إن الجهود التي تبذلها سلطنة عمان لتحديث أسواق رأس المال لديها جعلت سلطنة عمان أقرب إلى الحصول على تصنيف الأسواق الناشئة (EM) من قبل موفري المؤشرات العالمية مثل MSCI و FTSE. يسلط تقرير جديد صادر عن بنك الاستثمار العماني (OIB) الضوء على الخطوات التي تم تحقيقها في أسواق الأسهم والدخل الثابت مع تحديد التحديات التي لا تزال قائمة.
الطريق إلى الشمول
وقد عززت الاكتتابات العامة الأولية الأخيرة في بورصة عمان وبورصة مسقط (MSX) – لا سيما من قبل كيانات مثل OQ Exploration and Production، وOQ Gas Network، وAbraj Energy – عرض عمان للحصول على وضع الأسواق الناشئة، وفقًا للتقرير. وقد أدت هذه الإدراجات إلى توسيع القيمة السوقية لـ MSX بشكل كبير، والتي زادت بأكثر من الضعف منذ عام 2020 لتصل إلى 32 مليار دولار. يتوقع المحللون أن ينمو إجمالي القيمة السوقية إلى 64-66 مليار دولار بحلول عام 2030، مدفوعًا بخطط الاكتتاب العام الأولي القوية والإصلاحات المدعومة من الحكومة.
وعلى الرغم من هذا التقدم، فمن غير المرجح أن تتم مراجعة عمان لإدراجها في الأسواق الناشئة قبل عام 2026 بسبب معايير MSCI الصارمة والحاجة إلى مزيد من عمق السوق والسيولة. ومع ذلك، يتوقع التقرير إدراجها بحلول عام 2027 إذا حافظت عمان على مسارها الحالي ونفذت إصلاحات حاسمة، حسبما يشير مكتب الاستثمار الدولي في تقريره.
ترقية درجة الاستثمار
وترتكز رحلة إعادة التصنيف في سلطنة عمان على عودتها إلى مرتبة الاستثمار. وفي سبتمبر/أيلول، قامت وكالة ستاندرد آند بورز العالمية بترقية تصنيف سلطنة عمان إلى BBB-، مشيرة إلى ضبط الأوضاع المالية والمرونة الاقتصادية. ومن المتوقع أن تتبعها وكالة موديز بترقية مماثلة في الأشهر المقبلة، إلا في حالة حدوث صدمات كبيرة مثل انخفاض أسعار النفط أو تزايد المخاطر الجيوسياسية.
ولا يؤدي هذا التحسن في التصنيف إلى تعزيز جاذبية عمان للمستثمرين الأجانب فحسب، بل يسهل أيضًا الوصول إلى أسواق رأس المال العالمية. ومن المتوقع أن تنمو سوق الدخل الثابت، التي تبلغ قيمتها 46 مليار دولار في عام 2024، إلى 70 مليار دولار بحلول عام 2030، حيث تقود الإصدارات غير الحكومية هذا التوسع.
تعزيز كفاءة السوق
ويؤكد التقرير على الحاجة إلى مزيد من التحديث لتتماشى مع المعايير العالمية. وتشمل التوصيات الرئيسية تمكين أمناء الحفظ من العمل كأعضاء مقاصة، والتكامل مع يوروكلير، وتشجيع تداول الديون خارج البورصة، وإدخال آليات التحوط. يعد تعزيز العلاقات مع المستثمرين وزيادة التعويم الحر في الأسهم أمرًا محوريًا أيضًا لتعزيز السيولة وأحجام التداول، والتي من المتوقع أن ترتفع من 13 مليون دولار يوميًا في عام 2024 إلى 50-60 مليون دولار بحلول عام 2030.
تعكس الإصلاحات الطموحة في سلطنة عمان رؤيتها لاقتصاد متنوع، حيث تلعب أسواق رأس المال دورا مركزيا في جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز النمو المستدام. وفي حين لا تزال هناك تحديات، تشير التوقعات إلى مسار واعد للنظام المالي في سلطنة عمان.