عمانتاريخ

نظم الابحار العمانية القديمة

نظم الابحار العمانية القديمة

كانت عملية إبحار السفن عبر المحيط الهندي عملية منظمة، ارتبطت بالخبرة الميدانية الطويلة المتراكمة لدى رجال البحر، لاسيما أهل عمان ،
ووصل الأمر إلى معرفة السواحل والأماكن من علامات بعيدة مثل :
الجبال، أو لون رمال الساحل، ولون المياه ، ورائحة طين قاع البحر، وأنواع من الطيور البحرية المتواجدة، والحيتان، والأعشاب البحرية.

وكان هناك نظامان للإبحار بين موانىء عمان والخليج العربي ومن ثم الإبحار صوب سواحل المحيط الهندي، وهما :
١ – الديرة البحرية: وهي أن يلتزم الملاح بخط الساحل ولا يغيب عن نظره حتى يصل إلى الميناء الذي يريد، وهذا يتم بين موانىء عمان وموانىء الخليج العربي.
٢ – الديرة المطلقة: وهي أن ينطلق الملاح من بر إلى برآخر عبر عرض البحر الفاصل بينهما ، حيث يستعين البحارة بقياسات النجوم، وكان هذا الطريق أقصر مسافة، ويستخدم للإبحار إلى سواحل المحيط الهندي الشرقية.

وتبدأ عملية السفر التي تعرف عند البحارة بـ (التجهيز) منذ بداية السنة الملاحية ( النيروز)، في أواخر شهر مارس ، ويبدأ كل فرد من أفراد السفينة بالقيام بعمله المرتبط به ، فالنوخذة هو المسؤول الأول في السفينة ورأس من عليها ، ومسؤول عن دخلها وحاصلاتها، أي أنه الحاكم داخل السفينة أثناء الرحلة . ويساعده رجال لهم مهام خاصة مثل : الصرنج الذي يعتبر نائباً
للنوخذة، والوكيل وهو المسؤول عن ميرة السفينة وتموينها ، والسكوتي ومهمته قيادة دفة السفينة، بالإضافة إلى مهام إدارية مثل وظيفة الكراني والطحان . أما المعلم فهو الشخص صاحب المعرفة في شؤون الفلك والخرائط البحرية والقياس والبوصلة البحرية وأجزاء السفينة ، والربان وهو الشخص الذي له خبرة بالموانىء وأعماقها ونظام الدخول والخروج.
ولكل سفينة وجهة محددة وموعد ثابت للإقلاع في مواسم السفر يعرف بموسم السفر فمثلاً السفن التي تسافر إلى البصرة يسمى موسمها موسم البصرة ، والسفن التي تأتي من شرقي أفريقيا تعرف ” بالديماني” أي تصل في موسم الديماني، كما كانت تعرف أحياناً بوجهتها فيقال عن السفن المتجهة إلى موانئ الصين اسم “سفن الصين”.

وتعتمد حركة السفينة في رحلتها على فصول الرياح الموسمية التي تهب على شمال المحيط الهندي فالرياح الموسمية الشتوية والموسمية الصيفية يعتمد عليها أساساً في الإبحار بين منطقة عمان والخليج العربي من جهة وسواحل المحيط الهندي من جهة ثانية، في الذهاب والعودة، حيث كانت عودة السفن مرتبطة بالرياح الصيفية. كما تأثرت
عملية السفر بالتيارات البحرية في المحيط الهندي وعوامل فنية أخرى .
وكانت لكل طريق ملاحي نظمٌ بحرية واستعدادات معينة . ومن أطول الطرق الملاحية كان طريق الخليج العربي إلى ساحل الصين، وكانت رحلته تستغرق ما يزيد عن ستة أشهر، بينما كانت الرحلات إلى غربي الهند ممكنة طوال العام لاسيما من سواحل عمان. ولكن طريق ساحل أفريقيا على الرغم من قربه إلا أنه كان أكثر خطورة .
وهناك أدوات مهمة لا بد للمعلم على السفينة أن يأخذها معه وهي : الرهمانج (دليل الطريق)، والبوصلة (الحقة، الديرة)، وآلات تحديد ارتفاع النجوم وآلات قياس عمق المياه ، والفانوس (القنديل).

وكانت هناك نظمٌ واحتفالات لاستقبال السفن أثناء دخولها الموانىء أو عودتها إلى موانئها، حيث تعود محملة
بمختلف السلع والبضائع فتضرب الطبول والدفوف ، وفي ظفار كان حاكم الميناء يرسل الكسوة الكاملة
لصاحب المركب أو وكيله وللربان وغيرهم من مسؤولي السفينة . وكان لكل ميناء تقاليده في الاحتفالات وإكرام
التجار .

مواضيع مشابهة

من اشرف المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة اوكيو للطاقة العمانية

bayanelm

الثقافة العمانية نظرة مستقبلية

bayanelm

النظام الاساسي في المباديء الاقتصادية لسلطنة عمان

bayanelm