ويسلط الدكتور هلال الحبسي، من جمعية علماء الاجتماع، الضوء على الحاجة إلى مزيد من الوعي والحلول القابلة للتنفيذ لضمان رفاهية هذه الفئة السكانية الحيوية.
ويشير الحبسي إلى أن الفجوة بين الأجيال اتسعت بسبب شيوع التواصل الافتراضي.
ويشرح قائلاً: “نحن نعتني بكبار السن ونقوم بواجباتنا الدينية تجاههم، لكن هناك فجوة في الممارسات اليومية تجعلهم يشعرون بالانفصال عنا رغم وجودنا جسدياً”. غالبًا ما يترك هذا الانفصال كبار السن معزولين داخل أسرهم، مما يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية والجسدية.
ويؤكد ارتفاع عدد السكان المسنين على الحاجة الملحة لمعالجة هذه القضايا.
وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت أعدادهم من 260 مليوناً في عام 1980 إلى 761 مليوناً في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 1.6 مليار بحلول عام 2050.
وفي عمان، وصل عدد كبار السن إلى 228,981 في عام 2023، مما يعكس النمو السريع بسبب التقدم في الرعاية الصحية وتحسن مستويات المعيشة. ومع ذلك، تظهر الدراسات، مثل تلك التي أجرتها كلية الطب بجامعة ميشيغان، أن واحدًا من كل أربعة من كبار السن يعاني من العزلة الاجتماعية، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية حادة، خاصة بين الرجال.
وفيما يتعلق بدور الهوية الاجتماعية، فإن الأدوار الاجتماعية تشكل بشكل عميق إحساس الفرد بالهدف والهوية.
مع تقدم العمر، تتضاءل هذه الأدوار، مما يؤدي غالبًا إلى الشعور بعدم الجدوى والعزلة.
ويؤكد الحبسي على أهمية دمج كبار السن في الحياة الأسرية والمجتمعية لمحاربة هذه المشاعر، قائلاً: “كبار السن موجودون بيننا لكننا لسنا موجودين معهم”.
توصيات للتغيير
ويقترح الحبسي عدة إجراءات لتعزيز نوعية الحياة لكبار السن ومعالجة عزلتهم:
هذه هي:
إشراك كبار السن بنشاط في الأدوار العائلية، وتقدير حكمتهم وخبراتهم.
إنشاء عيادات كبار السن وتوسيع خدمات الرعاية المنزلية لضمان الراحة والأمان.
تنظيم المناسبات الاجتماعية والأنشطة الترفيهية لتعزيز التفاعل والشعور بالانتماء.
توعية الجمهور بمخاطر العزلة الاجتماعية وأهمية دعم كبار السن.
تقديم مبادرات نفسية واجتماعية لمساعدة كبار السن على البقاء مساهمين نشطين في المجتمع.
ومن خلال إعطاء الأولوية لهذه المبادرات، يمكن للمجتمعات سد الفجوة بين الأجيال، وضمان بقاء كبار السن مندمجين ومقدرين ومتصلين في سنواتهم الذهبية.