وتشمل المبادرات الرئيسية للبرنامج إنشاء منصة وطنية للبيانات المفتوحة لدعم رواد الأعمال والمستثمرين وصناع القرار؛ وإنشاء مركز وطني لبحوث وتطوير الذكاء الاصطناعي لدعم الباحثين؛ وإطلاق استوديو للذكاء الاصطناعي لربط المتخصصين بالشركات التي تسعى إلى إيجاد حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل البرنامج على تطوير نموذج للغة عُمانية باستخدام الذكاء الاصطناعي المُولِّد المُدرَّب على المحتوى الثقافي والتاريخي والعلمي المحلي وإنشاء مركز للثورة الصناعية الرابعة بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي. وتغطي المبادرات أيضًا مشاريع الحوسبة الكمومية لتعزيز البحث وزيادة الوعي ودفع تبني التقنيات الكمومية.
وأكد معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أن هذا البرنامج يأتي استكمالاً للبرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي الذي أطلق في عام 2022 بهدف إرساء قاعدة قوية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة في السلطنة لدفع النمو الاقتصادي المستدام.
وتتضمن أهداف البرنامج دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وتوطين التقنيات الرقمية المتقدمة، وإنشاء أطر حوكمة قوية، وتعزيز مكانة عُمان في تصنيفات الجاهزية العالمية للذكاء الاصطناعي. وتطمح الخطة إلى وضع عُمان ضمن أفضل 50 دولة في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي.
يتمحور البرنامج حول ثلاثة ركائز رئيسية: تعزيز الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية: يركز هذا الركيزة على دعم تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات لتعزيز جودة الخدمة والكفاءة التشغيلية.
توطين تقنيات الذكاء الاصطناعي: يهدف هذا الركيزة إلى بناء القدرات المحلية من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطوير البنية التحتية التقنية، وتعزيز البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي.
حوكمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي: يسعى هذا النهج الذي يركز على الإنسان إلى إنشاء أطر تنظيمية تضمن الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وحماية خصوصية البيانات، وبناء الثقة في التقنيات الرقمية المتقدمة.
وتعكس هذه المبادرة التزام عُمان بالتحول الرقمي، حيث تتضمن مبادرات لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا التي تركز على الذكاء الاصطناعي، وتحفيز الاستثمارات، وإنشاء مراكز بيانات متخصصة، مما يساهم في نمو الاقتصاد الرقمي من 2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021 إلى 10% بحلول عام 2040.
وتهدف مبادرة اقتصاد الذكاء الاصطناعي في البرنامج ودعم المشاريع التجريبية في قطاعات مثل النقل والخدمات اللوجستية والسياحة والأمن الغذائي والتصنيع إلى دفع التنوع الاقتصادي وتعزيز الكفاءة وخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.
ولتعزيز الابتكار الرقمي، سيطلق البرنامج مبادرات استوديو الذكاء الاصطناعي والمركز الوطني لبحوث الذكاء الاصطناعي وصناع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب المسابقات والفعاليات المتخصصة المصممة لتنمية شركات وابتكارات الذكاء الاصطناعي الناشئة. وستعمل هذه الجهود على وضع عُمان كمركز للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الجامعات ومراكز البحوث على إنتاج تقنيات جديدة تدعم النمو الاقتصادي.
وسوف يلعب نموذج اللغة العمانية أيضًا دورًا رئيسيًا في تعزيز الإنتاجية والحفاظ على الهوية الثقافية من خلال أتمتة المهام مثل التحليل وتطوير الاستراتيجية وإنشاء المحتوى مع الحفاظ على القيم الثقافية والأدبية والفنية العمانية.
بالإضافة إلى ذلك، سيعمل البرنامج على تعزيز المهارات الرقمية للشباب العماني من خلال مبادرات تدريبية مستهدفة، وبرامج متخصصة في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، ومناهج تعليمية جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي، وإعداد جيل جديد من المبتكرين ووضع عُمان كقائدة في تطوير المواهب الوطنية ذات المهارات العالية.