انواع السياحة

انواع السياحة

هل تعلم أن هناك أنواعًا مختلفة للسياحة تتعدد أسس تصنيفها حسب معايير مختلفة؟ … كما هو واضح في الشكل ، يتبيّن لك أن أكثر أنواع السياحة تندرج ضمن معيار الغاية أو الهدف وهو الأكثر شيوعا في تصنيف السياحة، لذا سنتناول هذه الأنواع بشيءٍ من التفصيل.

١. السياحة الثقافيَّة Cultural Tourism:
تعتبر أحد أهم الأنواع السياحية، حيث تقدّر منظمة السياحة العالمية (WTO) أنها تشكِّل ما نسبته ٣٧٪ من إجمالي سوق السياحة. ويقصد بالسياحة الثقافية رغبة الأفراد في تنمية معارفهم وخبراتهم من خلال تعرفهم إلى التراث الثقافي الموجود في المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية ومواقع التراث العمراني والتي تعدَّ شواهد على الحضارات القديمة، فنجد مثلاً وفود السُّيَّاح لا سيما من قارة أوروبا إلى منطقة الشرق الأوسط وتحديدًا إلى سلطنة عُمان والعراق ودول بلاد الشام ومصر والمغرب العربي بغية التعرُّف إلى أماكنها السياحية الثقافية.

كما يهتم السُّيَّاح في هذا النوع من السياحة اكتشاف عادات وتقاليد وثقافات الشعوب الأخرى، وهذا ما يسمى بالتراث الثقافي غير المادي (Intangible Cultural Heritage)، فيتعرفون إلى طرق حياة الشعوب ومأكلهم وملبسهم من خلال ما يقام في الدول المُضيفة للسُّياح من مهرجانات ثقافيَّة مختلفة.

وإذا كان الدافع الأساسي للسُّيَّاح ضمن هذا النوع هو تعلّم أشياء جديدة وخوض التجارب المفيدة وبصورة لا تنفصل عن عناصر الاسترخاء والمتعة والتسلية، فإن زيارة السُّيَّاح للمراكز العلمية والثقافية والبحثية المعاصرة، وكذلك البعثات الدراسية والمؤتمرات والندوات العلمية تعتبر ضمن هذا النوع من السياحة.

٢. السياحة الترفيهيَّة Recreational Tourism:
وهذا النوع من السياحة هو السائد في المجتمعات لاسيما في أيام الأعياد وإجازات الصيف والشتاء، إذ يسافر العديد من الناس إلى الأماكن ذات الطبيعة الخلابة (قد تكون مصايف جميلة صيفًا أو مشاتي) للاستمتاع بالهواء النقي والخلود للراحة بعيدًا عن جو العمل الروتيني اليومي.
ونجد أن هذا النوع من السياحة يتضمن ممارسة أنشطة مختلفة في أثناء الإجازة: كتسلّق الجبال (جبال الهملايا في شبه القارة الهندية، وهضبة التبت)، والتزلَّج على الجليد (لبنان، سويسرا ، النمسا)، والتزلُّج على الماء (العقبة في الأردن)، والتزلَّج على الرمال (رمال الشرقية بسلطنة عُمان)، أو زيارة الأماكن الترفيهية كالمسارح وقاعات السينما والسيرك وغيرها.

٣. السياحة الرياضيَّة Sport Tourism:
بدأت السياحة الرياضية في الظهور منذ بداية القرن العشرين، إلا أنها لم تأخذ مكانتها المناسبة اقتصاديًّا إلا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، فقد أثّرت الرياضة بصورة واضحة في النمو الاقتصادي العالمي، وذلك لزيادة اهتمام المجتمعات البشرية بها على مستوى العالم، ولما لها أيضًا من دور مهم في تعزيز الأخوَّة والصداقة الإنسانية والتفاهم بين الشعوب والمجتمعات، حيث ساهم التطوُّر المستمر في وسائل النقل والاتصال المختلفة في دعم السياحة الرياضية وتنشيطها.

