البيئة قضية عالمية ويقظة وطنية
ارتبط الإنسان منذ بداية حياته ارتباطًا وثيقًا بالبيئة، فکانت علاقته معها إیجابیة یأخذ منها قدر حاجته دون الإضرار بمكوناتها، إلا أنه مع تطور مجالات الحياة، وتعدد متطلبات الإنسان تعرضت البيئة لاستنزاف أثَّر على التنوع الأحيائي فيها؛ مما
دفع دول العالم ومنها سلطنة عُمان إلى السعي لحماية البيئة من خلال إصدار التشريعات، وإنشاء المنظمات
المختصة بذلك.
البيئة .. ماهيتها ومكوناتها
تُعرف البيئة (Environment) بأنها الوسط أو المجال المكاني الذي تعيش فيه الكائنات الحية، تتأثر به وتؤثر فيه، وتتعدد التصنيفات لمكونات البيئة، من أبرزها:
١ -البيئة الطبيعية (Natural Environment): تَضُمُّ جميع الكائنات الحية التي تعيش على الأرض وما يحيط بها من ماء وهواء وغيرها من موارد طبيعية.
٢- البيئة الُمُشَيَّدة (Man made Environment): تَتَضَمَّنُ كل ما أنشأه الإنسان نتيجة تفاعله واستثماره لموارد بيئته الطبيعية، مثل: المباني، والمزارع، والأنشطة المختلفة.
والبيئة بِشِقَّيها الطبيعي والُمُشَيَّد تتفاعل فيما بينها مؤثرة ومتأثرة، وقد يكون هذا التفاعل إيجابيًّا يسهم في استدامتها، أو سلبيًّا يؤدِّي إلى الإضرار بها؛ مما ينتج عنه مشكلات تتفاوت في أهميتها وتأثيرها.
التنوع الأحيائي ثروة عالمية
الكائنات الحيَّة بمختلف أنواعها ذات دور مهم في البيئة، ويُعرف التنوع الأحيائي (Biodiversity) بأنه تَعَدُّدُ أنواع الكائنات الحية وكثرتها، وتباينها، سواء كانت هذه الأنواع في النظم البيئية البرية، أم المائية، أم الجويَّة، ولهذا التنوع أهمية كبيرة في العديد من المجالات منها المكتشفة، ومنها التي يعمل العلم على اكتشافها (الشكل ١)؛ لذا وجب حمايته وسن القوانين والتشريعات للمحافظة عليه.
المجال الطبي: بعض العقاقير من أصل نباتي أو حيواني.
المجال الزراعي: المكافحة الحيوية للآفات الزراعية.
المجال البيئي: المحافظة على مكونات الهواء.
المجال الصناعي: بعض الصناعات تعتمد على مواد خام حيوانية أو نباتية.
البيئة العالمية .. رؤية عمانية لاستدامتها
إن الرؤية العُمانيَّة لما يجب أن يكون عليه الوضع البيئي في العالم تُعَبِّرُ عن إدراك واضح أن البيئة المحلية جزء لا يتجزأ من البيئة العالمية، لذلك ارتبطت برامج حماية البيئة العُمانيَّة بمنظومة البيئة العالمية، وتهتم السلطنة برصد كافة المستجدات البيئية، وتمضي في الإفادة من التجارب الدَّوْلِيَّةِ والتعاون مع كافة الخبرات العالمية من أجل بيئة مستدامة (الشكل ٢).
من جهود سلطنة عُمان لحماية البيئة العالمية
عقد مؤتمرات دولية:
المؤتمر البيئي (الحياة تحت الماء، صلالة ٢٠١٧م).
مؤتمر عُمان للبيئة (جلف إكو ٢٠١٣).
المشاركة في مؤتمرات إقليمية وعالمية:
· مؤتمر تَغُرِ المناخ بألمانيا (٢٠١٧م).
مؤتمرات الأطراف المعنية بإدارة المُخَلَّفاتِ الخطرة والمواد الكيميائية بجنيف (٢٠١٥م).
التعاون مع المنظمات والبرامج الدولية:
المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية.
برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
المصادقة على الاتفاقيات الإقليمية والدولية:
اتفاقية التنوع الأحيائي.
التعاون مع المنظمات والبرامج الدولية
عقد مؤتمرات دولية
اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون.
أضف إلى معلوماتك
أطلقت الدول المطلة على المحيط الهندي اسم سلطنة عُمان على برنامجها في حماية السلاحف البحرية على شواطئها عام ٢٠٠٦م؛ تقديرًا منها لمكانة السلطنة في العمل البيئي.
جائزة اليونسكو التي خصصها السلطان قابوس بن سعيد لصون البيئة:
تُعَدُّ سلطنة عُمان من أوائل الدول التي أولت حماية البيئة جُلَّ اهتمامها، وتتويجًا لذلك أعلن السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه أثناء زيارته إلى مقر اليونسكو عام ١٩٨٩م جائزة للبيئة تعد الأولى من نوعها، وتُمنح كل عامين للمهتمين
بشؤون البيئة على المستوى العالمي من أفراد أو منظمات أو مؤسسات حكومية وغير حكومية ممن لهم إنجاز بارز في صون البيئة وحماية المحيط الحيوي والحفاظ على التراث الطبيعي، وتُقدَّم هذه الجائزة على شكل شهادة تقديرية، ومنحة مالية للفائزين نظير جهودهم في المحافظة على البيئة.
أضف إلى معلوماتك
حصد صندوق أشوكا ترست للأبحاث في مجال الإيكولوجيا والبيئة بجمهورية الهند جائزة اليونسكو – السلطان قابوس لصون البيئة لعام ٢٠١٩م لإسهاماته في مجال صون البيئة والتنمية المستدامة.
اقرأ خطاب السلطان قابوس بن سعيد طيّب اللّه ثراه عن صون البيئة:
((وفي مجال البيئة نؤكد على أهمية التوعية بقضايا البيئة، ولليونسكو دور أساسي عليها أن تضطلع به من أجل تعبئة التضامن الدَّوْلي لتخفيف حدة الأضرار الناشئة عن المخاطر الطبيعية. ويسعدنا أن تكون هذه المنظمة راعية للجائزة التي خصصناها لحماية البيئة الدولية التي سَتُسَلَّمُ هذا العام للمرة الثامنة، والتي تمنح لمكافأة الإسهامات البارزة التي يقدمها أفراد أو مجموعات من الأفراد أو مؤسسات أو معاهد أو منظمات من مختلف دول العالم في مجال إدارة البيئة وصونها)).
من خطاب السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- إلى المؤتمر العام لليونسكو، ٤ أكتوبر ٢٠٠٥م.
