراعية ومراكز الإرشاد الزراعي في كل من سهل صلالة، وقيرون حيريتي.
  • المنطقة الصناعية في ريسوت التي تضم العديد من المصانع الانتاجية منها مصنع الأسمنت
    ومصنع الأدوية، والصناعات الغذائية .
  • ميناء صلالة والذي يعد أكبر الموانىء لاستقبال سفن الحاويات .

وتتنوع في صلالة الحرف والصناعات، فمن الحرف التي تشتهر بها : النجارة ، الحدادة ، الرعي وتربية الماشية ، الخياطة والتطريز، الزراعة والتجارة .
ومن الصناعات: صناعة القوارب والسنابيق ، صناعة الفخار ، السعفيات ، الحبال ، مشتقات الألبان ، شباك الصيد ، الحلويات ، صناعة الذهب والفضة ، الصناعات الخشبية والجلدية .
وتزخر شواطئ صلالة بثروة سمكية هائلة نظراً لسعة شواطئها المطلة على المحيط الهندي ، وتتعدد لديها أنواع من الأسماك التي أصبحت تشكل الآن مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي لسلطنة عُمان ومن هذه الأنواع الشارخة والصفيلح والروبيان.

المعالم السياحية

تتميز مدينة صلالة بجو استثنائي في فصل الصيف ، تنفرد به عن باقي محافظات سلطنة عُمان، حيث تستقبل جبالها كميات من الأمطار التي تسببها الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، وتكون هذه الأمطار على شكل رذاذ خفيف ومتواصل في معظم الأحيان ، ويسمى هذا الفصل محلياً (بالخريف). و يمتد من أواخر يونيو إلى أواخر سبتمبر ، وفيه تنخفض
درجات الحرارة عن معدلها السنوي ، وتجري المياه في العيون بغزارة، وتتدفق بعض الشلالات، وتزدهر المراعي الخضراء وتجري المياه في بعض الأودية، وتتشكل النوافير الطبيعية في شواطئ المغسيل ، كما أن محافظة ظفار تشتهر بوجود عدد كبير من الكهوف. كل ذلك يعد من مقومات الجذب السياحي الطبيعي ، والذي يقترن بمقومات الجذب السياحي البشري ، فتحول محافظة ظفار إلى مصيف جميل ورائع يتمتع به العمانيون وضيوفهم السياح العرب والأجانب .

ومن المعالم السياحية الأخرى في مدينة صلالة : الأضرحة الدينية والمناطق الأثرية التي سبق ذكرها ودحقه الناقة ، والمعالم الطبيعية المتمثلة في الجبال الخضراء (جبل وادي نحیز، وجبل حمرير وجبل أتين) والسهول الفسيحة (سهل أتين، وسهل صحلنوت) والأودية الجميلة (وادي جرزيز، ووادي صحلنوت) بالإضافة إلى العيون المائية المتدفقة (عين حمران، وعين
جرزيز، وعين صحلنوت).
وتعد الشواطىء الخلابة بما توفره من مناظر جميلة ونافورات طبيعية من أماكن الجذب السياحي في صلالة حيث شاطىء المغسيل، وشاطىء ريسوت، وشاطىء صلالة ، هذا بالإضافة إلى الخدمات السياحية التي يقدمها القطاع الخاص من خلال الفنادق والاستراحات والمطاعم السياحية المنتشرة في مختلف أحياء صلالة.

مواضيع مشابهة

عمان بين القرنين الثاني والسادس الهجريين

bayanelm

كيف استطيع إعادة ضبط كلمة السر لتحويل الرصيد في اوريدو عمان

bayanelm

نسب قبيلة اليعقوبي في سلطنة عمان

bayanelm