ونظرً ا لأهمية السياحة الرياضيَّة والمهن المصاحبة لها، فقد تم تأسيس المجلس العالمي للسياحة الرياضية في عام ١٩٩٠م، بهدف إيجاد مركز مهني متخصص في قضايا السياحة الرياضية يعزُّز الأبحاث المطلوبة حول دور السياحة الرياضيَّة، وربطها بالمنظمات والمجموعات الرياضية والقطاعات الأخرى ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بصناعة السياحة.

٤. السياحة العلاجيَّة Medical Tourism:
ويقصد بها سفر الناس إلى مناطق مختلفة من بلدان العالم طلبًا للعلاج والاستشفاء من الأمراض، ومن أنواعها حسب
الوسائل الطبيعية المستخدمة في العلاج:

أ. السياحة العلاجية المناخية:
يتم العلاج هنا عن طريق المناخ، وذلك مثل بعض الأمراض التي تعالج في الجبال، والبعض الآخر في البحار وغيرها. ومثال ذلك واحة سيوة بمصر حيث المناخ الجاف والرمال الساخنة التي تساعد على علاج آلام المفاصل والعمود الفقري، إضافة إلى وجود العيون المائية المعدنية بها.

ب. السياحة العلاجيَّة المعدنيَّة:
وهي الأكثر انتشارًا، حيث يقصد السُّيَّاح العيون المعدنية، وعيون اليود الكبريتية المفيدة في علاج الأمراض، ففي عهد الرومان كان الناس يسافرون إلى مناطق العيون للعلاج من أمراض الروماتيزم والدورة الدموية، وبقيت العيون المعدنية مناطق جذب سياحي إلى وقتنا الحاضر. فمثلاً يقصد الناس عين الكسفة في الرستاق ذات المياه الحارة؛ بهدف الاستشفاء
من الأمراض المختلفة، إضافة إلى عين وضّاح في بهلاء ذات المياه الكبريتية، وفي الأردن مناطق طبيعية متنوعة يقصدها السَّياح من أقطار الوطن العربي وبخاصة من دول الخليج العربية ومن الأقطار الأوروبية لقضاء ليال عدة من أجل الاستشفاء من الأمراض المزمنة، ومن هذه المناطق: الينابيع المعدنية والكبريتية الحارة في غور الأردن التي ساعدت مياهها على علاج كثير من أمراض حساسية الجلد، وأمراض حساسية الجهاز التنفسي، وأمراض الروماتيزم، وتشنج العضلات والمفاصل .

٥. السياحة الدينيَّة Religious Tourism:
تعدُّ من أقدم أنواع السفر، وتتمثل في سفر الأفراد والجماعات لزيارة الأماكن المقدسة والإقامة فيها لفترة من الزمن مستخدمين مرافق وخدمات معدَّة للسياحة سواء أكانت فنادق أم شققًا فندقية وغيرها، وهذا النوع من السياحة يتميز باستمراريته دون انقطاع ويولِّد شعورًا بالراحة النفسية لدى الزائر؛ لأنه يركز على تلبية النداء الديني، ومن الأماكن المقدسة التي يرتادها السيَّاح في الوطن العربي الآتي:

مكة المكرمة حيث يوجد فيها البيت الحرام (الكعبة)، وموقع عرفات، ومِنى، والمزدلفة.

المدينة المنورة ويوجد فيها المسجد النبوي، وقبر الرسول وللل*، ومواقع غزوتي بدر وأحد.

القدس ويوجد فيها المسجد الأقصى (بيت المقدس)، إضافة إلى قبة الصخرة.

٦. سياحة الأعمال Business Tourism:
وتتمثل في سفر الأشخاص والوفود بهدف عقد اللقاءات والمشاركة في الندوات والمؤتمرات والمعارض، وطالما أنهم يستخدمون المرافق السياحية كالفنادق ويقضون أوقات فراغهم فيها فإنهم في حالة الجمع ما بين السياحة الترفيهية والعمل وينفقون الأموال عليها، لذلك فإن حركتهم وتنقلهم يعدَّ نوعًا من أنواع السياحة. ففي سلطنة عُمان تكثر اللقاءات، وتعقد الندوات والمؤتمرات وتقام المعارض التجارية والصناعية، مما يجذب إليها الكثير من المهتمين من رجال الأعمال .

