البيئة العمانية حماية واستدامة
حبا الله عُمان تنوعًا فريدًا في بيئاتها الطبيعية؛ مما أكسبها ثراءً وتنوعًا في الحياة الفطرية ميزها عن كثير من الدول، وقد أدركت السلطنة منذ بداية النهضة المباركة أهمية حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية للأجيال القادمة؛ مما جعلها تولي اهتمامًا بالغًا بالبعد البيئي في خططها التنموية بمختلف المجالات.
بيئتنا .. تَنَّوُّعُ، وَتَفَّرُّدَ
تتنوع بيئات سلطنة عُمان الطبيعية نتيجة عدة عوامل، أبرزها: تعدد مظاهر السطح، حيث تضم الأرض العُمانيَّة أشكالاً مختلفة من التضاريس، كالجبال، والسهول، والواحات، والهضاب، إضافة إلى الموقع الجغرافي والفلكي للسلطنة، وما ترتب عليه من امتدادها على سواحل طويلة وتنوع مُناخها؛ مما أسهم في تنوع البيئة العُمانيَّة وتفردها.
وقد اعتمد العُمانيون على إمكانيات البيئة الطبيعية في إقامة بيئتهم المشَيَّدَةِ، مما ترتب عليه تعدد المهن والحِرَفِ التي اشتغلوا فيها منذ القِدَم، وتنوع أنماط حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، كل ذلك أكسب المجتمع العُماني ثراءً في مختلف مجالات الحياة.
التنوع الأحيائي .. ثروة وطنية
تتميز سلطنة عُمان بتنوع أحيائي فريد؛ نتيجة لاختلاف بيئاتها الطبيعية، حيث تضم البيئة العُمانيَّة أنواعًا مختلفة من الحيوانات والنباتات والطيور. وللتنوع الأحيائي الذي تتفرد به عمان أهمية اقتصادية كبيرة، حيث أدى تنوع الثروات الطبيعية (الحيوانية، والمائية، والنباتية) التي تزخر بها أرض عمان إلى تعدد الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها.
أسهم التنوع الأحيائي أيضًا في امتلاك عمان العديد من مقومات السياحة البيئية، إذ تضم السلطنة الكثير من المواقع التي تتميز بجمال مناظرها الطبيعية وتنوع الحياة الفطرية فيها؛ مما يجعلها وِجُهَةً سياحية لمحبي الطبيعة والمغامرات ومراقبة الحيوانات، ومن الأمثلة على تلك المواقع: السواحل، والأخوار، والجزر، والكهوف.
بيئتنا .. كيف نعمل على استدامتها؟
اهتمت سلطنة عمان بتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة وحماية البيئة
في كافة جوانبها من جهة أخرى، وذلك بفضل رؤية السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه – حيث
تضمنت الخطط التنموية الخمسية منذ انطلاقتها عام ١٩٧٥م مبدأ ربط التنمية بالمحافظة على البيئة.
واستكمالاً لجهود حماية البيئة العُمانية، فقد ركزت رؤية عُمان ٢٠٤٠ على التنمية المستدامة للبيئة وصون
مواردها الطبيعية.
أضف إلى معلوماتك
في إطار اهتمام سلطنة عُمان بالبيئة فقد نَصَّت المادة (١٢) من النظام الأساسي للدولة على التزام السلطنة
بالمحافظة على البيئة وحمايتها ومنع التلوث.
كلمات عن لبيئة للسلطان قابوس في قمة الارض عام 1992
((إن الإنسان أينما كان عليه أن يساهم في الحفاظ على البيئة، وأن يتصالح معها، وأن يتعامل معها بعقلانية، وأن ينتبه للمسببات الكثيرة للتلوث، سواء كانت طبيعية وبيولوجية، أو صناعية كيميائية وفيزيائية، وعلى كثير من الشعوب أن تَحُدَّ من التكاثر العشوائي، وتحافظ على ما تبقى لها من مراع ومياه، بعيدا عن مؤثرات التصحر والجفاف)).
