Blog

المخرجات في النظام السياحي

المخرجات في النظام السياحي

نظرًا لما للسياحة من دورٍ مهم في اقتصاديات كثير من دول العالم، فإنها تسعى إلى إبراز معالمِها وتنمية مواردها السياحية،
لضمان استمراريتها وتطوّرها من خلال إنشاء المشروعات السياحية وتقديم التسهيلات السياحية بهدف جذب السُّياح
نحوها، وتتمثل مخرجات النظام السياحي في النتائج والآثار المترتبة من تفاعل مدخلاته وعملياته .

أولا: الآثار الاقتصاديَّة للسياحة

أ. أثر السياحة في الدخل :
تعدُّ السياحة من القطاعات الإنتاجية المؤثرة في اقتصاد كثير من الدول، فالسائح يدفع مبالغ مقابل إقامته وتنقله ومقابل استهلاكه الشخصي من مأكل ومشرب، وغالبًا ما تكون هذه النفقات بالعملات الأجنبية كالدولار، واليورو، والفرنك الفرنسي، والجنيه الإسترليني، والين الياباني، وكلها تندرج ضمن العملات الصعبة. وهذا الإنفاق يمثَل مصدرًا للدخل بالنسبة للسُّكان المقيمين في المناطق السياحية. لذلك فإن كثيرًا من الدول تهتم اهتمامًا كبيرًا بالسياحة وتفتح باب الاستثمار في القطاع السياحي لقناعة منها بأن الاستثمار السياحي له أثر كبير في تنويع مصادر الدخل القومي للبلاد من جهة، ومن جهة أخرى لا يمكن إحداث نمو صناعة سياحية إذا لم يتوافر المناخ الاستثماري المشجِّع له، مما جعل كثير من الدول تنفق أموالاً طائلةً لتنشيط الحركة السياحية فيها.

وعلى سبيل المثال، فقد بلغت حركة السياحة في تركيا عام ١٩٧٥م نحو (٨٠٠,٠٠٠) ثمانمائة ألف سائح وحققت عائدًا بنحو (٧٠٠,٠٠٠) سبعمائة ألف دولار، بينما بلغت في عام ١٩٩٨م نحو (٨,١٠٠,٠٠٠) ثمانية ملايين ومئة ألف سائح وحققت إيرادات بلغت نحو ثمانية مليارات دولار، أما في عام ٢٠١٣م فقد جذبت تركيا حوالي (٣٧,٨٠٠,٠٠٠) سبعة وثلاثين مليونًا وثمانمائة ألف
سائح، بإيرادات بلغت (٣٢) مليارًا و(٣١٠) مليون دولار.

الانفاق والعائد السياحي لبعض دول العالم لعام 2013

وهناك مجموعة من الجوانب التي تشكل بيئة مناسبة للمناخ الاستثماري السياحي، منها:
١. توفُّر البُنى التحتية (المرافق العامة) وتشمل مياه الشرب، وخدمات الصرف الصحي،والكهرباء،والاتصالات وإنشاء شبكات من الطرق البرية الرئيسية والفرعية وفق المواصفات الدولية، وأماكن التخلص من النفايات.
٢. التسهيلات المصرفية والتجارية، وتضم البنوك ومحلات الصرافة، والمحلات التجارية العامة، ومحلات الطعام.
٣. توفير الأيدي العاملة المؤهلة والمدرّبة، فكلما تطوَّرت الصناعة السياحية تطلب ذلك المزيد من الأيدي العاملة.
٤. التسهيلات عند المنافذ الحدودية سواء المطارات، أو مراكز الحدود البرية، أو الموانئ البحرية، ومنح تأشيرات الدخول.

اعداد السياح والدخل من السياحة في سلطنة عمان من 2005 الى 2013

ب. أثر السياحة في توفير الأيدي العاملة:
تُمثَّل المرافق السياحية في أي بلد مصدرًا مهمًّا لتشغيل الأيدي العاملة فيه بصورة مباشرة، كالعمل في الفنادق والنقل والمطاعم ومحلات بيع التحف والإرشاد السياحي والوكالات السياحية، كما أنها تعمل على زيادة فرص العمل غير المباشرة في قطاعات أخرى مثل قطاع الإمداد (الأسواق، والمحلات التجارية).

القوى العاملة في قطاع السفر والسياحة لعام ٢٠١٣م في سلطنة عُمان

ج. أثر السياحة على المستوى العام للأسعار:
تتصف المناطق السياحية في أغلب الأحيان بارتفاع الأسعار فيها، حيث ترتفع قيمة إيجارات الشقق والفلل السياحية، وقد يكون أحد أسباب ذلك قدوم أعداد كبيرة من السُّياح الأثرياء القادرين على دفع بدل إيجارات بقيمة عالية؛ مما يعني زيادة في إيرادات أصحاب المساكن. ونتيجة لزيادة طلب السُّياح على الخدمات الأساسية والسلع المختلفة تميل الأسعار نحو الارتفاع مما قد يؤثر ذلك على السكان المحليين.

