جغرافياعمان

موارد المياه في سلطنة عمان

موارد المياه في سلطنة عمان

تعد سلطنة عمان من المناطق الجافة ، حيث تقع ضمن إقليم المناخ المداري الجاف الذي يتميز بقلة الأمطار وعدم انتظامها، ويبلغ المعدل السنوي للأمطار حوالي (١٠٠) ملم، وعلى الرغم من قلتها إلا أنها تعد المصدر الأساسي للموارد المائية في سلطنة عُمان والتي تتوزع بين الأنواع الآتية:
١- المياه السطحية
هي المياه التي تجري في مجاري الأودية عقب سقوط الأمطار، أو بسبب تدفق المياه الجوفية في هذه المجاري، مثل وادي المعيدن في نزوى، ووادي ضيقة في قريات، ووادي الحوقين في الرستاق.
وتستغل المياه السطحية في سلطنة عُمان بعدة طرق منها :
الاستغلال المباشر: وذلك باستخدام مياه الأودية في ري المزروعات ولاسيما الموسمية منها، ويستخدم بعض سكان الأودية الآلات لضخ المياه إلى المزارع، وعن طريق الأفلاج الغيلية.
السدود: وهي عبارة عن إنشاءات هندسية لتخزين المياه. وتقام السدود في مجاري الأودية وتصنف إلى الأنواع الآتية :

| أ- سدود التغذية الجوفية والتي تهدف إلى زيادة مخزون المياه الجوفية مثل سد وادي تنوف في نزوى ، وسد وادي الحواسنة في الخابورة وسد وادي غول بالحمراء، وسد وادي الخوض بالسیب.
ب- سدود التخزين: والهدف منها تخزين المياه والإفادة منها وقت الجفاف مثل سدود الجبل الأخضر.

ج- سدود الحماية من الفيضانات:والهدف منها حماية المناطق المجاورة من أخطار فيضانات الأودية ، يضاف إلى ذلك زيادة مخزون المياه الجوفية مثل سد وادي الجزي في صحار، وسد وادي الفليج في صور، وسد وادي الأنصب في بوشر.

٢- المياه الجوفية

وهي المياه المختزنة في باطن الأرض بين مسام الصخر وطبقاته. وتنقسم المياه الجوفية في سلطنة عُمان إلى قسمين هما: مياه جوفية سطحية، ومياه جوفية عميقة.

المياه الجوفية السطحية:
وهي المياه المختزنة بالقرب من سطح الأرض ، وقد تمكن العمانيون من استغلال هذه المياه بطرق عدة منها الأفلاج:
والفلج عبارة عن قناة اصطناعية تشق في باطن الأرض بين المنطقة الحاملة للمياه عند سفوح الجبال أو المناطق المرتفعة، وبين المناطق المعمورة أو المأهولة بالسكان، والتي عادة ما تمتد أفقيًا في الطبقات الصخرية بميل خفيف يساعد على جريان المياه الباطنية التي تتجمع فيه عن طريق التسرب ويوضح الشكل (١٨) أجزاء الفلج، وكيفية انسياب المياه في القناة.

ويعود إنشاء الأفلاج في سلطنة عُمان إلى قرون عدة، وسلطنة عُمان من الدول القليلة التي تستخدم الأفلاج. وقد بلغ عدد الأفلاج في سلطنة عُمان (٤١١٢) فلجًا، وتختلف في طولها من كيلو متر واحد إلى ١٦كم، وعمقها ما بين مترين إلى سبعة أمتار، وتتوزع بنسبة (٣٨٪) في محافظتي الباطنة و(٢٠,٦٪) في محافظتي الشرقية، و(١٨,٢٪) في محافظة الداخلية، و(١٧,٤٪) في محافظتي الظاهرة والبريمي، و(٥,٨٪) في محافظة مسقط.
إن المتأمل لهندسة بناء الأفلاج في سلطنة عمان والتخطيط المحكم لاستغلال مياهها، يدرك العبقرية الفذة للإنسان العُماني عبر تاريخه الطويل، ولم تقف الظروف الطبيعية حائلاً أمام هذا الإنسان لتحقيق طموحاته، فلنا أن نتصور الجهد الكبير الذي بذله الأجداد لحفر تلك الأفلاج باستخدام أدوات الحفر التقليدية.

