الإعلام العماني مسيرة عطاء وتطور مشهود
انطلاقا من الإيمان بأهمية دور الإعلام كواجهة للبلاد تعكس نهضتها وتعرف شعوب العالم بها، وحرصا على اللحاق بركب
الحضارة والتقدم، أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم (رحمه الله) منذ فجر النهضة قطاع الإعلام اهتماما كبيرا،
وأصدر توجيهاته تباعا بإنشاء جميع المؤسسات الإعلامية العمانية، فبعد أسبوع واحد من تولي جلالته مقاليد الحكم في عمان أقيمت محطة إذاعية صغيرة لأول مرة في سلطنة عمان حيث بدأ إرسالها من مسقط يوم ٣٠ يوليو ١٩٧٠م، وهو ما مكن سكان العاصمة (مسقط) من الاستماع إلى إذاعتهم الوطنية لأول مرة. وفي ديسمبر عام ١٩٧٠م بدأ الإرسال الإذاعي من صلالة، ثم تعززت قوة الإرسال بإقامة أجهزة بث إضافية واستخدام القمر الصناعي، فشملت التغطية جميع أنحاء السلطنة.
أما تلفزيون عمان فقد وقعت السلطنة في مارس عام ١٩٧٤م اتفاقية إنشاء محطة تلفزيونية مع شركة ألمانية، وتولت أيضا
مسؤوليات الإدارة العامة وبرامج تحت إشراف وزير الإعلام المسؤول عن التلفزيون، ثم تطورت هذه المؤسسة من حيث البث والأداء والتنوع والإنتاج بكفاءات عمانية تمكنت من وضع جميع المؤسسات الإعلامية في مكانة عالمية مرموقة.
الصحافة:
إن تاريخ الصحافة في السلطنة تاريخ قصير المدى، فلم تعرف عمان أي نشاط صحفي قبل تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد الحكم في عمان عام ١٩٧٠م، وبالتالي لم تكن تصدر في عمان أي صحيفة مطبوعة، باستثناء الصحف التي أصدرها بعض العمانيين في زنجبار (الفلق، الإصلاح، النهضة)، ونشرة أصدرتها شركة تنمية نفط عمان تحت عنوان ((أخبار شركتنا)) عام ١٩٦٧م، ولم تكن هذه النشرة تشمل إلا أخبار موظفي الشركة وأنشطتها امختلفة.
وفي الخامس والعشرين من يوليو ١٩٧٠م وبعد يومين فقط من تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد الحكم صدرت أول نشرة عربية تحمل اسم ((أخبار عمان)) باللغتين العربية والإنجليزية وتتضمن أخبار السلطنة بالإضافة إلى المراسيم السلطانية والقرارات الحكومية.
وفي ٢٥ يونيو ١٩٩٧م تم إنشاء مؤسسة عمان للصحافة والأنباء والنشر والإعلان بموجب المرسوم السلطاني رقم
(٩٧/٤٣)، وأصبحت وكالة الأنباء العمانية بموجب هذا المرسوم إحدى وحدات المؤسسة حتى صدور المرسوم السلطاني رقم
٢٠٠٦/٧٥م الذي قضى بنقل وكالة الأنباء العمانية إلى وزارة الإعلام اعتبارا من ١٦ يوليو ٢٠٠٦م.
