جغرافيا

عمان المناخ والنبات الطبيعي

عمان المناخ والنبات الطبيعي

أسهم الموقع الجغرافي والفلكي لسلطنة عُمان، وطول سواحلها،وتنوع تضاريسها، بالإضافة إلى مساحتها الواسعة في تنوع مُناخها واختلاف الغطاء النباتي الطبيعي على أرضها.

الطقس والمناخ

تقع سلطنة عُمان فلكيًّا ضمن المنطقة المدارية الحارة (الشكل ٢٠)، حيث يسود الجفاف معظم أجزائها، إلا أنَّ العديد من العوامل أسهمت في تباين الُمُناخ من مكان لآخر، أهمها:
١. القرب من المسطحات المائية، حيث تتميز عُمان بسواحلها الطويلة التي تساعد في تلطيف درجات الحرارة وزيادة معدلات الرطوبة.
٢. المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاع بعضها عن (٣٠٠٠م) فوق سطح البحر، مثل الجبل الأخضر حيث يسهم الارتفاع في انخفاض درجة الحرارة وتهيئة الفرصة لتكوّن السحب وسقوط الأمطار.
٣. المنخفضات الجوية والكتل الهوائية الباردة التي تعبر شرق البحر المتوسط وجنوب إيران، ويمتد تأثيرها أحياناً إلى شمال عُمان؛ مما يسهم في سقوط الأمطار الشتوية.
٤. الرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من غرب المحيط الهندي والتي تؤثر على محافظة ظفار في فصل الصيف ، وتؤدي إلى تشكل الضباب وسقوط الأمطار الخفيفة فيما يعرف محليًّا باسم (الخريف).

خريطة تبين ان موقع سلطنة عمان من المناطق الحارة في العالم

ويمكن تقسيم سلطنة عُمان إلى عدة أقاليم مُناخية يوضحها الشكل (٢١).

المناخ شبه الصحراوي: يتركز في سفوح جبال الحجر الشرقي والغربي وسهل الباطنة ، وتتراوح كمية الأمطار فيه حوالي
(١٠٠- ١٥٠ ملم) سنويًّا.

مُناخ البحر المتوسط: يسود في مرتفعات الجبل الأخضير ، حيث تزيد كمية الأمطار عن (٣٠٠ ملم) سنويًا وتسقط معظمها في فصل الشتاء.

المناخ الصحراوي الجاف: تتميز به معظم الأجزاء الوسطى من السلطنة، لا سيما محافظة الوسطى، وتنخفض فيه كمية الأمطار إلى أقل من (٥٠ ملم) في السنة.

المناخ الموسمي: تتميز به السفوح الجنوبية لسلسلة جبال ظفار، وتزيد فيه كمية الأمطار عن (٢٥٠ملم) سنويًا تسقط معظمها في فصل الصیف.

خريطة الاقاليم المناخية في سلطنة عمان

وتتباين خصائص عناصر مُناخ سلطنة عُمان، كما يلي:

درجة الحرارة

إنَّ وقوع عُمان ضمن المنطقة المدارية يُعدُّ من أبرز العوامل التي أسهمت في ارتفاع درجات الحرارة في معظم أجزائها مع وجود تباين واضح بين فصلي الصيف والشتاء، وبين الأقاليم السهلية والجبلية والساحلية (الجدول ١).
وتتراوح معدلات الحرارة الصغرى في عُمان خلال فصل الشتاء (ديسمبر-فبراير) بين (٣° – ٢٠°س)،
في حين تتراوح معدلات الحرارة العظمى خلال فصل الصيف (يونيو- سبتمبر) بين (٢٣° – ٤٢° س)،
مع وجود بعض الاختلافات نتيجة تأثير عدد من العوامل، منها: الرياح الموسمية، والارتفاع عن مستوى البحر، وطول السواحل، والقرب والبعد عن البحر.

الثلوج على قمة جبل شمس
موسم الخريف في صلالة
جدول متوسطات درجات الحرارة في ولايات سلطنة عمان عام 2018

الأمطار

تتصف الأمطار التي تسقط على سلطنة عُمان بأنها شحيحة وغير منتظمة، حيث يُقدَّر الإجمالي السنوي للأمطار في الربع الخالي حوالي (٥٠ ملم)، في حين يتجاوز الإجمالي السنوي للأمطار في المرتفعات الجبلية لكل من جبال الحجر وجبال ظفار حوالي (٢٥٠ ملم)، وتوجد مجموعة من العوامل المؤثرة في موسم سقوط الأمطار وكميتها في سلطنة عُمان يوضحها الشكل(٢٤).

من العوامل المؤثرة في سقوط الامطار وكميتها بسلطنة عمان

من العوامل المؤثرة في سقوط الامطار وكميتها بسلطنة عمان

المنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط وجنوب إيران–تؤثر على المناطق الشمالية من السلطنة في فصل الشتاء

العواصف والأعاصير المدارية في المحيط الهندي وبحر العرب–تؤثر على محافظة ظفار والسواحل الشرقية للسلطنة مع بداية فصل الصيف أو نهايته

الرياح الموسمية الجنوبية الغربية —تؤثر على محافظة ظفار في فصل الصيف (الخريف)

تتعرَّض سلطنة عُمان بحكم موقعها الجغرافي والفلكي للحالات المدارية التي تنشأ في المحيط الهندي وبحر
العرب، وقد تؤثِّر تلك الحالات عليها خلال الفترة بين شهري مايو ويونيو وشهري أکتوبر و نوفمبر.

اعصار مكونو 2018

الرياح

ترتبط الرياح السائدة في سلطنة عُمان غالبًا بأنظمة الضغط الجوي الدائم صيفًا وشتاءً، إذ تتأثر عُمان بتدفق أربع كتل هوائية على مدار العام، ففي فصل الشتاء تتأثر بالكتل الهوائية (القطبية / القارية) والكتل الهوائية (القطبية/ البحرية)، في حين تتأثر في فصل الصيف بالكتل الهوائية(المدارية/ القارية) والكتل الهوائية (المدارية/ البحرية) (الشكل٢٦).

الكتل الهوائية المؤثرة على مناخ سلطنة عمان

كما تتأثر سلطنة عُمان بالرياح المحلية التي تهبُ في مواسم محددة خلال العام، إضافة إلى الرياح اليومية (نسيم البر ونسيم البحر، ونسيم الجبل ونسيم الوادي)؛ وذلك نظرًا لامتدادها على مسطحات مائية طويلة وتنوع تضاريسها بين الجبال والوديان والسهول.

الغطاء النباتي الطبيعي

أسهمت عدد من العوامل مثل: تنوع المناخ، ومظاهر السطح، وتنوع التربة في تنوع الغطاء النباتي الطبيعي بسلطنة عُمان، إذ ينمو على أرضها حوالي (١٢٩٥) نوعًا من النباتات الطبيعية.
ويمكن تصنيف النباتات الطبيعية الموجودة في عمان حسب الأقاليم التي تنمو فيها إلى الآتي:

أولًا: نباتات السهول والواحات وبطون الأودية

تنتشير في السهول والواحات وبطون الأودية الأشجار والشجيرات التي تأخذ قممها الشكل المظلي، مثل: أشجار الغاف التي تُعدُّ من أكبر الأشجار البرية المعمرة في عُمان، وأشجار السدر التي تنتشر في بطون الأودية وعلى جوانبها، بالإضافة إلى أشجار السرح التي تنمو في الوديان والمناطق السهلية وعلى سفوح التلال.

شجرة السمر (الاكاسيا)

أشجار السُّمر(الأكاسيا Acacia): من أكثر الأشجار انتشارًا في عُمان لا سيما في الأراضي السهلية والحصوية، ولها مردود اقتصادي مهم حيث ينتج النحل الذي يتغذى على أزهارها أجود أنواع العسل.

ثانيًا: نباتات الجبال والمرتفعات الصخرية

نتيجة لاعتدال الحرارة وزيادة الأمطار التي تسقط على سلسلتي جبال حجر عُمان وجبال ظفار؛ تنمو أنواع مختلفة من النباتات الطبيعية، فعلى سبيل المثال تنمو في الجبل الأخضر وجبل شمس أشجار العلعلان (الشكل٢٨) وهي أشجار دائمة الخضرة عطرية الرائحة، بالإضافة إلى شجرة البوت (الشكل٢٩) التي تُعدُّ من الأشجار المثمرة الصالحة للأكل، كما تنمو شجرة العتم (الزيتون البري) في جبال حجر عُمان ونطاق الأمطار الموسمية من جبال ظفار وهي من الأشجار المعمرة التي تستخدم أخشابها في البناء نظرًا لصلابتها.

اشجار العلعلان
شجرة البوت

ثالثا: نباتات الصحاري

من أكثر النباتات الطبيعية انتشارًا في الصحاري العُمانية شجرة الأراك التي تكيفت مع الصحراء عن طريق امتصاص الندى بواسطة أوراقها (الشكل ٣٠)، وفي محافظة ظفار تنمو شجرة اللبان (الشكل ٣١) التي تُعدُّ من أشهر النباتات البرية العُمانية منذ القِدم؛ حيث كان لها مردود اقتصادي مهم على مرِّ العصور التاريخية، وما تزال ذات أهمية اقتصادية وحضارية كبيرة حتى يومنا هذا.

شجرة الاراك
شجرة اللبان

رابعًا: النباتات الملحية في الأقاليم الساحلية

ويُقصد بها النباتات الطبيعية التي تنمو في مناطق الأخوار والسبخات الساحلية، منها على سبيل المثال: أشجار المانجروف (القرم) التي تنتشر في الأخوار، ونباتات الرمرام (الشكل٣٢) والثرمد التي تنمو في الرمال الساحلية.

نبات الرمرام (Heliotrope)
يستخدم تقليديًّا لمعالجة الجروح ووقف النزيف وعلاج الرمد، كما اُستخدم منقوع الرمرام قديمًا لمعالجة لدغات
الأفاعي والعقارب.

نبات الرمرام

المشكلات التي تواجه الغطاء النباتي الطبيعي

يواجه الغطاء النباتي الطبيعي في عُمان بعض المشكلات نتيجة عوامل طبيعية وبشرية يوضحها الشكل(٣٣).

وهي مشكلات طبيعية مثل: تملح التربة والجفاف وقلة الامطار وانجراف التربة

ومشكلات بشرية مثل التوسع العمراني وقطع الاشجار والشجيرات والرعي الجائر

محمية حديقة السليل الطبيعية:
تم إعلانها كمحمية طبيعية بموجب المرسوم السلطاني رقم (٩٧/٥٠)، وتوجد في ولاية الكامل والوافي بمحافظة
جنوب الشرقية، وتضم أنواعًا من الحياة الفطرية والحيوانات البرية، بالإضافة إلى النباتات الطبيعية، مثل: أشجار
السدر، والسمر.

مواضيع مشابهة

التعرية النهرية والاشكال الناتجة عنها

bayanelm

الخريطة وعناصرها

bayanelm

الصخور

bayanelm