انواع الافلاج في سلطنة عمان

فلج غیلی: ومصدره مياه الجريان السطحى في الأودية (الغيل) و ينقطع جریانه في فترات الجفاف ومن الامثلة عليه فلج المزارع بقريات وفلج المعيدن بنزوى ونسبتها 48,5% من الافلاج في السلطنة.

فلج عيني: ومصدره مياه العيون والينابيع التي تخرج من سفوح الجبال وهو دائم الجريان ولكن تقل مياهه وقت الجفاف ومن الامثلة عليه فلج عين الکسفة بالرستاق وفلج عين الحمام في بوشر وفلج عين أرزات بصلالة وتمثل هذه الافلاج 28% من مجموع الافلاج في سلطنة عمان.

فلج داوودي: ومصدره المياه الجوفية عند سفوح الجبال، ويتم استخراجها عن طريق حفر عدة آبار وتوصيلها
بقناة سفلية تجري فيها المياه نتيجة الانحدار إلى الأراضي الزراعية وهو دائم الجريان وتقل مياهه وقت الجفاف ومن الامثلة عليه فلج دارس بنزوی وفلج الملكي بإزكي وفلج الميسر بالرستاق وتمثل هذه الافلاج 23.5 من مجموع الافلاج في سلطنة عمان.

انواع الافلاج في سلطنة عمان

الآبار:
تنقسم الآبار إلى نوعين:
١- الآبار العادية:
هي الآبار التي يقوم الإنسان بحفرها يدويا أو بطريقة آلية إلى أعماق مختلفة، بهدف الوصول إلى المياه الجوفية المختزنة في باطن الأرض، التي يختلف مستواها من مكان إلى آخر، وتستخرج المياه منها إما بطريقة يدوية أو باستخدام المضخات ويطلق على البئر محليا (الطوي) وينتشر هذا النوع من الآبار في جميع محافظات سلطنة عُمان.

٢ -الآبار الإرتوازية:

هي التي تتدفق مياهها تلقائيا، ويصل فيها منسوب المياه الجوفية إلى سطح الأرض أو قريباً منه، حيث لا يتطلب رفع المياه
جهدا کبیرا.

رسم توضيحي للابار الارتوازية

المياه الجوفية العميقة :
هي المياه التي توجد على أعماق بعيدة من سطح الأرض على شكل أحواض مائية ، والتي تكونت منذ ملايين السنين، وقد عملت الحكومة الرشيدة على استكشاف هذه المياه باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة (الأقمار الاصطناعية) . ولقد قامت الحكومة باستغلال هذه الأحواض من خلال إنشاء المشاريع التي تمد سكان هذه المحافظات بالمياه وتسد العجز المائي فيها، ولضمان حماية مياه الأحواض المائية من التلوث والاستنزاف فقد تم تحويل مناطق هذه الأحواض إلى مناطق محمية بحكم القانون.
وقد وضعت الحكومة خططا لاستغلالها ضمن مشاريع كبيرة، وأهم هذه المشاريع:

١- مشروع حوض المسرات:
يوجد في محافظة الظاهرة، ويزود هذا الحوض ولايات عبري وينقل وضنك، بالمياه اللازمة للاستهلاك البشري.

٢- مشروع حوض رمال الشرقية:
يوجد في محافظة جنوب الشرقية، ويزود ولايات الكامل والوافي، وجعلان بني بو حسن، وجعلان بني بو علي، بالمياه اللازمة للاستهلاك البشري.

خريطة الاحواض المائية في سلطنة عمان

مشكلات الموارد المائية في سلطنة عمان

تتمثل مشكلات الموارد المائية في سلطنة عمان بالآتي:
١- استنزاف المياه :
تؤدي كثرة استنزاف المياه الجوفية إلى انخفاض منسوبها، وذلك لزيادة عدد السكان وزيادة الآبار المحفورة، واستخدام أدوات الحفر الحديثة التي تصل إلى أعماق بعيدة في الوقت الذي لم تعد كميات الأمطار المتساقطة قادرة على تعويض الكميات المستنزفة، يضاف إلى ذلك الإسراف في استخدام المياه للأغراض الحياتية المختلفة، سواء داخل المنزل أم في المصانع والمزارع.

