عمان تكشف عن مخطط للمدن الذكية والمستدامة



مسقط، 12 يناير

بدأت الرؤية الحضرية الطموحة في سلطنة عمان تتشكل، بقيادة مخطط ديناميكي كشف عنه الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني. وفي المؤتمر الإعلامي الأخير بعنوان “عمان والعالم”، حدد الوزير أجندة تحويلية تهدف إلى وضع البلاد كوجهة استثمارية رائدة ورائدة في الحياة الحضرية المستدامة. وتتوافق هذه الدفعة الإستراتيجية مع أهداف رؤية عمان 2040، مما يمهد الطريق للتطورات الحضرية المتطورة والمجتمعات المزدهرة.

من الأمور المركزية في الاستراتيجية الحضرية في سلطنة عمان هو تمكين المستثمرين والمطورين العقاريين من خلال لوائح مبسطة وأطر تعاونية. وأكد الدكتور الشعيلي التزام الوزارة بتعزيز الشراكات بين الجهات الحكومية والمستثمرين من القطاع الخاص وأصحاب المصلحة – وهو التآزر الذي يعتبر العمود الفقري للنهضة الحضرية في عمان.

وأضاف: “يتمثل دورنا في خلق بيئة يمكن للمستثمرين أن يزدهروا فيها”، مشددًا على أن هذه الشراكات ضرورية لدفع الابتكار والتقدم المستدام في القطاع العقاري.

تقع مدينة السلطان هيثم في قلب التحول الحضري، والتي يُنظر إليها على أنها أول مدينة ذكية متكاملة في سلطنة عمان ومحور رؤية عمان 2040. وتمثل المدينة نموذجًا حضريًا حديثًا يمزج بين التخطيط المتقدم والتكنولوجيا والاستدامة. وهناك مناقصة دولية لتطوير وإدارة تقنياتها المتطورة أصبحت وشيكة، مما يشير إلى نية عمان للاستفادة من الخبرات العالمية.

وأشار إلى أن “مدينة السلطان هيثم تجسد رؤيتنا للمستقبل، وهي مدينة مصممة للناس ومدعومة بالابتكار”.

وتماشيا مع الاتجاهات العالمية، ستعمل مشاريع عمان المستقبلية على دمج التقنيات الذكية لضمان الكفاءة والاتصال والاستدامة البيئية. ومن حلول البنية التحتية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي إلى أحدث الخدمات الرقمية، تضع الوزارة الأساس للتحول الرقمي الشامل. وأكد الدكتور الشويلي أن هذه المبادرات من شأنها أن تعزز ليس فقط عمليات المشروع ولكن أيضًا الحياة اليومية للمقيمين والزوار.

وأشار إلى أن التزام عمان بالتحول الرقمي يعكس التزامنا بتسخير التكنولوجيا من أجل مستقبل مستدام وشامل.

ومع احتضانها للحداثة، تظل عمان ثابتة في الحفاظ على تراثها الثقافي والمعماري. وكشف الدكتور الشويلي أن استراتيجيات التخطيط الحضري الجديدة تعطي الأولوية للتصاميم التي تركز على المجتمع، مع وجود أحياء تتميز بأسواق يسهل الوصول إليها ومساجد وشوارع صديقة للمشاة. تستمد التطورات الحديثة الإلهام من الهندسة المعمارية العمانية التقليدية، مما يخلق مزيجًا سلسًا من الماضي والمستقبل.

وأكد أن مدننا ستظل انعكاسا لتراثنا الغني مع احتضان أفضل الابتكارات الحضرية الحديثة.

وقد برز مشروع جبل عمان الأخضر (الجبل الأخضر) كفرصة متميزة للاستثمار. يشتهر المشروع بمناخه المعتدل ومناظره الطبيعية الخلابة، ويوفر موقعًا متميزًا للسياحة والإسكان والمشاريع العقارية. ولجذب الاستثمارات الخليجية والدولية، قدمت الوزارة فرص ملكية جديدة، مما يعزز جاذبية عمان كمركز للاستثمار.

وقال الوزير: “يمثل الجبل الأخضر انسجامًا تامًا بين الطبيعة والتنمية، وهو وجهة مهيأة لجذب الاهتمام العالمي”.

وتستفيد عُمان أيضًا من الخبرات الإقليمية لتعزيز أجندتها الحضرية. وفي معرض تسليط الضوء على إنجازات التنمية الحضرية الملحوظة في مصر، أشاد الدكتور الشعيلي بالجهود التعاونية بين سلطنة عمان ووزارة الإسكان المصرية. وقد أعربت الشركات المصرية عن اهتمامها الكبير بالقطاع العقاري المزدهر في سلطنة عمان، والذي جذبته البنية التحتية القوية والمناخ الاستثماري الملائم للسلطنة.

ولدعم العدد المتزايد من السكان المتوقع أن يصل إلى 5 إلى 8 ملايين نسمة خلال العقد المقبل، شرعت عمان في تنفيذ مشاريع بنية تحتية طموحة. وتم الكشف عن خطط لمترو مسقط وشبكة موسعة للنقل العام، مع التركيز على الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز التنقل الحضري مع استيعاب التحولات الديموغرافية المستقبلية.

وقال الوزير: “إن مشاريع البنية التحتية لدينا مصممة لتلبية احتياجات الغد، وتعزيز الاتصال والنمو المستدام”.

وتعكس مشاريع المدن المستقبلية في عمان نهجا جريئا وشاملا للتنمية الحضرية، وتشابك فرص الاستثمار، والحفاظ على الثقافة، والتقدم التكنولوجي. ومن خلال إنشاء مجتمعات ذكية ومستدامة، تضع عُمان نفسها كشركة رائدة إقليميًا وعالميًا في مجال الابتكار الحضري.

ومن خلال رؤية واضحة والتزام ثابت، تسير السلطنة على الطريق الصحيح لإعادة تعريف الحياة الحضرية – ليس فقط بناء المدن ولكن أيضًا إرثًا من التقدم والازدهار.



Source link

مواضيع مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *