ووفقا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء الوطنية التايوانية CNA، تم تنظيم الزيارة من قبل مكتب تايبيه الاقتصادي والثقافي في عمان. والتقى الوفد بمسؤولين من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وجهاز الاستثمار العماني، اللذين يقودان بشكل مشترك جهود عمان لتحفيز تطوير قطاع متقدم قائم على أشباه الموصلات في البلاد. وتركزت المحادثات بين الجانبين على الاستثمار والتعاون ليس فقط في مجال أشباه الموصلات ولكن أيضًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد تم تمثيل أربعة لاعبين رئيسيين في قطاع أشباه الموصلات في تايوان – ULVAC Taiwan Inc، وMSScorps Co, LTD، وeMemory Technology Inc، وGlobal Unchip Corp – في الوفد. وكان برفقتهم مسؤولون من جامعة مينغسين للعلوم والتكنولوجيا في هسينشو. ومن الجدير بالذكر أن جامعة مينغشين، إلى جانب جامعة تشونغ هسينغ الوطنية في تايتشونغ، تستضيف حاليًا مجموعة من 22 طالبًا عمانيًا في ورشة عمل تدريبية مدتها أسبوعين حول تكنولوجيا أشباه الموصلات.
وخلال إقامتهم التي استمرت أسبوعًا في سلطنة عمان، زار الوفد التايواني أيضًا الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الألمانية للتكنولوجيا (جيوتك) وجامعة نزوى. كما وقعت جامعة منغشين اتفاقية مع جامعة نزوى، التي تعد في طليعة مجال التدريب والبحث والتطوير في مجال أشباه الموصلات في سلطنة عمان.
ونظرًا لمكانة تايوان كقوة عالمية لتصنيع أشباه الموصلات، فإن أي ترتيب تعاوني لديه القدرة على تحقيق فوائد هائلة لعمان. وتنتج تايوان حاليا أكثر من 60 في المائة من إنتاج أشباه الموصلات في العالم. وتستضيف البلاد العديد من مرافق أشباه الموصلات، والتي تساهم مجتمعة بنسبة كبيرة تبلغ 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن الجدير بالذكر أن الزيارة الأخيرة تأتي وسط تزايد التفاؤل بشأن آفاق صناعة أشباه الموصلات المحلية المزدهرة التي تتشكل في عمان. ومما يعزز هذا الوعد التطوير المستمر لمشروع البولي سيليكون بطاقة 100 ألف طن سنويًا في ميناء صحار والمنطقة الحرة بتكلفة 1.6 مليار دولار. ومن المتوقع أن يوفر المشروع، الذي تروج له شركة يونايتد سولار القابضة ومقرها عمان، مواد خام مهمة لتصنيع أشباه الموصلات في سلطنة عمان، من بين صناعات أخرى.
ويلعب صندوق الثروة السيادية جهاز الاستثمار العماني أيضًا دورًا محوريًا في نمو هذا القطاع الحيوي. وقد استحوذت مجموعة ITHCA، ذراعها الاستثماري في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على حصة استراتيجية في شركة تصميم وخدمات أشباه الموصلات ومقرها الولايات المتحدة، GSME، والتي أنشأت مختبرًا متقدمًا لتصميم وتطوير الرقائق في مسقط.
كما أبدى لاعبون دوليون رئيسيون آخرون اهتمامًا بإمكانات عُمان. وفي العام الماضي، استضافت حكومة سلطنة عمان وفدا رفيع المستوى من شركة إس كيه هاينكس الكورية الجنوبية، ثاني أكبر شركة لأشباه الموصلات في العالم، كجزء من التحرك لجذب اللاعبين الرئيسيين من صناعة أشباه الموصلات العالمية لاستكشاف الفرص في عمان.
وفي الآونة الأخيرة، دعت مؤسسة استثمر عمان المستثمرين الدوليين المتخصصين في تجميع واختبار أشباه الموصلات بالاستعانة بمصادر خارجية (OSAT) للنظر في إنشاء عمليات في سلطنة عمان. يشير OSAT إلى الشركات التي تقدم خدمات تغليف واختبار الرقائق المتكاملة (IC) التابعة لجهات خارجية لأجهزة السيليكون التي تنتجها المسابك قبل طرحها في السوق للبيع.