وصل إجمالي إيرادات الدولة إلى 8.886 مليار ريال عماني بحلول أكتوبر 2024، مما يمثل نموًا قويًا بقيادة قطاع النفط، الذي ساهم بمبلغ 5.436 مليار ريال عماني – بزيادة قدرها 12 بالمائة عن نفس الفترة من عام 2023. وتعزى هذه الزيادة إلى استقرار أسعار النفط وتعزيز الإنتاج.
كما أظهرت الإيرادات غير النفطية ارتفاعًا جيدًا، حيث بلغ إجماليها 3.450 مليار ريال عماني، بزيادة 13 بالمائة عن 3.058 مليار ريال عماني المسجلة في عام 2023. ويؤكد هذا النمو نجاح مبادرات التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان، والتي أصبحت أحد ركائز خطة رؤية الحكومة 2040. لتقليل الاعتماد على عائدات النفط.
وارتفع الإنفاق العام إلى 8.722 مليار ريال عماني، بزيادة قدرها 8 بالمائة مقارنة بـ 8.095 مليار ريال عماني في عام 2023. وفي حين شهدت النفقات الجارية انخفاضا طفيفا بنسبة 0.4 بالمائة لتصل إلى 6.152 مليار ريال عماني، ارتفع الإنفاق الرأسمالي على المشاريع التنموية بنسبة 2 بالمائة ليصل إلى 6.152 مليار ريال عماني. 2.454 مليار. ويتوافق هذا الإنفاق مع استراتيجية السلطنة لتعزيز البنية التحتية ودعم النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وبحسب الوزارة، فإن التخصيص الاستراتيجي للأموال للمشاريع الاستثمارية يوضح التزام الحكومة بالتنمية المستدامة.
وبلغ العجز المالي 1.583 مليار ريال عماني، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 15 بالمائة من 1.345 مليار ريال عماني في عام 2023. ويبلغ الدين العام الآن 9.198 مليار ريال عماني، مقارنة بـ 8.886 مليار ريال عماني في عام 2023. وأشارت وزارة المالية إلى أن تمويل العجز سيستمر حتى نهاية عام 2023. مزيج من الاقتراض والسندات الحكومية، مما يضمن أن المسؤوليات المالية لا تعيق التنمية المستمرة.
تم الإبلاغ عن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في عمان بنسبة 14.4 في المائة للفترة المنتهية في أكتوبر 2024، وهو اعتدال طفيف عن العام السابق البالغ 15.7 في المائة. ولا يزال معدل التضخم تحت السيطرة عند 3.2 في المائة، مما يعكس الظروف الاقتصادية المستقرة وسط تقلبات الأسعار العالمية. وتظل الوزارة يقظة بشأن إدارة التضخم، بهدف الحفاظ على القدرة على تحمل التكاليف والاستقرار الاقتصادي للمستهلكين والمستثمرين على حد سواء.
وتتوقع الوزارة أن يصل إجمالي الإيرادات بنهاية العام إلى 11 مليار ريال عماني، في حين من المتوقع أن يصل إجمالي النفقات إلى 13 مليار ريال عماني، مما يؤدي إلى عجز متوقع قدره 2 مليار ريال عماني. وسيتم معالجة هذا النقص من خلال الاقتراض الاستراتيجي وأدوات الدين للحفاظ على السيولة المالية والاستقرار.
وشددت الوزارة على تأثير الإصلاحات الهيكلية على الكفاءة المالية، مشيرة إلى أن زيادة الإيرادات النفطية بنسبة 12 في المائة وارتفاع الإيرادات غير النفطية بنسبة 13 في المائة يعكسان نجاح سياسات التنويع. بالإضافة إلى ذلك، يتجلى التزام الوزارة بالانضباط المالي في التخفيض الهامشي في النفقات الجارية، مما يحرر الموارد للمشاريع ذات الأولوية.
يسلط التقرير المالي لسلطنة عُمان لشهر أكتوبر الضوء على النهج المتوازن تجاه النمو الاقتصادي والإدارة المالية. على الرغم من ارتفاع الديون واتساع العجز، تظل الحكومة العمانية ملتزمة باستراتيجيات مالية حكيمة واستثمارات رأسمالية وإصلاحات اقتصادية لدفع النمو.