رسم يوضح منسوب المياه الجوفية

تعمل الحكومة جاهدة على تعويض الكميات المستنزفة من خلال تحلية مياه البحر، فقد أنشأت (٣٤) محطة تحلية
للمياه المالحة الجوفية والبحرية موزعة على محافظات سلطنة عُمان المختلفة.

خريطة توزيع محطات تحلية المياه في سلطنة عمان

هل تعلم

تعد محطة تحلية المياه بالغبرة بمحافظة مسقط أقدم محطة في سلطنة عُمان وقد تم افتتاحها رسميا عام ١٩٧٦م بينما
تعد محطة تحلية المياه ببركاء بمحافظة جنوب الباطنة أحدث المحطات وقد افتتحت عام ٢٠٠٣م.

٢- تملح المياه في ساحل الباطنة (دراسة حالة):
تظهر مشكلة تملح المياه بوضوح في سلطنة عمان في ساحل الباطنة وبعض قرى ولاية جعلان في محافظة جنوب الشرقية وبعض مناطق الشريط الساحلي لصلالة في محافظة ظفار. ويؤدي تملح المياه إلى عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري ولكثير من المحاصيل الزراعية، كما يؤدي إلى تملح التربة التي تفقد الكثير من خصوبتها،وهو أحد أشكال التصحر.

أسبابها :

استخدام المضخات الحديثة في سحب المياه الجوفية من الآبار وهو ما أدى إلى زيادة السحب.

تزاید عدد السكان واحتياجاتهم المائية .
*سوء استخدام المياه في الري.

خريطة ساحل الباطنة بسلطنة عمان

مظاهرها :

تناقص المياه الجوفية العذبة .

دخول المياه المالحة على المياه العذبة الباقية .

تملح الماء وبالتالي تملح التربة الزراعية .
نتائجها :

موت بعض الأشجار مثل النخيل وغيرها .

انخفاض إنتاجية المزروعات .

عدم صلاحية المياه للاستخدامات البشرية.

دور الحكومة في معالجة مشكلات الموارد المائية في سلطنة عمان :

مشروع تركيب عدادات على الآبار لقیاس كمية المياه المستهلكة من كل بئر ، وقد تم البدء في تنفيذه في ولاية بركاء .

التشريعات المائية (تنظيم وتسجيل الآبار أو إعطاء التصاريح لحفرها أو التوسع فيها).

حملات التوعية والإرشاد .

محطات تحلية المياه .

ترشيد استهلاك المياه في سلطنة عمان
لم يعد الترشيد في استهلاك المياه موجهًا لفئة معينة في المجتمع أو لنشاط اقتصادي دون غيره.
بل إنه موجه للجميع، فقد أكد ذلك السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – في إحدى جولاته عام ١٩٩٩م عندما قال: (إن الترشيد أمر ضروري لا مناص منه فالعالم جميعًا بما في ذلك البلدان التي تتوافر بها الأنهار تطالب بالترشيد، فكيف نحن؟ والمياه هنا بما قسم الله لنا منها يجب أن يحافظ عليها وأن نكون حسب ما أراد الله بحيث لا نسرف لا في المياه ولا في غيرها)).

وانطلاقاً من توجيهات صاحب الجلالة قامت الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة لترشيد استهلاك المياه في سلطنة عُمان والتي تتمثل في الآتي:
١- استخدام التقانات الحديثة في ترشيد استهلاك المياه.
٢- عدم السماح بحفر الآبار عشوائياً دون وجود دراسات مسحية تحدد كمية المياه الجوفية الموجودة ومستوى وكمية التغذية السنوية للمستودعات.
٣- إدخال مواضيع دراسية تحث على ترشيد استهلاك المياه في المناهج ولمختلف المراحل الدراسية.
٤- البحث عن وسائل جديدة غير مكلفة وغير ملوثة للحصول على الموارد المائية الآمنة والدائمة. ولعل في استخدام الطاقة الشمسية على نطاق واسع في تحلية مياه البحار والمحيطات ما يعطينا أملاً كبيراً.

مواضيع مشابهة

تحليل الصور الفضائية وتفسيرها

bayanelm

من اشرف المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة اوكيو للطاقة العمانية

bayanelm

نسب قبيلة العلوي في سلطنة عمان

bayanelm