٧. سياحة الفضاء Space Tourism:
هي السفر إلى الفضاء لأغراض ترفيهية أو ترويحية أو مهنية ، حيث ظهر في السنوات الأخيرة عددٌ من الشركات الناشئة، تَأمَلُ بإنشاء صناعة سياحة الفضاء. وفي كل الأحوال فإن رحلات الفضاء السياحية ما زالت محدودة ومكلفة .

٨. السياحة البيئيَّة Eco – tourism:
تعتبر أحد أهم أنواع السياحة الحديثة وأكثرها شهرة بفضل ما تنطوي عليه من أنشطة متنوعة تغطي أغلب البيئات الطبيعية والحضارية في العالم، وقد ظهر مصطلح السياحة البيئية في مطلع الثمانينات من القرن العشرين، عندما بدأت الحكومات في أنحاء مختلفة من العالم بتخصيص مناطق معينة كمحميات طبيعية ليتطوَّر هذا المصطلح فيما بعد ويصبح مرادفًا لنوع جديد من الأنشطة السياحية الصديقة للبيئة والذي يمارس الإنسان من خلاله أنشطته وحياته محافظًا على الميراث الفطري الطبيعي والحضاري للبيئية التي يعيش فيها، مع التأكيد أن هذه الممارسات من قبل الإنسان ليس حرًّا فيها يفعل ما يشاء من دون حساب، وإنما هو مسؤول عمَّا يفعله، لذا فقد ظهرت مسميَّات ومصطلحات مرادفة للسياحة البيئيَّة، فتسمى أحيانًا بالسياحة المسؤولة، أو السياحة الخضراء، أو البديلة، أو سياحة الفضاءات المفتوحة، أو السياحة البيئية المستدامة.
وبالرغم من تعدد المسميَّات إلا أنها تهدف جميعًا إلى توضيح ذلك النوع من السياحة الذي يعتمد على الترفيه والترويح عن النفس من خلال البيئة، لذا فقد وردت تعريفات متعددة توضِّح السياحة البيئيَّة منها تعريف المنظمة العالمية للبيئة والتي أوضحت أن السياحة البيئية تمثّل ((السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضارتها في الماضي والحاضر).

وكما يتضح أن السياحة البيئيَّة تعتمد في المقام الأول على توافر المحيط المادي النظيف والبيئات المحمية والأنماط الثقافية المميزة للمجتمعات المحلية، لذا فإن المناطق السياحية التي لا تتوافر بها هذه المقومات تفقد جزءًا كبيرًا من عناصر جذبها السِّياحي فتعاني نقصًا في عدد السُّياح ونوعيتهم، وهو ما يؤدي بدوره إلى التأثير في العوائد الاقتصادية منها على المدى القريب والبعيد . ونتيجة لما تجمعه السياحة البيئية من اهتمام واضح بالطبيعة بجميع جوانبها إضافةً للجوانب
الحضارية للمجتمعات المحلية، فقد شملت على أنواع متعددة منها :

سياحة المحميات الطبيعية أو السياحة الفطرية.
السياحة الخضراء: سياحة السهول والغابات والمنتزهات، ومراقبة الطيور والحيوانات.
سياحة صيد الحيوانات البرية، والطيور، والأسماك.
السياحة الساحلية، وسياحة الغوص.
رحلات السفاري، والصحراء.
تسلق الجبال.
تأمُّل الطبيعة واكتشاف ما فيها.
السياحة الجيولوجية .
التجول في المناطق الأثرية.

ونظرًا لتعدد الأنواع السياحية ضمن السياحة البيئية، سوف نتناول السياحة الجيولوجية، وهو أحد أنواعها بشيء من التوضيح؛ وذلك لحداثة هذا النوع نسبيًّا إضافة لأهميته الكبرى لوطنك عُمان.