ثانيا: الآثار البيئية للسياحة

للبيئة دور حيوي في ظهور السياحة وتطويرها، فالظواهر المناخية وأشكال سطح الأرض والمناظر الطبيعية لها أثرها على حركة السياحة، وقد تكون العلاقة ما بين البيئة والسياحة علاقة توافقية بمعنى أن الاهتمام والمحافظة على البيئة يساعد على تنمية السياحة وازدهارها، أما حدوث تغيرات سلبية في البيئة فإنه ينعكس سلبًا على السياحة.
لذا فقد تسهم الأنشطة السياحية في تدهور البيئة وبخاصة في المناطق الساحلية، فمثلاً أدَّى النمو السياحي على امتداد سواحل البحر المتوسط إلى إلقاء كميات كبيرة من المخلفات في البحر؛ مما نتج عنه تلوث الحياة البحرية، وبالتالي انتشار الأمراض كما حدث في بعض الأجزاء من جنوبي إيطاليا، حيث انتقلت أمراض الكوليرا والدوسنتاريا عن طريق الملوثات الغذائية البحرية .
ومن الآثار السلبية للسياحة على البيئة البحرية ما يقوم به الصيادون وصُنَّاع التحف من تدمير للشعاب المرجانية على الساحل المصري للبحر الأحمر. أما آثار السياحة على النبات فتكمن في سلوكيات السُّياح أنفسهم من خلال ما يقومون به من جمع الأزهار والنباتات وهو أمر يؤثر على طبيعة النبات وتركيبه، إلى جانب الحرائق الناتجة عن الاستخدام غير المسؤول للمنتزهات. ومن الممارسات البشرية الخاطئة التي تعمل على تدمير البيئة، المرور بالسيارات في المناطق الرعوية؛ مما يؤدي إلى القضاء على الحشائش وتدهور المراعي كما يحصل في مراعي جبال ظفار.

مراعي جبال ظفار

وقد تؤثر السياحة على الغلاف الغازي من خلال ما تنفثه عودام السيارات من أكاسيد، وبخاصة في الأماكن الطبيعية
التي يكثر الطلب السياحي عليها.
أما تأثير السياحة على البيئة الجبلية فيتمثل في إقامة تسهيلات الضيافة وتسهيلات الإمداد في المناطق الجبلية
كجبال الهيمالايا مثلا؛ مما أدَّى إلى حدوث التعرية والانهيارات الأرضية نتيجة استخدام الممرات الجبلية وتسلق الجبال
من قبل أعداد كبيرة من السُّياح، أما المناطق الجبلية التي تصل إليها المركبات فقد تشهد التربة تلوثا بالمواد السامة
(الأكاسيد)؛ نتيجة سير المركبات بسرعات بطیئة.

ولمواجهة تلك الجوانب السلبية للأنشطة السياحية على البيئة، زاد الاهتمام بتطبيق إجراءات السياحة البيئية المستدامة، حيث نجد اليوم أمثلة كثيرة من العالم تؤكد على ذلك، فمثلا قامت منتجعات السفاري في كينيا بدفع أجور للقبائل المحلية للامتناع عن صيد الأفيال من أجل أنيابها، وتقنع أهالي المنطقة الاستوائية بأن المحافظة على بيئة الغابات أفضل لهم على المدى البعيد من صيد الأفيال.

رحلات السفاري في كينيا

ثالثا: أثر السياحة على الجوانب الاجتماعية

للسياحة أثرها الواضح على الجوانب الاجتماعية والثقافية للمجتمعات المستقبلة للسياحة وللسُّياح أنفسهم، حيث تتمثّل الآثار الإيجابية في تعرُّف حياة الشعوب وعاداتها وتقاليدها؛ مما يسهم في تعزيز التفاهم بينها ونشر وتبادل القيم الأخلاقية المتعارف عليها بين البشر، مثل التسامح واحترام التنوّع في العقائد الدينية والفلسفية والأخلاقية.

ولكن قد ينتج عن السياحة تغيرات اجتماعية وأخلاقية غير مرغوب بها لاسيما في بعض المجتمعات المستقبلة للسُّياح والتي تتميز ببنية اجتماعية وثقافية ضعيفة نوعًا ما، مما يجعلها سهلة التأثر بالقيم السلبية التي قد تغشى المجتمع من جراء الموجات البشرية القادمة إليها؛ لذا فقد ظهرت في بعض بلدان العالم جماعات من أفراد المجتمع المحلي ينظرون إلى السياحة بكثير من الريبة والتوجَّس، فعملت هذه الدول على تبني خطط سياحية تراعي تلك الآثار الاجتماعية والثقافية التي قد تؤثر على النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع لتحقق من خلالها طمأنة القطاعات الشعبية المحلية من عدم تأثير السياحة على الجوانب الثقافية والاجتماعية للمجتمع، وتنشيط القطاع السياحي بطريقة إيجابية في جميع المجالات، وبهذه الطريقة لا يلبث المجتمع المحلي إلا أن ينظر للسياحة كقطاع يدر على المجتمع فوائده الاقتصادية والبيئية والاجتماعية متجنبًا الآثار السلبية التي قد تنتج عنه.

أضف لمعلوماتك:

أبدى ستة من كل عشرة زائرين لمنطقة (Anna Purna) – في جبال الهيملايا – رغبتهم في دفع رسوم تتراوح بين ٥ إلى ١٠
دولارات إضافية على الرسوم التي يدفعونها في سبيل حماية المنطقة واستدامتها .

مشروع ((ناكويشي)):
حقق مشروع ((ناكويشي» السياحي على بحيرة ملاوي (نياسا) في موزمبيق مجموعة من الفوائد للسُّكّان المحليين، حيث أتاح
فرص عمل للأهالي، وروّج بيع منتوجاتهم الحرفية، كما ساهم في افتتاح (١٠) مدارس في المنطقة.

بحيرة ملاوي (نياسا) في موزمبيق

مواضيع مشابهة

فتح خط الهاتف لجميع الدول

bayanelm

الزراعة في الولايات المتحدة الامريكية

bayanelm

انواع المساحة

bayanelm