كانت أوروبا تنتظر لترى ما إذا كان بنك إنجلترا سيقدم على خفض مفاجئ لأسعار الفائدة في وقت لاحق. ويُنظر إلى هذا باعتباره فرصة ضئيلة، لذا فقد كان المتفائلون راضين في الوقت الحالي عن أول خفض لأسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ أربع سنوات.
ودفع الخفض، واحتمالات المزيد منه قبل نهاية العام، مؤشر MSCI للأسهم العالمية الذي يضم 47 دولة إلى الاقتراب من أعلى مستوياته على الإطلاق. وارتفعت العقود الآجلة في وول ستريت بعد أن سجل مؤشر S&P 500 أعلى مستوياته على الإطلاق بين عشية وضحاها، كما افتتحت أوروبا بقوة.
وفي أسواق العملات، تغلب الدولار على انخفاضه الأولي الذي أعقب قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتمتع محبو الذهب في لندن بأحدث مستويات ارتفاع السبائك، كما زادت قوة النفط والمعادن الصناعية بفضل الرأي القائل بأن انخفاض أسعار الفائدة يعني زيادة الطلب.
وقال إلياس حداد، كبير استراتيجيي الأسواق في براون براذرز هاريمان: “خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل متساهل للغاية. وهذا يبشر بالخير للأصول الخطرة”، مضيفا أن هذا من المرجح أن يبقي الضغوط على الدولار.
خفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة القياسية بمقدار 50 نقطة أساس إلى 4.75%-5%. كما خفض بشكل كبير متوسط توقعات واضعي أسعار الفائدة في المستقبل، رغم أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أكد على الحذر.
وقال باول للصحفيين بعد الإعلان عن خفض النقاط بمقدار نصف نقطة “لا أعتقد أنه ينبغي لأحد أن ينظر إلى هذا ويقول، أوه، هذه هي الوتيرة الجديدة”.
“إننا نعمل على إعادة ضبط السياسة النقدية على مدى فترة زمنية محددة حتى تصل إلى مستوى أكثر حيادية. ونحن نتحرك بالوتيرة التي نعتقد أنها مناسبة، في ضوء التطورات التي يشهدها الاقتصاد”. وفي أوروبا، كان الدولار بعيداً عن أدنى مستوياته التي سجلها مؤخراً مقابل اليورو، عند 1.1127 دولار، واستقر عند حوالي 142.70 ين، بعد أن ارتفع إلى 143.95 ين.
كانت أسواق السندات تعيد ضبط نفسها أيضًا بعد فترة نشاطها الأخيرة. فقد بلغت عائدات سندات الخزانة لأجل عشر سنوات أقل بقليل من 3.7% مقارنة بـ 4.7% في أبريل/نيسان، في حين بلغ مؤشر أوروبا القياسي ــ السندات الألمانية لأجل عشر سنوات ــ 2.2%، وهو أعلى مستوى له في أسبوع ونصف.
بنك انجلترا
ولم يكن الأمر كله متعلقا ببنك الاحتياطي الفيدرالي. فقد أبقى البنك المركزي النرويجي أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها في 16 عاما لكنه أشار إلى أنه قد يخفضها العام المقبل، في حين من المقرر أن يصدر بنك إنجلترا قراره في الساعة 1100 بتوقيت جرينتش.
أدت بيانات التضخم في قطاع الخدمات في المملكة المتحدة الصادرة يوم الأربعاء إلى تراجع المتعاملين في رهاناتهم على أن بنك إنجلترا قد يخفض أسعار الفائدة في المملكة المتحدة من 5% مرة أخرى، على الرغم من أنهم لا يزالون يقدرون احتمالية تصل إلى 20%.
وفي آسيا، قادت موجة الصعود مؤشر نيكي الياباني إلى الارتفاع بنسبة 2.1 في المائة خلال الليل، كما دفعت أسواق الأسهم في أستراليا وإندونيسيا إلى مستويات قياسية مرتفعة.
كما ساعدت التوقعات بأن بنك الشعب الصيني سوف يخفف سياسته النقدية يوم الجمعة. فقد انخفضت عائدات السندات الصينية مرة أخرى، وبلغ اليوان أعلى مستوى له في 16 شهرا عند 7.0640 مقابل الدولار، وقفز مؤشر هانغ سنغ في هونج كونج بأكثر من 2 في المائة.
وكان أحد العوامل المثبطة للسوق عودة كوريا الجنوبية من عطلة مع عمليات بيع مكثفة في شركات صناعة الرقائق الإلكترونية، بعد مذكرة متشائمة من مورجان ستانلي خفضت السعر المستهدف لشركة إس كيه هاينكس إلى النصف. وهبطت أسهم إس كيه هاينكس بنسبة 6% وهبطت أسهم سامسونج بنسبة 1.6%.
ولكن أسواق السلع الأساسية لم تعد تعاني من مثل هذه المخاوف. فقد ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1%، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي إلى ما يزيد على 74 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من أسبوع، وبلغ سعر الخام الأميركي 71.50 دولاراً.
وارتفعت أسعار المعادن الصناعية العالمية الرائدة مثل النحاس والألومنيوم والنيكل بنسبة 1-1.4 في المائة.
سيختتم بنك اليابان أسبوعا مليئا بالقرارات المتعلقة بأسعار الفائدة يوم الجمعة. ومن غير المتوقع أن يتخذ البنك أي إجراء خلال هذا الاجتماع، ولكن على النقيض من الاتجاه العالمي الأوسع نطاقا، فإنه قد يقرر رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول. — رويترز
