نقدم لكم ملخص وشرح درس السراج المنير لمادة التربية الاسلامية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

هدف هذا الملخص إلى تقديم نظرة شاملة ومفصلة حول “مكانة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كالسراج المنير” كما ورد في “الدرس الأول الوحدة 4 – إسلامية – فـ1”. وقد تم إعداد هذا الملخص من قبل شفاء الهاشمي بالتعاون مع زياد الحبسي. يتناول الملخص بعمق الأدوار المتعددة للرسول صلى الله عليه وسلم: كقدوة للمؤمنين، وشاهد على أمته، ومبشر ومنذر، وداعٍ إلى الله تعالى. تعتمد هذه الرؤية على آيات قرآنية وشرح للمفردات الأساسية التي تُعزز فهم هذه المكانة العظيمة.

رابط تنزيل ملخص وشرح درس السراج المنير لمادة التربية الاسلامية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني


أولاً: معاني المفردات والتركيب اللغوي

يبدأ الملخص بتوضيح دلالات بعض المصطلحات الأساسية التي تُشكل جوهر فهم رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ودوره. يشير مصطلح “حسيًا” إلى ما يتعلق بالعبادات والأعمال المحسوسة التي سيُحاسب عليها الناس يوم القيامة، مما يربط بشكل مباشر بين الفعل في الدنيا والجزاء في الآخرة. “بشارة وإنذارًا” يوضح أن رسالة النبي جاءت مزدوجة: تبشير للمؤمنين الصالحين بالخير والثواب العظيم، وإنذار للعصاة والمكذبين بالعذاب والعقاب الأليم، وهذا الدور يمتد ليشمل “أول النهار وآخره” في إشارة إلى شمولية دعوته في كل زمان ومكان. كلمة “حليمًا” تصف النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلي بالحكمة والعذر، مما يدل على تعامله باللين والصفح مع الناس سعيًا لهدايتهم. “نذيرًا” تؤكد جانبه التحذيري من عذاب الله لمن خالف أوامره. أما “وكيلاً”، فتُفسر بأن الله هو المتوكل عليه في جميع الأمور، وقد تُشير أيضًا إلى توكل الرسول نفسه على الله تعالى في أداء رسالته.

ثانياً: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قدوة للمؤمنين

يُبرز الملخص مكانة الأنبياء والرسل كقدوة حسنة للمؤمنين في إخلاصهم وخضوعهم وتوكلهم على الله. وقد كان التوكل على الله سمة بارزة في حياتهم، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو خير مثال للتوكل المطلق على الخالق. يذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من صفات الأنبياء الذين حملوا رسالة الدعوة بشجاعة، ولم يخافوا في الله لومة لائم، مما يجعلهم نماذج يحتذى بها.لذلك، أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حياتنا. يستشهد الملخص بالآية الكريمة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21). هذه الآية تُعد حجر الزاوية لمفهوم “الأسوة الحسنة” في الإسلام، وتُحفز المؤمنين على السير على خطى النبي في جميع جوانب حياتهم، وخاصة أولئك الذين يطمحون إلى رضا الله ويسعون إلى الفوز بالجنة.ويُوضح الملخص أن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت نموذجًا متكاملاً للقدوة في سائر أخلاقه ومعاملاته وعلاقاته مع الناس. فقد جمع في ذاته الشريفة بين: إخلاص العبادة الكاملة لله وحده، ومداومة اتصال القلب بالله تعالى في كل أوقاته وأحواله، وبذل أقصى الجهد في تبليغ رسالته والتوكل المطلق على الله في كل خطوة يخطوها، بالإضافة إلى الانشغال الدائم بذكره تعالى والاستغفار في جميع الأوقات والأحوال، مما يعكس مستوى عالياً من التقوى والخشوع.

