وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور منصور الهنائي أن السلطنة تتجه بثقة نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة كبوابة للقطاعات الاقتصادية والتنموية المستقبلية، بما يتماشى مع الأهداف والأولويات الوطنية لرؤية عمان 2040. وتؤكد هذه الرؤية على أهمية توسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة للوصول إلى معدل 39٪ من إجمالي إمدادات الطاقة بحلول عام 2040 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وأشار إلى أن الهيئة اتخذت جميع التدابير اللازمة لتنفيذ الاستراتيجيات الوطنية لمشاريع الطاقة المتجددة، بالتعاون مع مختلف الجهات ذات الصلة، لتعظيم الاستفادة من مصادر ومشاريع الطاقة المتجددة، ودعم خطط التنويع الاقتصادي، وتعزيز الطاقة المستدامة.
وأضاف أن التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة يمثل ضرورة حتمية ومساراً اقتصادياً عملياً نحو مستقبل مستدام وتنمية مستدامة، واليوم نعلن عن إطلاق الحملة الوطنية “طاقتنا المستدامة” بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص والفرق التطوعية والأندية الرياضية. وأشار الدكتور الهنائي إلى أن إطلاق هذه الحملة الوطنية هو استمرار للمبادرات الوطنية التي أطلقتها الهيئة في مجال الطاقة النظيفة، حيث أعلنت الهيئة في وقت سابق من العام الجاري عن مبادرة إنشاء خمس محطات جديدة لطاقة الرياح، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية “عبري 1″ و”عبري 2″ و”عبري 3″ و”منح 1″ و”منح 2” للطاقة الشمسية، بهدف تحقيق 30% من إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
تهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي في مجال الطاقة النظيفة في سلطنة عمان.
ثم استعرض الدكتور محمد الكلباني مدير عام الطاقة المستدامة بالهيئة أهداف الحملة الوطنية “طاقتنا المستدامة” وسلط الضوء على الجدول الزمني الذي ستتبعه الحملة في محافظات السلطنة، حيث ستستهدف سلسلة من الورش التدريبية 180 مشاركاً يمثلون مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات التطوعية والمؤسسات الخدمية، حيث سيقوم هؤلاء المشاركون بتدريب مئات الأفراد داخل مؤسساتهم.
وتركز الحملة، التي تشارك فيها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وشركة نماء للتزويد، وشركة تنمية نفط عمان، وشركة نفاذ للطاقة المتجددة، ونادي المركبات الكهربائية، ومؤسسة الكون الأخضر، على ثلاثة مواضيع رئيسية هي: تعزيز الإدارة المستدامة للمساكن، وتوسيع استخدام المركبات الصديقة للبيئة، والتحول إلى توليد الطاقة الشمسية، مما سيقلل التكاليف النهائية للمستهلكين ويزيد الوعي باستخدام الطاقة المتجددة.
وتضمنت الورشة الأولى تقديم ورقتين علميتين: الأولى لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني حول قانون البناء العماني قدمتها المهندسة سارة الهنائية، والثانية محاضرة عن “الاستدامة المعمارية ونصائح لبناء منزل مستدام” قدمها المهندس سليمان البحري من شركة تنمية نفط عمان، حيث سلطت المحاضرة الضوء على أفضل الطرق لبناء المنازل الموفرة للطاقة، والاستخدام الأمثل للأجهزة الكهربائية، واختيار أفضل أنواع الإضاءة الموفرة للطاقة، وطرق ومواد البناء التي تسمح بتوفير الطاقة في المنازل.
وتضمنت الورشة الثانية ثلاث أوراق عمل، الأولى بعنوان “استراتيجية نماء للتوريد” قدمها المهندس هلال الهادي من شركة نماء للتوريد، والثانية بعنوان “مشاريع الطاقة المتجددة المتوسطة والكبيرة” قدمها المهندس عبدالله الكلباني من مؤسسة الكون الأخضر، وناقشت مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وبداية مشاريع الطاقة المتجددة الكبيرة في عمان، والثالثة بعنوان “أنظمة الطاقة الشمسية للمنازل” قدمها فلاح السيابي من شركة نفاذ للطاقة المتجددة، وتناولت طرق استخدام أنظمة الطاقة الشمسية بما في ذلك الألواح الشمسية في المنازل والمزارع لتقليل تكاليف الكهرباء.
وكانت المركبات الكهربائية هي موضوع الورشة الثالثة بإجمالي ثلاث أوراق قدمت: الأولى بعنوان “خارطة طريق المركبات الكهربائية في سلطنة عمان” للمهندس عبدالله البوسعيدي من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، والتي غطت التحول إلى المركبات الكهربائية وتوفير استهلاك الوقود وتوفير الصيانة؛ والثانية بعنوان “تنظيم نشاط شحن المركبات الكهربائية” لزينب اللواتية من الجمعية الآسيوية للبحث العلمي، حول اللوائح الخاصة بشحن المركبات الكهربائية والحوافز المتاحة للمستخدمين وآليات التطبيق وسياسة تحديد أسعار تشغيل المركبات الكهربائية؛ والثالثة بعنوان “تكنولوجيا المركبات الكهربائية وتطبيقاتها” للمهندس زاهر الضوي من نادي المركبات الكهربائية، والتي ناقشت مكونات وميزات المركبات الكهربائية وسلامتها مقارنة بالمركبات التقليدية.