من خطاب السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه في قمة الأرض / ١٩٩٢م.
بالإضافة إلى الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها السلطنة لحماية البيئة العُمانيَّة وصون
مواردها الطبيعية، فقد تم إصدار مجموعة من التشريعات والقوانين البيئية، وإنشاء عدد من
المؤسسات الْمَعْنِيَّةِ بالبيئة.
التشريعات والقوانين البيئية
بدأت سلطنة عُمان منذ مرحلة مبكرة في إصدار القوانين المختصة بحماية البيئة العُمانيَّة والمحافظة على مواردها الطبيعية، حيث تم إصدار قانون ((حماية البيئة ومكافحة التلوث)) عام ١٩٨٢م، وقد أُدخِلَتْ عليه تعديلات بموجب المرسوم السلطاني رقم (٢٠٠١/١١٤)، ويؤكد هذا القانون على ضرورة حماية ثروات الوطن الطبيعية وموارده الاقتصادية، وتجنب الإضرار
بالبيئة نتيجة الأنشطة والمشاريع المختلفة التي يتم تنفيذها في السلطنة.
وفي مجال حماية موارد المياه من التلوث، أصدرت سلطنة عمان العديد من القوانين والتشريعات، منها المرسوم السلطاني رقم (٢٠٠١/١١٥) الخاص بحماية مصادر مياه الشرب من التلوث، كما اهتمت السلطنة بحماية البيئة البحرية وصون مواردها الأحيائية، وذلك من خلال إصدار القوانين التي تُنَظّمُ حركة الملاحة البحرية وتضمن سلامة المياه الإقليمية العُمانيَّة.
كما اهتمت السلطنة أيضًا بحماية الغلاف الجوي من التلوث، وذلك من خلال إنشاء عدد من المحطات لقياس جودة الهواء ورصد مستويات التلوث فيه والحرص على عدم تجاوزها للمستويات المسموحة، وتتوزع تلك المحطات في بعض محافظات السلطنة، فعلى سبيل المثال، توجد محطة بالقرب من ميناء الفحل في محافظة مسقط، وأخرى في ولاية صلالة بالقرب من منطقة ريسوت الصناعية، كما تم إنشاء عدد من المحطات في ميناء صحار بمحافظة شمال الباطنة.
أضف إلى معلوماتك
قامت السلطنة بالتعاون مع المنظمة البحرية الدَّوْليَّةِ (IMO) بتصنيف المنطقة البحرية الواقعة من رأس الحد
إلى الحدود العُمانيَّة الجنوبية بما يقارب (٢٠٠) ميل بحري كمنطقة بحرية خاصة؛ وذلك بهدف حماية البيئة
البحرية العُمانيَّة من التلوث.
المؤسسات البيئية
مرت مسيرة العمل البيئي في السلطنة بعدة مراحل تنظيمية، حيث اهتمت منذ فترات مبكرة من نهضتها المباركة بإنشاء العديد من المؤسسات الحكومية التي تُعنى بالمحافظة على البيئة العُمانيَّة.
وتعمل تلك المؤسسات جنبا إلى جنب مع كافة شرائح المجتمع للمحافظة على مفردات البيئة العُمانيَّة وصون
مواردها الطبيعية وذلك من خلال القيام بالعديد من الدراسات والمشاريع البيئية، وإصدار القوانين والقرارات
التي تهدف إلى المحافظة على البيئة واستدامتها.
أضف إلى معلوماتك
تُعَدُّ السلطنة أول دولة عربية تُخَصِّصُ وزارةً مَعْنِيَّةً بالبيئة، وذلك عام ١٩٨٤م.
وتوجد في السلطنة أيضًا العديد من المؤسسات الخاصة والأهلية التي تدعم جهود الحكومة في حماية البيئة العُمانيَّة وصون التنوع الأحيائي فيها، وذلك من خلال ما تقوم به من أنشطة وفعاليات بيئية، مثل: حملات تنظيف الشواطئ، والمسابقات، وحملات التوعية.