مدينة فوه: جوهرة شمال مصر
تُعد مدينة فوه إحدى المدن المصرية العريقة التي تقع في أقصى شمال محافظة كفر الشيخ، وتشتهر باسم “مدينة المساجد”. تعد فوه مركزًا مهمًا نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز على فرع رشيد، أحد فرعي نهر النيل. تبعد المدينة 181 كيلومترًا شمال القاهرة و98 كيلومترًا شرق الإسكندرية.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة فوه في أقصى غرب محافظة كفر الشيخ، ويحدها:
- شمالًا: مركز مطوبس.
- شرقًا: مركزي دسوق وسيدي سالم.
- غربًا: مركز المحمودية بمحافظة البحيرة.
- جنوبًا: نهر النيل – فرع رشيد، ومدينة المحمودية بمحافظة البحيرة.
تاريخ مدينة فوه
العصر الإسلامي
شهدت فوه ازدهارًا كبيرًا خلال العصر الإسلامي نتيجة لعاملين رئيسيين:
- التطور الإداري: في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، أصبحت فوه جزءًا من التقسيمات الإدارية الكبرى. كما أنها ازدهرت في العصر الأيوبي والمملوكي نتيجة لنظام الإقطاع.
- الحروب الصليبية: كانت فوه أحد المواقع التي تعرضت للهجمات الصليبية، حيث اجتاحتها حملة صليبية عام 600 هـ ونهبت المدينة قبل أن تستعيد مكانتها لاحقًا.
خلال العصر المملوكي، أصبحت فوه مركزًا تجاريًا مهمًا، وبرزت صناعاتها المختلفة، لا سيما في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، الذي دعم حفر خليج الإسكندرية لتعزيز التجارة والنقل بين فوه والإسكندرية.
العصر العثماني والحديث
استمرت فوه كمركز إداري خلال العصر العثماني. وفي عام 1826م، أصبحت مقرًا لقسم بلاد الأرز، ومع إعادة تنظيم المحافظات المصرية عام 1871م، أصبحت فوه مركزًا إداريًا تحت محافظة الغربية، قبل أن تنضم إلى كفر الشيخ لاحقًا.
أهمية فوه التجارية والصناعية
لعبت التجارة دورًا مهمًا في ازدهار فوه، خصوصًا في العصور المملوكية والعثمانية. كانت المدينة مركزًا رئيسيًا للصناعات الحرفية مثل:
- صناعة السجاد والكليم والجوبلان والطوبس، التي لا تزال تلقى رواجًا في أوروبا وأمريكا.
- إنتاج الورق الفوي، الذي اشتهرت به فوه في العصر المملوكي.
- صناعة الطرابيش، حيث أسس محمد علي باشا مصنعًا لصناعة الطرابيش في فوه عام 1824م.
المعالم الأثرية بفوه
تمتلك فوه عددًا كبيرًا من الآثار الإسلامية، مما جعلها المدينة الثالثة بعد القاهرة ورشيد من حيث كثافة المواقع الأثرية. ومن أبرز المعالم:
- مسجد القنائي: أحد المساجد المعلقة الشهيرة.
- مسجد السادات السبعة: يضم ضريحًا لسبعة من الصوفيين.
- مسجد الدوبي: يتميز بأنه بلا مئذنة.
- وكالة ماجور: إحدى أقدم الوكالات التجارية المتبقية في الوجه البحري.
- مصنع الطرابيش: من أوائل المصانع الحديثة في مصر.
اقرأ المزيد عن تاريخ فوه على موقع بيان العلم
السكان والتقسيم الإداري
يبلغ عدد سكان مدينة فوه حوالي 64,290 نسمة وفقًا لتعداد عام 2006. تتبع المدينة إداريًا محافظة كفر الشيخ، وتضم عدة قرى مثل قبريط، سنديون، السالمية، وأبو دراز.
أشهر الشخصيات من فوه
خرج من فوه العديد من الشخصيات البارزة، مثل:
- سعد زغلول: قائد ثورة 1919.
- د. محمد خليل عبد الخالق: مكتشف علاج البلهارسيا.
- الشيخ محمد عبد الرحمن بيصار: شيخ الأزهر الأسبق.
- د. علي باشا إبراهيم: رائد نظام التأمين الصحي في مصر.
اقرأ عن مشاهير فوه على موقع بيان العلم
فوه اليوم: السياحة والتنمية
أدرجت اليونسكو مدينة فوه كإحدى المدن التراثية المهمة، حيث تحتوي على عدد كبير من المساجد والآثار الإسلامية. تسعى الدولة حاليًا لتطوير البنية التحتية بها وتعزيز النشاط السياحي.
خاتمة
تظل فوه واحدة من المدن المصرية التي تمتلك تراثًا غنيًا يمتد عبر القرون، بفضل موقعها الجغرافي المتميز وصناعاتها التقليدية التي صمدت أمام الزمن. وللمزيد من المعلومات عن الآثار والتاريخ الإسلامي في مصر، يمكنك زيارة: