جمع مؤتمر القيادة السنوي الرابع عشر، الذي انعقد يومي 10 و11 ديسمبر في فندق جراند ميلينيوم مسقط، قادة الفكر العالميين وصانعي السياسات وخبراء الصناعة لمناقشة استراتيجيات القيادة التحويلية الضرورية لمستقبل عمان. وقد أقيم هذا الحدث تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، حيث تماشيت مناقشاته مع رؤية عمان 2040، مع التركيز على الدور المحوري للقيادة في تشكيل النمو المستدام.
وسلط المؤتمر، الذي نظمته مؤسسة الأصايل للتنمية، الضوء على موضوعات مثل القيادة الملهمة، والتحول الثقافي، والذكاء العاطفي. ويستهدف هذا الحدث قادة القطاعين العام والخاص، ويسعى إلى إعادة تعريف نماذج القيادة لمواجهة تحديات عالم سريع التغير.
وأكد السيد سالم البوسعيدي وكيل وزارة العمل لتنمية الموارد البشرية أهمية هذا الحدث. وأكد أن المؤتمر أكثر من مجرد تجمع؛ إنه حجر الزاوية في سعي عمان لتحقيق التنمية المستدامة من خلال القيادة القوية.
ووفقا للبوسعيدي، “يعد هذا المؤتمر بمثابة منصة رئيسية لدعم رؤية عمان 2040، حيث يلعب القادة دورا حيويا في قيادة التغيير التحويلي”. وسلط الضوء على الحاجة الماسة لتزويد القادة بالأدوات اللازمة لإدارة التحديات العالمية مع تعزيز الابتكار والمرونة.
لعبت رعاية الشركات أيضًا دورًا محوريًا في نجاح الحدث. وأعرب أشرف المعمري، الرئيس التنفيذي لمجموعة OQ، عن اعتزازه بدعم المبادرة بصفته الراعي الذهبي. ووصف الرعاية بأنها انعكاس لالتزام أوكيو بتنمية رأس المال البشري. وقال المعمري: “نحن في أوكيو نؤمن بأهمية تمكين موظفينا وخلق القيمة لأصحاب المصلحة من خلال النمو والابتكار والتميز القيادي”. وشددت تصريحاته على دور القطاع الخاص في تعزيز القيادة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية الوطنية.
ألقى المتحدث الرئيسي للمؤتمر، ستيفن إم آر كوفي، كلمة افتتاحية قوية حول موضوع القيادة والتغيير: إلهام النمو والإمكانات. استخدم كوفي استعارة حية لشرح جوهر القيادة في عالم اليوم الديناميكي. ووصف وادي الموت في كاليفورنيا، بأنه أحد أكثر الأماكن جفافاً على وجه الأرض، والذي تحول إلى حقل نابض بالحياة من الزهور البرية بعد هطول أمطار غير عادية في عام 2005. وأوضح أن هذه الظاهرة ترمز إلى الإمكانات الخاملة لدى الأفراد والفرق.
وقال كوفي: “القيادة تدور حول خلق الظروف المناسبة لازدهار هذه الإمكانات”. “الأمر لا يتعلق بالسيطرة، بل يتعلق بإلهام النمو والمساهمة الهادفة.” وقد حددت هذه الفكرة نغمة المناقشات التي تلت ذلك، وتحدي نماذج القيادة التقليدية والدعوة إلى نهج أكثر تركيزًا على الإنسان.
وأوضح كوفي الحاجة إلى الابتعاد عن أسلوب القيادة الذي عفا عليه الزمن والذي يعتمد على القيادة والسيطرة، والذي يعطي الأولوية لإدارة الأفراد والتحكم في النتائج. وبدلاً من ذلك، قدم نموذج “الثقة والإلهام”، الذي يركز على بناء الثقة، وتعزيز الروابط العاطفية، وإلهام الهدف.
وحدد خمسة مبادئ رئيسية للقادة المعاصرين: الاعتراف بوجود الإمكانات الكامنة في الجميع ورعايتها؛ القيادة بالقلوب والعقول من خلال بناء الثقة العاطفية والمعنى؛ احتضان الوفرة بدلاً من الندرة لتشجيع التعاون والابتكار؛ إعطاء الأولوية للإشراف على الملكية، مع التركيز على المسؤولية بدلاً من السيطرة؛ وفهم أن التحول يبدأ من الداخل، مع النمو الشخصي كأساس للقيادة الفعالة.
وشدد كوفي في خطابه على قوة الثقة في قيادة أداء الفريق ومرونته. وأوضح أن “ثقافات الثقة العالية تعزز التعاون والابتكار، وتخلق بيئة يمكن للأفراد أن يزدهروا فيها”. كما سلط كوفي الضوء على الدور الحاسم للإلهام، مشيرًا إلى أن الفرق الملهمة تكون أكثر إنتاجية بكثير من تلك التي تشعر بالرضا فقط. ومن خلال ربط الأفراد بإحساس أعمق بالهدف، يمكن للقادة إطلاق العنان لإمكانات استثنائية.