وقد جمع الاستطلاع، الذي أُجري في يناير/كانون الثاني 2024، رؤى من مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك ممثلو البنوك والجهات التنظيمية المالية والمسؤولون الحكوميون وخبراء التمويل. وتشير نتائج SRS 2024 إلى زيادة طفيفة في الاحتمالية المتصورة لحدث سلبي كبير يؤثر على النظام المالي في عُمان على المدى القصير (حتى عام واحد).
وصنف حوالي 7.7% من المشاركين هذا الخطر بأنه “مرتفع” أو “مرتفع للغاية”، مقارنة بـ 6% في العام السابق. ويعزى هذا الارتفاع إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. وعلى العكس من ذلك، شهد أولئك الذين يرون هذا الخطر بأنه “منخفض” أو “منخفض للغاية” زيادة متواضعة من 60% في عام 2023 إلى 61.5% في عام 2024.
وأظهرت آراء المشاركين بشأن المخاطر متوسطة الأجل (1-3 سنوات) تباينًا كبيرًا. ففي حين اعتبر 27% أن المخاطر “منخفضة” أو “منخفضة للغاية”، وهي زيادة عن 18% في عام 2023، صنف 42% المخاطر على أنها “عالية” أو “عالية للغاية”، وهي زيادة عن 18% في العام الماضي. وتعكس هذه النظرة المتباينة حالة عدم اليقين السائدة في المنطقة.
وعلى الرغم من حالة عدم اليقين العالمية والتوترات الإقليمية، فقد تحسنت الثقة في النظام المالي الكلي في عُمان. ففي عام 2024، أفاد 31% من المستجيبين بأنهم “واثقون للغاية” في النظام، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ 14% في عام 2023. وأعربت الأغلبية، 65%، عن مستوى معقول من الثقة، في حين انخفضت نسبة “الواثقين فقط” إلى 4% من 14% في العام السابق. والجدير بالذكر أن 58% من المستجيبين أفادوا بمستوى “ثابت” من الثقة مقارنة بـ 40% في عام 2023.
وعند تقييم قدرة المؤسسات المالية المختلفة على الصمود، اعتُبرت البنوك المتخصصة والبنوك التجارية الأجنبية الأكثر قوة، في حين اعتُبرت شركات التأمين ومؤسسات سوق رأس المال الأكثر عرضة للصدمات المعاكسة. ويسلط هذا التقييم الضوء على التأثير المتنوع للأحداث السلبية المحتملة على قطاعات مختلفة من الصناعة المالية.
يقوم البنك المركزي العماني بتقييم الاستقرار المالي باستخدام مؤشر الاستقرار المالي المركب (CFSI)، والذي يجمع بين خمسة مؤشرات فرعية رئيسية: استقرار البنوك، والمخاطر النظامية، واستدامة الدين، واستقرار العملة، ويقين سوق رأس المال. يتم تصنيف كل مؤشر فرعي من 1 (الأقل استقرارًا) إلى 5 (مستقر جدًا)، ويدمج مؤشر الاستقرار المالي المركب هذه التصنيفات بأوزان محددة لتوفير مقياس شامل للاستقرار المالي. وفقًا لمؤشر الاستقرار المالي المركب، ظل الاستقرار المالي الكلي في عُمان قويًا طوال عام 2023، مع تصنيف إجمالي بلغ 4.2 في الربع الرابع، ارتفاعًا من العام السابق. ويعزى هذا الاتجاه الإيجابي إلى تحسن ظروف التشغيل وارتفاع أسعار النفط.
وأظهر مؤشر الاستقرار المصرفي أداء قويا بتصنيف 4.05، مما يعكس تحسن السيولة والربحية في القطاع. وتحسنت المخاطر النظامية إلى تصنيف 5، مما يشير إلى الحد الأدنى من مخاطر الضغوط على مستوى القطاع. كما شهد مؤشر استدامة الدين تحسنا كبيرا، حيث وصل إلى 4.28 بسبب تسريع سداد الديون. وظل استقرار العملة قويا عند 4.36، في حين شهد استقرار سوق رأس المال تقلبات لكنه تحسن إلى 3.13، مدفوعا بزيادة حجم التداول في السوق.
وبشكل عام، تسلط هذه المؤشرات الضوء على بيئة مالية مستقرة، مدعومة بظروف اقتصادية مواتية وتساهم في خلق نظرة متفائلة حذرة على الرغم من ارتفاع إدراك المخاطر قصيرة الأجل الذي أبلغ عنه مكتب الميزانية في الكونجرس.