السياحة الجيولوجيَّة Geotourism:
هي إحدى الأشكال الجديدة للسياحة البيئية المستدامة، والتي تهدف إلى استخدام مواقع ذات خصائص جيولوجية فريدة دون تعرضها للتلف أو الدمار، وحيث إن الأنواع السياحية المختلفة ضمن السياحة البيئية تتعامل مع السِّمات الحيوية والحضارية، فإن السياحة الجيولوجية تتعامل مع السمات غير الحيوية (الأشياء غير الحيَّة) مثل: التضاريس، والمميزات
الجيولوجية.

وعلى الرغم من قدم السياحة الجيولوجية إلا أن الاعتراف بها كنمط سياحي واضح كان في بداية التسعينات من القرن العشرين، لذا فإن الدول التي تتوافر بها المقومات الجيولوجيَّة الفريدة سارعت بتنشيط هذا النوع من السياحة مثل سلطنة عُمان ، والتي توجد بمعظم أرجائها تكوينات جيولوجية فريدة من نوعها على مستوى العالم، وأيضًا نجد أن أستراليا روّجت للعديد من المواقع الجيولوجية الفريدة لديها وحافظت على خصائصها الطبيعية؛ كجبال أولورو- كاتاتجوتا.

كما اهتمَّت المنظمات الدولية بالسياحة الجيولوجية، فمثلا قامت اليونسكو بتعزيز برامج المحافظة على التنوع الجيولوجي للمساعدة في تطوير وزيادة أهمية الوعي بالسياحة الجيولوجية على المستويين الإقليمي والدولي.

اضف الى معلوماتك:

المجلس العالمي للمعالم والمواقع الأثرية (ICOMOS) منظّمة مختصة بتعزيز عمليات المحافظة والحماية للمعالم الأثرية
والمواقع العمرانية وتأهيلها وتحسينها للمستوى الدولي.

متحف اللوفر في باريس بفرنسا يعتبر من أهم متاحف الفن في العالم وهو عبارة عن قلعة بُنيت عام ١١٩٠م، ثم تحوَّلت متحفًا
في ١٠ / أغسطس / ١٧٩٣م.

توجد رئاسة المجلس العالمي للسياحة الرياضيَّة في أوتاوا بكندا.
تبلغ نسبة السياحة الرياضيَّة من إجمالي سوق السياحة الدولية ٣٢٪.
حققت البرازيل مكاسب مالية كبيرة تناهز ١٧ مليار دولار من احتضانها لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠١٤م، كما شملت المكاسب أيضًا تنمية البنية الأساسية والقطاع السياحي.

• استخدمت بعض المنظمات كاتحاد رحلات الفضاء التجارية مصطلح «رحلات الفضاء الشخصية» كبديل لمصطلح
  (سياحة الفضاء).
• السيدة أنوشه أنصاري شكل (١٣)، هي أول امرأة مسلمة تقوم برحلة إلى الفضاء، كما أنها أول سائحة في العالم تقوم برحلة إلى الفضاء ، حيث انطلقت بتاريخ ٢٠٠٦/٩/١٨ من قاعدة بايكونور في كازاخستان على متن الصاروخ الروسي سويوز وبقيت في الفضاء والمحطة الدولية عشرة أيام بكلفة /٢٠/مليون دولار.

تعتبر أستراليا أكثر الوجهات السياحية تنشيطا للسياحة البيئية، حيث اهتمت بتنشيط هذا القطاع من خلال تطوير
الحدائق القومية .

عقد المؤتمر العالمي الثالث للسياحة الجيولوجية عام ٢٠١١م في العاصمة العُمانية مسقط، وذلك نظرًا لما تتمتع به
عُمان من مقومات جيولوجية فريدة على مستوى العالم إضافة إلى ترويج السياحة الجيولوجية المستدامة بها.

السياحة المسؤولة:

((هي التحلي بالمسؤولية في استغلال السياحة من أجل التنمية المستدامة».