ثالثاً: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم شاهد على أمته

يشرح الملخص دور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كشاهد على أمته يوم القيامة. هذه الشهادة تعني أنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ رسالة الله عز وجل إلى أمته أتم البلاغ. وبالتالي، فبمجيئه واكتمال رسالته، لا يوجد عذر لأي إنسان على وجه الأرض، لأنه لم يأتِ بعده نبي آخر يحمل رسالة جديدة.يستشهد الملخص بقوله تعالى: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (البقرة: 143). هذه الآية تُؤكد أن الرسول سيشهد يوم القيامة بأنه قد بلغ الدعوة، فمن آمن به واتبع ما جاء به من الهدى والحق فقد نجا وفاز برضا الله، ومن كفر بعد هذا البيان الواضح، فلا عذر له ولا حجة، بل إن إيمانه يكون ناقصًا أو يتحول إلى إيمان بالكفر، مما يستوجب المساءلة والعقاب الشديد يوم الحساب.

رابعاً: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مبشر ومنذر

تُبين الآيات القرآنية الدور المزدوج للرسول محمد صلى الله عليه وسلم كمبشر ومنذر، وهما صفتان متكاملتان تهدفان إلى هداية البشرية.فهو “بشير للمؤمنين”: يبشر الرسول صلى الله عليه وسلم أولئك المؤمنين الذين استجابوا لدعوة الله تعالى وآمنوا به وبكل ما جاء به من الحق. هذه البشارة العظيمة تشمل رضا الله تعالى، والفوز بالجنة، والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. يستشهد الملخص بقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيرًا} (الأحزاب: 47). هذه الآية تُعطي الأمل والتفاؤل والطمأنينة لقلوب المؤمنين الصادقين، وتُحفزهم على الاستمرار في طريق الطاعة والخير.وفي المقابل، فهو “منذر للمخالفين”: ينذر الرسول صلى الله عليه وسلم المخالفين لدعوته والمكذبين بها بما ينتظرهم من عذاب أليم في الدنيا والآخرة. وهذا الإنذار يشمل كل من ضل عن طريق الحق، أو من أغرته الحياة الدنيا وزخرفها الزائل فتبع هواه، أو من عبد آلهة باطلة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً، فضلاً عن أن تملك ذلك لغيرها. يهدف هذا الدور التحذيري إلى إيقاظ القلوب الغافلة، وتنبيهها إلى العواقب الوخيمة للعصيان والكفر قبل فوات الأوان

.خامساً: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم داعٍ إلى الله تعالى

لقد كرس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حياته كلها للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. كانت الدعوة هي شغله الشاغل وهمه الأول والأعظم، وهي في الأساس وظيفة الأنبياء والرسل جميعًا على مر العصور.يُشدد الملخص على أن الدعوة إلى الله لا يمكن أن تؤتي ثمارها المرجوة ولا تتحقق أهدافها النبيلة إلا إذا رافقها الإخلاص التام لله تعالى. لذلك، كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائمًا ينصح كل من يسلك طريق الدعوة إلى الله بأن يتحلى بالإخلاص في نيته وفي عمله، وأن يجعل قصده وجه الله وحده دون أي مطامع دنيوية.ولهذا السبب، وصف الله سبحانه وتعالى رسوله بأنه “السراج المنير” الذي يهتدي به الناس في ظلمات الجهل والضلال والكفر. إن دعوته كانت دعوة خالصة إلى دين الحق، ولم تكن فيها أي مصلحة مادية شخصية له صلى الله عليه وسلم. بل كان هدفه الأسمى هو إخراج الناس من ظلمات الجهل والكفر والشرك إلى نور الهداية والإيمان والتوحيد. ويكفيه شرفًا وفخراً أن يقود الناس ويسير بهم في هذا الطريق المستقيم، طريق الله تعالى، الذي هو طريق النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. هذا الوصف يؤكد على نقاء دعوته وشموليتها وكونها هداية للناس أجمعين.

Visited 22 times, 2 visit(s) today

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *