نقدم لكم ملخص وشرح درس الرسول المربي لمادة التربية الاسلامية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

يهدف هذا الملخص إلى تقديم نظرة شاملة ومفصلة حول “الرسول المربي” كما ورد في “الدرس الثالث الوحدة 4 – إسلامية – فـ1”. وقد تم إعداد هذا الملخص من قبل شفاء الهاشمي بالتعاون مع زياد الحبسي. يتناول الملخص الجوانب المتعددة لمنهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التربية، مركزًا على التربية الإيمانية، والتعليمية، والعملية، والقيادية، مع التأكيد على الارتباط بين هذه الجوانب وبناء شخصية المسلم المتكاملة.

رابط تنزيل ملخص وشرح درس الرسول المربي لمادة التربية الاسلامية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الاول المنهج العماني

يُبرز الملخص أن التربية الإيمانية كانت حجر الزاوية في منهج النبي صلى الله عليه وسلم التربوي. الهدف الأسمى لهذه التربية هو “تكوين الإنسان المؤمن الذي يوحد الله”، أي غرس عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى في قلوب الأفراد. يُشدد الملخص على أن “السلوك يرتبط بالقناعة الإيمانية في القلب”. وهذا يعني أن الإيمان ليس مجرد اعتقاد نظري، بل هو قوة دافعة تنعكس على سلوك الإنسان في حياته اليومية.

أولاً: التربية الإيمانية

تتمثل ثمار هذه التربية الإيمانية في جانبين رئيسيين:

1️⃣ مراقبة الله في السر والعلن

المؤمن الذي ترسخت في قلبه عقيدة التوحيد يدرك أن الله مطلع عليه في كل أحواله، سواء كان ظاهرًا بين الناس أو منفردًا بنفسه.
هذا الاستشعار الدائم لرقابة الله يدفع المؤمن إلى التقوى والابتعاد عن المعاصي، ويُقوي وازعه الداخلي ويجعله مراقبًا لله في كل تصرفاته.

2️⃣ المسارعة في فعل الخيرات

الإيمان الصادق يحثّ المؤمن على اغتنام الفرص لفعل الخير والطاعات، فيسارع إلى أداء الواجبات، ويجتهد في النوافل، ويقدّم العون للآخرين ابتغاء وجه الله تعالى.
هذه المسارعة تعكس حيوية الإيمان وأثره العملي في حياة المسلم.

🔹 التربية الإيمانية التي غرسها النبي ﷺ لم تقتصر على تلقين العقيدة، بل هدفت إلى بناء شخصية مؤمنة تستشعر عظمة الله وتعيش وفق منهجه، لتكون الأساس الصلب لكل أشكال التربية الأخرى.


ثانياً: التربية التعليمية

لم يُغفل النبي ﷺ أهمية التربية التعليمية، بل كان يحرص على نشر العلم والمعرفة بين أفراد أمته، وجعل التعليم جزءًا أساسيًا من بناء المجتمع المسلم.

🔹 حرصه على التعليم والتوضيح:

كان ﷺ يُجيب عن أسئلة الناس جميعًا بصدر رحب، لا يضيق ذرعًا بكثرة الاستفسارات، بل كان يقول:

“أفهمك ولا أحرجك”.
وهذا يُظهر تواضعه وصبره وحثّه على طلب العلم دون خجل أو خوف.

🔹 تخصيصه يوماً لتعليم النساء:

خصص النبي ﷺ يومًا لتعليم النساء أمور دينهن، مما يدل على شمولية منهجه التربوي واهتمامه بجميع فئات المجتمع.
فقد أراد أن تكون المرأة واعية بدينها وقادرة على تربية أبنائها تربية صالحة.

🔹 شعاره في التعليم:

كان ﷺ يقول:

“لا أبرح حتى أبلغ”.
وهذا يعكس عزيمته وإصراره على تبليغ العلم والرسالة حتى يؤدي الأمانة كاملة.


ثالثاً: التربية العملية (النفسية والمهنية)

تُعد التربية العملية جانبًا أساسيًا في منهج النبي ﷺ، إذ سعى إلى بناء الفرد المنتج المعتمد على نفسه.

1️⃣ من الناحية النفسية:

حثّ النبي ﷺ على العفة وعزة النفس، فقال:

“من يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يصبر يصبره الله”.
فهو يُربي المسلم على الاستغناء بالله وترك سؤال الناس، ويُشجعه على الصبر والاجتهاد.

2️⃣ من الناحية العملية:

وجّه النبي ﷺ أصحابه إلى طلب الرزق الحلال والعمل اليدوي الشريف، فقال:

“لأن يأخذ أحدكم حبله فيجتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلًا فيسأله أعطاه أو منعه”.
وهذا يُعظّم قيمة العمل والكسب الحلال ويُشجع على الاعتماد على الذات لبناء اقتصاد قوي يقوم على الجهد والإنتاج.

🔹 التربية العملية في الإسلام تُعزز مبدأ الأخذ بالأسباب والتوكل على الله، وتشجع على الانضباط والاجتهاد والاستمرارية لتحقيق النجاح.


رابعاً: التربية القيادية

أظهر النبي ﷺ قدرة فريدة في التربية القيادية، فكان قائدًا حكيمًا يُدرك قدرات كل شخص ويُحسن توظيفها.

1️⃣ إدراك القدرات وتوظيفها:

قال النبي ﷺ:

“أرحم أمتي بأبي بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقضاهم علي، وأقرؤهم زيد، وأفرضهم زيد…”
هذا التوصيف يُظهر بصيرة النبي ﷺ في معرفة خصائص كل فرد وقدرته على اكتشاف مواطن القوة فيه.

2️⃣ التوظيف في المكان المناسب:

لم يكتفِ بمعرفة القدرات بل وظفها بما يخدم مصلحة الأمة.
من الأمثلة على ذلك:

  • قيادة أسامة بن زيد لجيش مؤتة:
    عيّنه النبي ﷺ قائدًا وهو في الثامنة عشرة، مما يُظهر ثقته في الشباب وكفاءتهم.
  • تولية عمرو بن أم مكتوم إدارة المدينة:
    استخدمه النبي ﷺ على المدينة في غيابه عدة مرات، رغم كونه أعمى، مما يُبرز أن الإعاقة لا تمنع القيادة إذا توفرت الكفاءة.

🔹 هذا المنهج القيادي يُشجع على تنمية القدرات الفردية وتوظيفها بما يخدم الأمة، مع الاعتماد على الانضباط، العمل، والتوكل على الله.


الخاتمة

تُبرز هذه الجوانب الأربعة — الإيمانية، التعليمية، العملية، والقيادية — تكامل المنهج النبوي في التربية، إذ سعى النبي ﷺ إلى بناء الإنسان المتكامل الذي يجمع بين الإيمان والعلم والعمل والقيادة، ليكون نافعًا في دنياه وآخرته، ويُسهم في نهضة الأمة وصلاحها.

Visited 48 times, 6 visit(s) today

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *