مقبرة الحيوانات الأليفة في برنيس: تاريخ مدهش وأسرار مقبرة حيوانات قديمة في مصر

مقبرة الحيوانات الأليفة في برنيس: تاريخ مدهش وأسرار مقبرة حيوانات قديمة في مصر

تعتبر مقبرة الحيوانات الأليفة في برنيس واحدة من أقدم المقابر للحيوانات في العالم، وهي تقدم لمحة فريدة عن العلاقة التي كانت تربط بين البشر وحيواناتهم في العصور القديمة. تقع المقبرة في مدينة برنيس بمصر، وهي تعود إلى القرنين الأول والثاني الميلادي، وتحتوي على مئات من الحيوانات المدفونة بعناية، بما في ذلك القطط والكلاب والقردة.

تاريخ المقبرة واكتشافها

تقع المقبرة في برنيس، التي كانت ميناء بحريًا حيويًا على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر في مصر خلال العصور الرومانية. اكتُشِفت المقبرة في أواخر القرن العشرين، حيث تم العثور على بقايا 580 حيوانًا فرديًا مدفونة بعناية في قبور صغيرة، غطت بقايا الحيوانات جزءًا كبيرًا من المنطقة المحيطة.

كانت برنيس في الماضي موقعًا عسكريًا مهمًا، حيث كانت تستخدم لنقل الفيلة الأفريقية للحرب. ومع مرور الوقت، تطورت المنطقة لتصبح ميناء تجاريًا، وهو ما جعلها مكانًا مثاليًا لدفن الحيوانات الأليفة التي كانت تُعتبر جزءًا من حياة السكان.

أنواع الحيوانات المدفونة

أظهرت الحفريات في المقبرة أن معظم الحيوانات المدفونة فيها كانت القطط، حيث تم العثور على مئات من بقايا القطط، مع وجود آثار لأطواق على بعضها، مما يشير إلى أن هذه الحيوانات كانت تعيش تحت رعاية البشر. بالإضافة إلى القطط، تم العثور أيضًا على كلاب وقردة تم دفنها بشكل مرتب، وكان هناك أيضًا حالات تظهر وجود إصابات، مما يشير إلى أن بعض الحيوانات كانت بحاجة إلى رعاية خاصة للبقاء على قيد الحياة.

طرق الدفن والأغراض المستخدمة

ما يميز هذه المقبرة عن غيرها من المقابر الأخرى للحيوانات في مصر القديمة هو أن الحيوانات في مقبرة برنيس لم يتم تحنيطها كما كان يحدث في بعض الأماكن الأخرى. بدلاً من ذلك، تم دفن الحيوانات في أوضاع مشابهة للنوم، وهو ما يعكس العناية الكبيرة التي كان يقدمها أصحاب الحيوانات.

بالإضافة إلى ذلك، كانت بعض الحيوانات مدفونة مع أطواق أو أغطية، أو حتى تم وضع قطع أمفورا مع بعضها، مما يشير إلى أن هذه الحيوانات كانت ذات قيمة خاصة وكان يتم التعامل معها بمودة ورعاية كبيرة.

أهمية المقبرة

مقبرة برنيس تعتبر أكثر من مجرد موقع دفن للحيوانات؛ فهي تفتح نافذة على الماضي وتتيح لنا فهم العلاقة العميقة التي كانت تربط البشر بالحيوانات الأليفة في العصور القديمة. كما أن اكتشاف هذه المقبرة يقدم رؤى جديدة حول العادات الدينية والاجتماعية في تلك الفترة، ويُظهر كيف كان يتم تقدير الحيوانات بشكل كبير في ثقافة كانت مليئة بالروح الإنسانية والرعاية.

الخلاصة

تعد مقبرة الحيوانات الأليفة في برنيس شاهدًا حيًا على الحضارة القديمة في مصر وعلى الطريقة التي كان البشر يعتنون بحيواناتهم. من خلال هذا الاكتشاف، يمكننا استكشاف عادات الحياة اليومية في العصر الروماني وفهم أهمية الحيوانات الأليفة في تلك الفترة. إن العثور على هذه المقبرة هو أمر يفتح المجال أمام المزيد من الدراسات والأبحاث حول العلاقة بين البشر والحيوانات في العصور القديمة، ويمنحنا لمحة فريدة عن التاريخ المصري.

Visited 4 times, 1 visit(s) today

الرابط المختصر للمقال: https://bayanelm.com/?p=30309

Related Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *