بيئة الغابات المطيرة (الاستوائية)
١- ما خصائصُ بيئةِ الغاباتِ المداريةِ المطيرَةِ ؟
٢- ما الأخطارُ التي تهدِّدُ بيئةَ الغاباتِ المداريةِ المطيرَةِ؟
٣- ما أهميةُ المحافظةِ على بيئةِ الغاباتِ المداريةِ المطيرَةِ ؟
تغطِّي الغاباتُ بأنواعِها المختلفةِ ثلثَ مساحةِ الأرضِ. وقد كانت الغاباتُ في الماضي تغطّي مساحاتٍ أكبرَ مما هي عليهِ الآنَ. فقدْ قُطِعَ كثيرٌ منها بهدفِ توفيرِ الأراضي اللازمةِ للزراعةِ وبناءِ المدنِ والطرقِ والمناطقِ الصناعيةِ. وأهمُّ بيئاتِ
الغاباتِ في العالمِ حاليًا، هي الغاباتُ المداريةُ المطيرَةُ (الاستوائيةُ). ويتركّزُ توزيعُها بينَ درجتيْ عَرْض (٥)
شماليٍّ وجنوبيِّ دائرةِ الاستواءِ،
أي في المناطقِ التي يسودُها المناخُ الاستوائيُّ (شكل٣). ويتميّزُ المناخُ الاستوائيُّ بارتفاعِ درجاتِ الحرارةِ وكميّاتِ الأمطارِ والرطوبةِ طوالَ السنةِ. وتسقطُ الأمطارُ عادةً بعدَ الظُهْرِ وعلى شكلِ زخاتٍ قويةٍ ، وتزيدُ معدلاتُها السنويةُ عن (٢٥٠٠) ملليمتر.
وقد أدَّى ارتفاعُ درجاتِ الحرارةِ وكميّاتُ الأمطارِ طوالَ العامِ إلى زيادَةٍ في نموِّ النباتاتِ الطبيعيةِ وتنوُّعِها وعِظَمِ كثافتِها. ويتجاوزُ ارتفاعُ أشجارِ الغابةِ أحيانًا (٤٠) مترًا (شكل ٣).
تتعرضُ الغاباتُ المداريةُ المطيرَةُ حاليًا إلى التدميرِ بسببِ تزايُدِ قَطْعِ أَشجارِها لمواجهةِ الطلبِ على الأخشابِ لبناءِ المساكِنِ وصناعةِ الأثاثِ والوَرَقِ. كما تُقْطَعُ أشجارُ الغاباتِ وتُحْرَقُ لتوفيرِ الأراضي للزراعَةِ (مثل زراعة الأُرْزِ والبُنِّ ونخيلِ الزَّيتِ)، أو تحويلِ الأراضي إلى مراعٍ لتربيةِ الأبقارِ، أو التعدينِ، بالإضافَةِ إلى استْهلاكِ كمياتٍ كبيرَةٍ منَ الحَطَبِ كوَقودٍ ، وهو ما يهدِّدُ
الغاباتِ بالانكماشِ السريعِ.
من المفيدِ المحافظةُ على الغاباتِ المداريةِ المطيرَةِ لعدَّةِ أسبابِ أبرزُها:
أولاً: أَنَّ (٤٠٪) من الأَدْويةِ المعروفةِ حاليا تُسْتَخْلَصُ منَ النباتاتِ التي تنمو في الغابات الاستوائية.
ثانياً : ينتجُ حوالي نصفِ الأكسجينِ الموجودِ في الجوِّ عَنْ عملياتِ التمثيلِ الضوئيُ، وعليهِ فإنَّ تدميرَ هذهِ الغاباتِ كليًّا يَعني زيادةً ثاني أكسيدِ الكربونِ في الجوْ.
ثالثاً: اقتلاعُ أشجارِ الغابةِ يَحرِمُ السكانَ الأصليينَ منَ مقوَّباتِ حياتِهم، والعيشِ في أوطانِهم التي تعوَّدوا عليْها.