انحسار ونهاية الدولة الفاطمية

انحسار ونهاية الدولة الفاطمية

بعد وفاة المستنصر بالله، بدأت الخلافة بين أبناءه حول من سيخلفه. كان من المفترض أن يتولى الابن الأكبر نزار المصطفى لدين الله الخلافة، لكن المستنصر قرر نقل ولاية العهد إلى ابنه الأصغر المستعلي بالله، بناءً على ضغوط من وزيره الأفضل شاهنشاه. أدى هذا القرار إلى انقسام في المذهب الإسماعيلي بين مؤيدي خلافة نزار (النزارية) والمستعلي (المستعلية). في هذه الفترة، وصل الحسن بن الصباح إلى مصر لتحصيل العلوم الإسماعيلية، واندلعت الخلافات بسبب تأييده لخلافة نزار، فغضب الأفضل وسجنه. لكنه تمكن من الهروب لاحقًا وأسس جماعة الحشاشين في أصبهان.

وفي ظل هذه الظروف، وصل الصليبيون إلى المشرق وأسهموا في زعزعة استقرار المنطقة. حاول الوزير الفاطمي الأفضل استعادة بلاد الشام، فنجح في استعادة القدس ولكن بعد معركة عسقلان الشهيرة، خسر الفاطميون آخر أملاكهم في الشام.

توفي المستعلي بسرعة ليخلفه ابنه الآمر بأحكام الله، الذي بدأ حكمه بالقوة، إلا أنَّ وزيره الأفضل قام بتدبير مؤامرة لاغتياله. بعد وفاته، تولى الحاكم الفاطمي الحافظ لدين الله، لكنه ظل ضعيفًا بسبب نفوذ الوزراء. شهدت الدولة الفاطمية فترة من الفوضى، حيث توافد وزراء مختلفون على الحكم، وكان بعضهم من غير المسلمين مثل بهرام الأرمني.

ثم جاء شاور بن مجير، الذي أرسل إلى نور الدين الزنكي للحصول على مساعدته في استعادة مصر. قاد أسد الدين شيركوه حملة إلى مصر في سنة 559 هـ ونجح في استعادة القاهرة، حيث أصبح صلاح الدين الأيوبي وزيرًا في الدولة الفاطمية.

وبتولي صلاح الدين الأيوبي منصب الوزارة، بدأ في تقوية قبضته على السلطة تدريجيًا. في 1169م، قرر صلاح الدين قطع الخطبة للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله وإعادتها للخليفة العباسي، وبذلك انتهت الخلافة الفاطمية رسميًا في 1171م، بعد 262 عامًا من الحكم. توفي العاضد بعد هذه الأحداث مباشرةً، لتكون نهاية الدولة الفاطمية فعلًا.

Visited 4 times, 1 visit(s) today

الرابط المختصر للمقال: https://bayanelm.com/?p=30449

Related Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *